ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.


من الشائع دخول الحمّام صباحاً فور الانتهاء من شرب القهوة، حتى أنّ بعض الأشخاص يعتمدون عليها كعلاج آمن للإمساك. في الواقع، لا تزال الطريقة التي تؤثر بها القهوة في صحّة الأمعاء مجالاً جديداً نسبياً للأبحاث العلمية.
يدعم حالياً العديد من خبراء صحّة الأمعاء فكرة أنّ القهوة قد تؤثر إيجاباً في الجهاز الهضمي. في الواقع، إنّ مواد بوليفينول المضادة للأكسدة في القهوة تستطيع تغذية بكتيريا الأمعاء المفيدة، فتُعزّز نموّها ونشاطها.
ووفق طبيبة أمراض الجهاز الهضمي سارة روبنز، من كندا، «يمكن استمداد هذه المنافع من خلال إضافة القليل من مسحوق الكاكاو إلى كوب القهوة».
وفي حين أنّ تعزيز مستويات الطاقة قد يكون أول ما تفكّرون فيه عندما يتعلّق الأمر بمنافع القهوة الصحّية، لكن على صعيد الهضم، يتمتّع مزيج القهوة والكاكاو بمزايا خاصّة أبرزها ما كشفته د. روبنز:
- غنيّ بمضادات الأكسدة: تُعتبر القهوة مصدراً مليئاً بمضادات الأكسدة التي رُبطت بخفض الالتهاب في الجسم والحماية من مشكلات صحّية كثيرة. يُعزى العديد من فوائد القهوة إلى مضادات الأكسدة، وقد يكون هذا صحيحاً بشكلٍ خاصّ بالنسبة للأمعاء. إنّ خصائص القهوة المضادة للأكسدة تحمي من الإجهاد التأكسدي الذي قد يسبّب مشكلات الجهاز الهضمي. إنّ وضع الكاكاو في القهوة قد يُعزّز هذا الأمر، لاحتوائه بدوره على نسبة عالية جداً من البوليفينول. عند الجمع بين الاثنين، تتمّ إضافة المزيد من القوّة المضادة للأكسدة إلى المشروب. يُعدّ الإجهاد التأكسدي وبكتيريا الأمعاء غير المتوازنة من العوامل الرئيسة في مشكلات الجهاز الهضمي. توصّلت الدراسات إلى أنّ مادة بوليفينول قد تكون قادرة على تخفيف الاجهاد التأكسدي، وتعزيز التنوّع البكتيري في الأمعاء، وتحسين الاستجابات المناعية.
- ... وأيضاً بالألياف: يجب على البالغين استهلاك 25 إلى 38 غ من الألياف في اليوم، واللافت أنّ إضافة ملعقة كبيرة أو اثنتين من مسحوق الكاكاو إلى كوب القهوة الصباحي تساعد على بلوغ هذا الرقم، بحيث يمكن الحصول على 2 غ من الألياف في كل ملعقة كبيرة من الكاكاو. يحتاج الجهاز الهضمي إلى الألياف الغذائية للحفاظ على بيئة بكتيرية صحّية. تُخمّر البكتيريا المفيدة ألياف بريبيوتك لإنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تلعب أدواراً عدة في صحّة الأمعاء مثل دعم بطانة الأمعاء وبالتالي ردع البكتيريا السيّئة والميكروبات من دخول مجرى الدم، والحفاظ على استجابة مناعية متوازنة في القناة الهضمية. ناهيك عن أنّ الألياف تُسهّل التبرّز وتساعد على الوقاية من الإمساك.
وللتأكّد من الحصول على قهوة صديقة للأمعاء، لا بدّ من عدم تجاهل النقاط التالية التي عرضتها د. روبنز:
- تفضيل التحميص الخفيف: من المُثير للاهتمام أنّ التحميص الخفيف للقهوة غالباً ما يحتفظ بمزيدٍ من الخصائص المضادة للأكسدة. ومع ذلك، قد لا تُلائم هذه الطريقة جميع الأشخاص، خصوصاً أصحاب المعدة الحسّاسة الذين عليهم اللجوء إلى التحميص الداكن بما أنّه أقل حموضة.
- الانتباه لطريقة التخمير: في حال معاناة الحرقة أو ارتجاع المريء عند شرب القهوة الساخنة، فإنّ عملية التخمير البارد تجعل القهوة أقل حامضية مقارنةً بالتقنيات الأخرى الساخنة. يمكن لذلك أن يكون لطيفاً على المعدة ويُلائم الأشخاص الذين يشكون من الانزعاج في الجهاز الهضمي عند شرب القهوة العادية.
- تحديد موعد شرب القهوة: إنّ شرب القهوة صباحاً، خصوصاً على معدة فارغة، قد يزيد من إنتاج حامض المعدة، وهو الأمر الذي قد لا يناسب الأشخاص الذين يعانون من ارتجاع المريء أو الحرقة. غير أنّ تناول وجبة خفيفة قبل شرب القهوة يستطيع تخفيف هذا التأثير. ومن ناحية أخرى، قد يكوب شرب القهوة على معدة فارغة مفيداً في بعض الحالات مثل تحفيز حركة الأمعاء ومنع الإمساك، والفضل يرجع إلى مادة الكافيين.
- تفادي بعض الإضافات: وتحديداً السكّريات المضافة، والكريما، والمُحلّيات الصناعية، وحتى الحليب للذين يعجزون عن هضم اللاكتوز. فقد تبيّن أنّ هذه المواد تحفّز ظهور بعض الأعراض في الجهاز الهضمي مثل الإسهال والنفخة، أو تُفاقم الشهيّة والجوع.








