
وصفَ أحد أعضاء فريق من الصليب الاحمر الدولي شوارع ناغورنو كاراباخ بأنها خالية من سكانها، ولا يوجد فيها سوى شرطة وجنود أذريين وبعض عمال البناء، وجنود من قوة حفظ السلام الروس، فيما يعاني عشرات الآلاف من الارمن المدنيين هناك ظروفًا صعبة بعد استسلام المقاتلين الأرمن امام القوات المسلحة الأذربيجانية التي عرضت في نهاية الاسبوع مجموعة من الأسلحة الثقيلة التي صادرَتها خلال هجومها.
ويَشكو قادة أرمن في ناغورنو كاراباخ من حالة هلع لدى المواطنين الارمن النازحين من بيوتهم وأرزاقهم خوفاً من عمليات انتقامية وإتنية قد يتعرضون لها بعد استسلام المقاتلين الارمن في المنطقة الى القوات الاذربيجانية المهاجمة تحت انظار القوة الروسية المكلّفة حفظ السلام هناك بعد اتفاق سابق لوقف اطلاق النار بين الارمن والاذريين رَعَته موسكو.
كما يعاني عشرات آلاف النازحين من نقص حاد في الطعام والمأوى.
حتى الآن، تم السماح للصليب الأحمر الدولي بإدخال قافلة إغاثة واحدة فقط، تحمل 70 طنًا من الطعام، إلى الإقليم المتنازَع عليه. وكانت أول عملية تسليم مساعدات إنسانية تصل إلى المنطقة منذ استيلاء أذربيجان عليها بسرعة في عملية عسكرية انتهت قبل ستة أيام. وزعمت روسيا أيضًا تقديم مساعدات، ولكن لا يُعرف مقدارها بالضبط.
ناغورنو كاراباخ، هي منطقة جبلية في منطقة القوقاز الجنوبية، مُعترف بها دوليًا كجزء من أذربيجان، ولكن هناك مناطق كبيرة منها كانت تحت سيطرة الأرمن لأكثر من ثلاثة عقود.
من الناحية الدبلوماسية، حثّت أرمينيا الأمم المتحدة على إرسال بعثة لمراقبة حقوق الأرمن في تلك المنطقة، معتبرة أنّ وجودهم في الوقت الحالي مهدد بشكل خطير. على الجانب الآخر، تنفي أذربيجان هذه الاتهامات وتؤكد التزامها بإعادة تكامل سكان ناغورنو كاراباخ الأرمن كمواطنين متساوين في البلاد.
وقد أدّت العملية العسكرية الأخيرة التي نفذتها أذربيجان إلى وفاة ما لا يقل عن 200 من الأرمن، بما في ذلك 10 مدنيين. ونتيجة لذلك، هناك الآن آلاف مشرّدون من قراهم ومفصولون عن أقاربهم. ويعيش كثير منهم في خيام أو تحت العراء بالقرب من مطار المدينة الرئيسية ستيباناكرت، (المعروفة أيضًا باسم خانكندي من قبل أذربيجان).
ويقع هذا المطار قرب قاعدة قوة روسية للحفاظ على السلام، حيث قتل خمسة من عناصرها أثناء القتال. وأعلنت أذربيجان عن تعاونها مع القوة الروسية لاستسلام القوات الأرمنية، وكان هذا الأمر أحد مطالبها الرئيسية مقابل وقف إطلاق النار.
وعرض مسؤولون عسكريون أذربيجانيون أسلحة تخلّى عنها المقاتلون، في ساحة مقر عسكري في سوسة، بالقرب من العاصمة الإقليمية. وشمل هذا العرض دبابة من طراز T-72، وعدة مركبات مدرّعة من طراز BMP-2، وبنادق آلية، وبنادق هجومية، ودروعاً للجسم، وألغاماً. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تسليم 6 مركبات مدرعة، وأكثر من 800 بندقية، وحوالى 5000 وحدة من الذخيرة.
واشارت معلومات الى انّ مصير الـ 120 ألف أرمني في ناغورنو كاراباخ ما زال غامضًا. وتتجه أذربيجان الى اصدار عفو عن القوات الأرمنية في ناغورنو كاراباخ، الذين يسلّمون أسلحتهم ويختارون المغادرة إلى أرمينيا. بدورها، أنشأت أرمينيا مرافق لاستقبال المدنيين النازحين، على الرغم من أنّ رئيس الوزراء نيكول باشينيان أعربَ عن رغبته في أن لا يغادروا إلا إذا كان ذلك ضروريًا.
ومع ذلك، يبدو أنّ غالبية سكان ستيباناكرت ميالون إلى المغادرة بسبب الوضع غير المستقر. وقال أحد قادة الارمن: «ليس لدي معرفة بأي شخص يرغب في البقاء هنا. لديّ أقارب كبار في السن فقدوا أبناءهم في الحروب السابقة ويفضّلون الموت هنا». ومع ذلك، يُبَشّر الوضع بأنّ العديدين من الأرمن قد لا يكونوا على استعداد للانتقال.
وعلى الصعيدين الوطني والدولي، طالب السيناتور الأميركي غاري بيترز، الذي يقود وفدًا برلمانيًا إلى الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، بإجراء مراقبة دولية للأوضاع في ناغورنو كاراباخ. وأكد ضرورة مشاركة المجتمع الدولي لإلقاء الضوء على الأحداث التي تجري في المنطقة.








