
أحداث غزه تؤلِم القلوب وتدمي العيون، فعلى مساحه ٣٦٥ كيلومتراً مربعاً يعيش مليونا إنسان يتعرضون للبطش.
المحاربون يقاتلون ولكن هناك أطفال ونساء وشيوخ ورجال بلا طعام ولا دواء ولا كهرباء يرتعبون ويهلعون ويقتلون.
أخي في العهد القديم، هل هذا درس تُلقّنه ظاهراً للفلسطينيين وباطناً لكل العالم؟ كأنك تقول له بلغة الدم والدمار إيّاكم أن تظلمونا بعد الآن فنحن ملوك الأرض اليوم وعرشنا لن يتزعزع.
إننا نتفهّم الغضب والحقد المتراكمين لديكم بدءاً من العبودية للمصريين فسبي بابل مروراً باكتساح الرومان لكم، وصولاً إلى امّحائكم من الجزيرة العربية في بداية الإسلام ثم طردكم من الاندلس واخيراً الابادة من قبل هتلر المانيا.
على مدى ثلاثة آلاف عام لم يَغب الاضطهاد المؤلم الذي كان يلاحقكم في كل ثلاثين سنة وكل سنة وكل يوم إلى جانب الاضطهاد الشعبي بالاشارة اليكم «هذا يهودي»، وكثيراً ما ظلمكم الاضطهاد الأدبي من قبل كتّاب أوروبيين في العصور الوسطى، منهم شكسبير ومارلو وغيرهم عديدون.
إنّ كل ذلك لم يأتِ عبثاً فقد كنتم مُبتزّين متآمرين، وبدل أن تكونوا «شعب الله المختار» أصبحتم المضطهَد والمضطهِد وتحمّلتم على مرّ التاريخ فوق ما يمكن أن يتحمله بشر. فهل تصبّون جام غضبكم على الفلسطينيين المظلومين منذ ٧٥ عاماً وخاصةً منذ ٤٧ يوماً ؟ نار وهدم ينهاران على شعب بكامله إنه ايضاً وضع فوق ما يمكن أن يتحمّله بشر.
إننا نقول للفريقين المظلومين: آمنا بالعدل والسلام وإن كنتما تريدان أن تتحررا من الخوف والقتل، آمنا بالحب الإلهي الانساني.
يقولون انّ حروبكما سوف لن تنتهي، أمّا نحن فنقول ويقيننا راسِخ انها حتماً ستنتهي لأن يسوع قد فتح لكم باباً حين قال:
«يا أُورَشَليم يا أُورَشَليم، يا قاتِلَةَ الأَنبِياء وراجِمَةَ المُرسَلينَ إِلَيها، كَم مَرَّةً أَرَدتُ أَن أَجمَعَ أَبناءَكِ، كما تَجمَعُ الدَّجاجَةُ فِراخَها تحتَ جَناحَيها! فلَم تُريدوا. هُوَذا بَيتُكم يُترَكُ لَكم خراباً. فإنّي أقولُ لَكُم: لا تَرَونَني بَعدَ اليومِ حتَّى تَقولوا: «مبارَكٌ الآتي بِاسمِ الآب».
والسؤال هو أيّ واحد منكم سوف يسبق الآخر ويقول مبارك الحب والسلام الآتي باسم الآب؟ فلننتظر ونشاهد انتصاره العظيم.








