برايتون يعيش الحلم الأوروبي وليفربول في غير مكانه
برايتون يعيش الحلم الأوروبي وليفربول في غير مكانه
اخبار مباشرة
Thursday, 21-Sep-2023 09:20

بعدما كانت المشاركة القارية من الأمور التي لا يجرأ مشجّعو برايتون الإنكليزي حتى على الحلم بها، يبدأ «النوارس» الليلة قصة أقرب إلى الخيال، حين يستضيفون أيك أثينا اليوناني، في مستهل مشوارهم في الـ»يوروبا ليغ»، في حين يجد مواطنهم العريق ليفربول نفسه في مكان لا يرغب فيه، بعدما اعتاد على أضواء دوري الأبطال.

تُعتبَر زيارة أيك أثينا إلى ملعب «أميكس» في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية التي تضمّ البطلَين السابقَين لدوري الأبطال أياكس أمستردام الهولندي ومرسيليا الفرنسي، مناسبة لم يكن من الممكن تصوّرها في الأيام المظلمة، عندما بدا برايتون على وشك الانهيار.
كان برايتون في يوم من الأيام متهالكاً مثل الرصيف الغربي الذي دمّرته الحرائق على شاطئ الساحل الجنوبي للمدينة، لكن أصبح الآن يمتلك أحد نماذج الأعمال الأكثر إثارة للإعجاب في كرة القدم العالمية.
تسعى الأندية إلى محاكاة قدرة برايتون على التجوال في الكرة الأرضية بحثاً عن لاعبين شباب مغمورين مثل الإكوادوري مويزيس كايسيدو والأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر والإسباني مارك كوكوريلا الذين تطوّروا جميعاً ليصبحوا كنزاً للنادي، بعدما تخلّى عنهم في صفقات هائلة ضخمة مقارنة بما أنفقه لضمّهم.
ساعدت هذه السياسة المبتكرة النادي على تحدّي الصعاب وصولاً إلى مفاجأة الجميع بإنهاء الدوري الممتاز في المركز السادس، ما شرّع الباب أمامه للمشاركة القارية الأولى في تاريخه. وأظهر برايتون أنّ ما حقّقه الموسم الماضي لم يكن وليد الصدفة، إذ بدأ هذا الموسم بقوة أيضاً وأحرج مانشستر يونايتد بإسقاطه في معقله «أولد ترافورد» بنتيجة 1-3.
ورأى الرئيس التنفيذي للنادي بول باربر، انّ «هذا المشروع كان رائعاً. هناك بالتأكيد الآن وَعي أوسع في برايتون. أحد الأندية الأوروبية التي تحدّثتُ إليها يطّلع على جميع مبارياتنا، ويجلس طاقمه التدريبي صباح الاثنين لمشاهدتها (مباريات برايتون) منذ البداية حتى النهاية».
«كانت المشاركة الأوروبية حلماً
بعيد المنال»
هو موقف قوة غير مسبوق لنادٍ كان قبل 26 عاماً على وشك الخروج من الدوري، ولم يكن لديه ملعب خاص به. عندما تمّ تعيين ستيف غريت مدرباً لبرايتون في كانون الأول 1996، كان الفريق متأخّراً بفارق 11 نقطة عن قاع دوري المستوى الرابع، وكان الهبوط الكارثي إلى دوري الهواة يلوح في الأفق.
وأكّد غريت أنّ مهمّة الإنقاذ التي قام بها في برايتون «لم يكن الأمر يتعلّق بالفوز بشيء ما. كان الأمر يتعلّق أكثر برؤية ما إذا كان من الممكن إنقاذ شيء ما».
نجاح غريت في تجنيب برايتون كارثة الخروج من نظام الكرة الإنكليزية الاحترافية، لم يكن نهاية المشاكل بالنسبة إلى النادي، إذ تمّ بيع ملعب «غولدستون غراوند» الذي كان معقل الفريق طيلة 95 عاماً، بعدما ذهب ضحية التطوير العقاري عام 1997.
وبعد أعوام من المشقّة والترحال لخوض مبارياته البيتية بعيداً من الديار، جاء الفرج على لاعب البوكر المحترف توني بلوم الذي اشترى النادي عام 2009، أي قبل عامَين من افتتاح ملعبه الجديد القائم على مشارف المدينة.
مراهنة بلوم على برايتون أعطت ثمارها، إذ وبعد غياب دام 34 عاماً، صعد الفريق إلى دوري الأضواء عام 2017، في تجربة تحدّث عنها باربر، قائلاً: «منذ عام 1997 صعدنا 86 مركزاً في الدوري. كانت كرة القدم الأوروبية حلماً بعيد المنال بالنسبة إلى الجماهير في ذلك الوقت».
لكنّ الحلم تحوّل الآن إلى حقيقة بقيادة المدرب الإيطالي روبرتو دي زيربي الطامح إلى النقاط الثلاث، في مستهل هذه المغامرة القارية التاريخية للفريق الذي يدرك أنّ أيك أثينا سيكون على الأرجح مفتاح منافسته على بطاقة التأهل المباشر إلى ثمن النهائي، أو أقله نيل المركز الثاني المؤهل إلى الملحق، لاسيما في ظلّ وجود الخبيرَين أياكس ومرسيليا في المجموعة.

ليفربول في مكان لا يريده بتاتاً
إذا كانت المشاركة في «يوروبا ليغ» حلماً بالنسبة إلى برايتون، فإنّ مواطنه ليفربول الذي يحلّ ضيفاً على لاسك لينتس النمسوي في المجموعة الخامسة التي تضمّ أيضاً أونيون سان-جيلواز البلجيكي وتولوز الفرنسي، لا يرغب إطلاقاً التواجد في هذا المكان، لاسيما بعدما استعاد مكانته بين كبار «القارة العجوز»، وشارك في دوري الأبطال في المواسم الـ 6 الماضية، فأحرز اللقب عام 2019 للمرّة الأولى منذ 2005 والسادسة في تاريخه.
ويبدو فريق المدرب الألماني يورغن كلوب عازماً على تجنّب ما حصل معه الموسم الماضي، حين حلّ خارج المراكز الأربعة الأولى المؤهلة إلى دوري الأبطال، بعدما بدأ الدوري الممتاز هذا الموسم بـ 4 انتصارات وتعادل في المراحل الـ 5 الأولى.
روما بأفضل أحواله
بعدما حلّ الموسم الماضي وصيفاً للمتخصِّص إشبيلية الإسباني، يبدأ روما الإيطالي مشواره في المجموعة السابعة ضدّ مضيفه شيريف تيراسبول المولدافي بمعنويات مرتفعة جداً، نتيجة الفوز الكاسح الذي حقّقه فريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في الدوري على إمبولي بسباعية نظيفة، بينها ثنائية للأرجنتيني باولو ديبالا وهدف أول للبلجيكي روميلو لوكاكو بألوان نادي العاصمة.
بذلك، تنفّس مورينيو الصعداء بعد بداية موسم كارثية، إذ دخل نادي العاصمة اللقاء بنقطة واحدة فقط من 3 مباريات، لكنّه حقّق انتصاره الأول وتحضّر بشكل جيد للحلول ضيفاً على شيريف في مجموعة سلافيا براغ التشيكي وسيرفيت السويسري.

theme::common.loader_icon