خلاف بين الأخ وأخته... متى تتدخّلين؟
خلاف بين الأخ وأخته... متى تتدخّلين؟
اخبار مباشرة
اليسار حبيب
يتجادلان من دون توقّف ولكنّهما يستنفران فيما إذا تعرّض أحدهما للهجوم أو لمضايقات أحد الوالدين. فالروابط التي تجمع بين الأخ والأخت قويّة ومعقّدة في الوقت ذاته... وغالباً ما يصعب على الاهل تفهّم الوضع واستيعابه.
يشهد الأهل على الكثير من النزاعات والخلافات بين الأخ وأخته، بعضها يزول وتضمحلّ آثاره بعد مرور خمس دقائق على الخلاف، وبعضها الآخر قد يستمرّ ساعات طويلة وحتّى أيّاماً، وهذا ما يدفعهم (أي الأهل) الى القلق على متانة الاخوّة التي جمعت بين أبنائهما. فلماذا هذه الاختلافات في المواقف بين الاخوة؟ وهل يجوز أن يتدخّل الأهل في هذه الخلافات؟
1 - لمَ يصعب على الأهل إحتمال خلافات الأبناء؟
ليس لأن صوت صراخهم يزعجهم ويقلق راحتهم ويسرق النوم من عيونهم، وإنّما لأنّ كلّ أب وكلّ أم يسعيان الى تربية عائلة مثالية يسودها الأمان والسلام ولا تشوبها أيّ خلافات مهما كانت بسيطة وتافهة. وفي هذا السياق، تقول المعالجة النفسية الفرنسية نيكول بريور إنّ "الأهل يرغبون في تربية عائلة مثالية ليحافظوا على صورتهم الاجتماعية وسمعتهم الحسنة في محيطهم، وتتجلّى بالوفاق والوئام بين الإخوة بعيداً عن الصراخ والملاسنات".
ومن الأسباب التي تجعل الأهل ينزعجون من خلافات أولادهم ويحاولون منعها أيضاً تلك الذكريات التي يسترجعونها عن ماضيهم مع إخوتهم والتي قد تكون أليمة "فغالباً ما تتذكّر الأم -عندما يتشاجر أبناؤها- خلافاتها مع أختها المفضّلة والتي هاجرت أو توفيت منذ مدّة".
2 - ما السرّ وراء تبدّلات المواقف المفاجئة بين الأخوين، أو بمعنى آخر لماذا يختلفان ومن ثمّ يتحابان في غضون عشر دقائق؟
يقول المعالجون النفسيّون إن رابط الاخوّة يخضع الى تجاذبات متغيّرة والى وجهين متناقضين، فبينما يكون الوجه الاوّل لها هو الكراهية يسود الحبّ على الوجه الثاني. وتفسّر بريور هذا الموضوع قائلةً "إن شعور الكراهية الذي يشعر به الاخ تجاه أخته أو العكس، هو شعور طبيعي ينتج عن غيرة الكبير من الصغير وما يرافقه من تبدّلات في تنظيم العائلة وفي مكانته وهويّته بعد ولادة طفل جديد، كما قد تشعر الاخت بأن الأخ البكر يقف عائقاً أمام طموحاتها ويجعلها تحتلّ المرتبة الثانية في العائلة من حيث الأهميّة".
ولكن من جهة أخرى نجد بأن هذين الأخوين "العدوّين" يشكّلان تحالفاً قويّاً في وجه الاهل ويجتمعان في رابط قويّ يصعب المساس به والإخلال بتوازنه: فليس مستغرباً أن يهدي الطفل الصغير أولى إبتساماته الى أخته الأكبر منه سناً وليس الى أهله. ففي العائلة تتشكّل بين الأخوة "مجموعات صغيرة" متحالفة حيناً ومتضاربة أحياناً أخرى، هدفها تبادل الخبرات والتجارب والأسرار التي يصعب الاعتراف بها للأهل وهنا تنشأ بينهما لغة خاصّة بهما لا يتمكّن الاهل من فهمها وفكّ رموزها.
3 - ما السرّ الحقيقي الكامن وراء هذه الخلافات؟
عالمة النفس الفرنسية بريور تقول "إن خلافات الإخوة قد تبدو بسيطة وتتمحور حول لعبة، ولكن في الحقيقةً -من خلال هذه الخلافات- يسعى كلّ طرف الى تثبيت مكانته في العائلة والتي يعتبر فيها أنّ الآخر قد سلبه إيّاها"، وتتابع مشدّدةً "الخلافات الاخوية غالباً ما تحمل رسائل مبطّنة موجّهة الى الأهل".
4 - ولذلك هل يجوز أن يتدخّل الاهل في هذه الخلافات؟
قد يعتبر الأهل بأنّ عدم التدخّل في خلافات الاولاد وإعتبارها مجرّد خلافات بسيطة تنتهي مفاعيلها بعد وقت قصير وترك الفرصة لهما في إنهاء المشاكل، هو الحلّ الانسب. ولكنّ يحذّر الاختصاصيون النفسيّون من مساوئ عدم التدخّل هذا، لأن سكوت الاهل عن الخلافات لا يضرّ فقط بصورتهم "القويّة" وبدورهم الفعّال في التربية، وإنما ينعكس سلباً أيضاً على تكوين العائلة وتركيبتها.
فعدم تدخّل الاهل لإنهاء الخلافات من شأنه أن يقوّي الأخ "القويّ" على نظيره الضعيف، وإذا بقي أحدهما خاسراً في وجه الآخر فإنّ ذلك من شأنه أن يُدخل هذا الأخير في دوّامة من المشاكل النفسية التي تكوّن ترسّبات فكرة "المسيطِر- المسيطَر عليه".
• في الختام، لا يسعنا سوى التأكيد بأن الخلافات بين الاخوة هي امر طبيعي ولا بدّ منه في كلّ العائلات، ولكن على الاهل التدخّل لإنهاء المشاكل وإحلال السلام ولعب دور "القاضي العادل"، الذي يستمع الى أقاويل الاطراف كافة، فبذلك لا يشعر أحد بأنّه مستضعف وبأن الآخر يمسّ بصورته ومكانته.
1 - لمَ يصعب على الأهل إحتمال خلافات الأبناء؟
ليس لأن صوت صراخهم يزعجهم ويقلق راحتهم ويسرق النوم من عيونهم، وإنّما لأنّ كلّ أب وكلّ أم يسعيان الى تربية عائلة مثالية يسودها الأمان والسلام ولا تشوبها أيّ خلافات مهما كانت بسيطة وتافهة. وفي هذا السياق، تقول المعالجة النفسية الفرنسية نيكول بريور إنّ "الأهل يرغبون في تربية عائلة مثالية ليحافظوا على صورتهم الاجتماعية وسمعتهم الحسنة في محيطهم، وتتجلّى بالوفاق والوئام بين الإخوة بعيداً عن الصراخ والملاسنات".
ومن الأسباب التي تجعل الأهل ينزعجون من خلافات أولادهم ويحاولون منعها أيضاً تلك الذكريات التي يسترجعونها عن ماضيهم مع إخوتهم والتي قد تكون أليمة "فغالباً ما تتذكّر الأم -عندما يتشاجر أبناؤها- خلافاتها مع أختها المفضّلة والتي هاجرت أو توفيت منذ مدّة".
2 - ما السرّ وراء تبدّلات المواقف المفاجئة بين الأخوين، أو بمعنى آخر لماذا يختلفان ومن ثمّ يتحابان في غضون عشر دقائق؟
يقول المعالجون النفسيّون إن رابط الاخوّة يخضع الى تجاذبات متغيّرة والى وجهين متناقضين، فبينما يكون الوجه الاوّل لها هو الكراهية يسود الحبّ على الوجه الثاني. وتفسّر بريور هذا الموضوع قائلةً "إن شعور الكراهية الذي يشعر به الاخ تجاه أخته أو العكس، هو شعور طبيعي ينتج عن غيرة الكبير من الصغير وما يرافقه من تبدّلات في تنظيم العائلة وفي مكانته وهويّته بعد ولادة طفل جديد، كما قد تشعر الاخت بأن الأخ البكر يقف عائقاً أمام طموحاتها ويجعلها تحتلّ المرتبة الثانية في العائلة من حيث الأهميّة".
ولكن من جهة أخرى نجد بأن هذين الأخوين "العدوّين" يشكّلان تحالفاً قويّاً في وجه الاهل ويجتمعان في رابط قويّ يصعب المساس به والإخلال بتوازنه: فليس مستغرباً أن يهدي الطفل الصغير أولى إبتساماته الى أخته الأكبر منه سناً وليس الى أهله. ففي العائلة تتشكّل بين الأخوة "مجموعات صغيرة" متحالفة حيناً ومتضاربة أحياناً أخرى، هدفها تبادل الخبرات والتجارب والأسرار التي يصعب الاعتراف بها للأهل وهنا تنشأ بينهما لغة خاصّة بهما لا يتمكّن الاهل من فهمها وفكّ رموزها.
3 - ما السرّ الحقيقي الكامن وراء هذه الخلافات؟
عالمة النفس الفرنسية بريور تقول "إن خلافات الإخوة قد تبدو بسيطة وتتمحور حول لعبة، ولكن في الحقيقةً -من خلال هذه الخلافات- يسعى كلّ طرف الى تثبيت مكانته في العائلة والتي يعتبر فيها أنّ الآخر قد سلبه إيّاها"، وتتابع مشدّدةً "الخلافات الاخوية غالباً ما تحمل رسائل مبطّنة موجّهة الى الأهل".
4 - ولذلك هل يجوز أن يتدخّل الاهل في هذه الخلافات؟
قد يعتبر الأهل بأنّ عدم التدخّل في خلافات الاولاد وإعتبارها مجرّد خلافات بسيطة تنتهي مفاعيلها بعد وقت قصير وترك الفرصة لهما في إنهاء المشاكل، هو الحلّ الانسب. ولكنّ يحذّر الاختصاصيون النفسيّون من مساوئ عدم التدخّل هذا، لأن سكوت الاهل عن الخلافات لا يضرّ فقط بصورتهم "القويّة" وبدورهم الفعّال في التربية، وإنما ينعكس سلباً أيضاً على تكوين العائلة وتركيبتها.
فعدم تدخّل الاهل لإنهاء الخلافات من شأنه أن يقوّي الأخ "القويّ" على نظيره الضعيف، وإذا بقي أحدهما خاسراً في وجه الآخر فإنّ ذلك من شأنه أن يُدخل هذا الأخير في دوّامة من المشاكل النفسية التي تكوّن ترسّبات فكرة "المسيطِر- المسيطَر عليه".
• في الختام، لا يسعنا سوى التأكيد بأن الخلافات بين الاخوة هي امر طبيعي ولا بدّ منه في كلّ العائلات، ولكن على الاهل التدخّل لإنهاء المشاكل وإحلال السلام ولعب دور "القاضي العادل"، الذي يستمع الى أقاويل الاطراف كافة، فبذلك لا يشعر أحد بأنّه مستضعف وبأن الآخر يمسّ بصورته ومكانته.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
06:42
عدائية نتنياهو وخطورة إيران
1
07:13
أجواء دولية مشجّعة… ولا حرب
2
06:58
"كيد فاضح" ومحاولة لافتعال معركة سياسية
3
06:38
«الميكانيزم» أمام «استحالتين»: إحياء «هدنة 49».. وتشكيل «المجلس الملّي»
4
19:45
سلام أطلع وفداً من جمعية المصارف على التقدم في مشروع قانون الفجوة المالية
5
06:17
مانشيت: الكيد السياسي يفتعل معركة لتعطيل المجلس وعون: سأسلك أي طريق يقودني إلى مصلحة لبنان
6
Dec 17
هيكل: أنا أعطيت هذه الأوامر
7
21:55
رسالة من المجموعات الاغترابية إلى الرئيس بري: لإدراج قانون اقتراع غير المقيمين
8