ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.
من المعلوم أنّ الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) هو نوع من الاكتئاب المتعلّق بتغيّر الفصول، والذي يتمّ غالباً ربطه بالبرد والشتاء المظلم. لكن هل فكّرتم يوماً في أنّ الطقس الدافئ يستطيع بدوره تحفيز الإصابة بالكآبة، وهو ما يُعرف بالاكتئاب الصيفي؟
رغم أنّ مشاعر الاكتئاب يمكن أن تنشأ في أي وقت من حياة الشخص، فإنّ كآبة الصيف قد تحدث عندما يعاني الشخص من نوبات اكتئاب متكرّرة خلال المواسم الأكثر دفئاً كالربيع والصيف.
قالت اختصاصية علم النفس العصبي سنام حفيظ، من مدينة نيويورك: «صحيحٌ أنّ أعراض الاكتئاب الصيفي قد تختلف من شخص لآخر، إلّا أنّ العلامات الأكثر شيوعاً تشمل عادةً التعب أثناء النهار، وعدم الاهتمام بالأنشطة العادية، وقلّة التفاعل الاجتماعي، وصعوبة النوم، وزيادة القلق، والمزاج المكتئب بشكلٍ عام، واضطراب المشاعر، وانخفاض الشهيّة، وخسارة الوزن».
وأضافت: «غالباً ما سيُعاني الشخص من هذه الأعراض لمدة 4 إلى 5 أشهر في العام، على أن تخفّ حدّتها بمجرّد تغيّر الفصول. ولتشخيص الإصابة رسمياً بالاكتئاب الصيفي، يجب أن تحدث نوبات الكآبة في الوقت ذاته تقريباً لعامين متتاليين. بينما يعاني الجميع من الكآبة من حين لآخر، يُعدّ الاكتئاب الصيفي مشكلة أكثر خطورة يمكن أن تؤثر في الأداء اليومي، وفي الحالات الشديدة قد تدفع إلى الانتحار إذا لم تُعالج بشكلٍ صحيح».
وشرحت حفيظ، أنّ «بعض العوامل المرتبط بالصيف يساهم في ظهور الاكتئاب الصيفي. على سبيل المثال، يؤدي ارتفاع الحرارة والرطوبة وكثرة التعرّض للشمس إلى استنزاف الطاقة، والشعور بالتعب، ونقص الحافز، وعدم الانتاجية، وتفضيل البقاء في المنزل. أمّا العامل الآخر الذي يجب أخذه في الاعتبار فهو الخوف من ملابس السباحة والتفكير في الطريقة التي سيبدو بها شكل الجسم على البحر. إنّ هذا الأمر قد يجعل الكثير من الناس يشعرون بالخجل المفرط بشأن مظهرهم بطرقٍ غير مسبوقة طوال العام. يؤدي القلق بشأن صورة الجسم أحياناً إلى منع الشخص من المشاركة في الأنشطة الصيفية. غير أنّ هذا الأمر يُعقّد الوضع، لأنّ العزلة قد تُفاقم مشاعر الوحدة والحزن والكآبة».
وكشفت عن وجود عوامل أخرى مرتبطة بالصيف قد تحفّز الكآبة مثل «اضطراب في الروتين والجدول والعادات بسبب العطلة أو وجود الأولاد في المنزل، وتغيّر عادات النوم والأكل نتيجة عرقلة الروتين، والعجز عن المشاركة في بعض الأنشطة بسبب الضيق المادي، ومعاناة مشكلات صحّية تمنع المشاركة في أنشطة الصيف، ما قد يسبّب العزلة والحزن والوحدة».
وبالإضافة إلى استشارة اختصاصي الصحّة العقلية عند ملاحظة أي تطور منتظم للكآبة خلال الطقس الدافئ، من المهمّ الاستعانة بالاستراتيجيات التالية الداعمة للصحّة العقلية، وفق حفيظ:
- عدم إهمال جدول النوم: إنّ عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم يُصعّب تنظيم العواطف، ما يجعلكم أكثر عرضة للكآبة. وبما أنّ الأيام تكون أطول خلال الأشهر الأكثر دفئاً، من السهل التأخّر في النوم. يجب الالتزام بجدول نوم ثابت يؤمّن 7 إلى 9 ساعات من النوم الجيّد كل ليلة.
- التمسّك بالرياضة: عند ممارسة الرياضة، يُنتج الجسم هورمونات الإندورفين التي تؤمّن المشاعر الإيجابية، وتقلّل في الوقت ذاته من هورمونات التوتر مثل الكورتيزول.
- التخطيط للأنشطة القادمة: إنّ الحرص على القيام بأنشطة منتظمة سيُساعد في جعل الموسم مُمتعاً أكثر، ويُجنّب العزلة الاجتماعية التي تُفاقم الكآبة.
- استهلاك أطعمة مغذية: إنّ اتباع حمية متوازنة مرتكزة على الخضار، والفاكهة، والحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون يحسّن مستويات الطاقة، والمزاج، والنوم.