علما أنّ هذه القوى، لا تتماها عقائدياً مع «فتح» المسيطرة الأساس على السلطة داخل المخيم، وشكّلت بدورها أيضاً العنصر المنافس لـ«حماس» خصوصاً، بعد عودتها إلى حاضنة المقاومة في الموقف من سوريا، بعدما ركبت موجة الانقلاب عليها في بداية أحداثها عام 2011.

موقف «فتح» واضح مع الحسم العسكري، لو كان مكلفاً وغير مضمون، أما لـ«حماس» موقفان:

الأول مع لجم الحركات الاسلاموية المنافسة لها في السيطرة على الأرض التي تتنافس عليها مع «فتح» أيضاً، ولكن بصورة شبه منظّمة تشبه التنافس الداخلي في فلسطين الذي أفضى الى دولتين وسلطتين، واحدة في الضفة والثانية في غزة.

وهي في الوقت نفسه ضدّ الحسم النهائي الذي سيعيد لـ«فتح» المنهكة عافيتها التامة وقدرتها المكتملة للسيطرة على المخيم، مما سيعيد المواجهة مباشر بين «فتح» و«حماس» على إعادة ترسيم حدود النفوذ داخل المخيم.

من هنا أتت مبادرة الرئيس بري التي تقضي، بوقف النار، وتسليم المشاركين باغتيال العرموشي، وهو مطلب فتحاوي، وإخلاء المسلحين من المدارس لا القضاء عليهم. وهذا توّج «حماس»، كي تبقى قابضةً على العصا من وسطها.

هذا ما رُسم في عين التينة، وتبقى العبرة في التنفيذ، بانتظار تصحيح الخطأ التاريخي القائم، والذي لا يستقيم الاّ بتفكيك كافة المخيمات على الأراضي اللبنانية، وحلّ عادل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، وعودة اللاجئين الى ديارهم وعودة السيادة إلى شبه الدولة اللبنانية!