خمس محطّات فاصلة!
خمس محطّات فاصلة!
أ. بيار أديب ضاهر

أستاذ مدرسيّ، وطالب دكتوراه

د. إيلي جرجي الياس

كاتب، باحث استراتيجيّ وأستاذ جامعيّ

Friday, 09-Jun-2023 13:52

خمس محطّات فاصلة في العلاقات الفرنسية الألمانية 1800 - 2000:

 

- معركة إيينا يوم 14 تشرين الأوّل 1806، حين هزم الأمراطور الفرنسي نابوليون الأوّل البروسيّين في عقر دارهم شرّ هزيمة. فبات هَمّ البروسيّين الأساسيّ الإنتقام.

 

- معركة سيدان يوم 2 أيلول 1870، ولولا ايينا لم تكن سيدان، وفي هذه المعركة انتصر الجيش الألماني بقيادة المستشار أوتو فون بسمارك انتصاراً باهراً على الجيش الفرنسي بقيادة الأمبراطور الفرنسي نابوليون الثالث. تمّ أسر الأمبراطور، وفرض بسمارك شروطه، وأصبح الفرنسيون في موقع الراغبين بالانتقام.

 

- الحرب العالمية الأولى نصفها انتصارات ألمانيّة ونصفها الثاني انتصارات للحلفاء الغربيّين، بين جبهة وجبهة ومعركة ومعركة، وبين حرب الخنادق، وفي خضمّ معارك السوم و فردان، تحوّل تقدّم الألمان إلى تراجع، وتراجع الفرنسيّين إلى تقدّم حتّى انتصارهم الحاسم، فاستعادوا الألزاس واللورين، وفرضوا على الألمان شروطاً قاسية في معاهدة فرساي. لم يعد لرغبة الألمان في الانتقام من حدود!!

 

- وكأنّ الحرب العالميّة الثانية تتمّة للحرب العالميّة الأولى، نصفها الأوّل انتصارات ألمانية واحتلال لثلاثة أخماس مساحة فرنسا عام 1940، وإيكال حكومة فيشي الموالية للألمان، برئاسة المارشال بيتان، مهمّة إدارة الثلثين الباقيين! ثمّ ضمّ فرنسا كاملة أواخر السنة 1942 إلى السيطرة الألمانيّة، احتلالاً عنيفاً وعنيداً... أمّا النصف الثاني من الحرب فتميّز بانتصار السوفيات والحلفاء الغربيّين حتّى تحرير فرنسا على يد رئيس حكومة فرنسا الحرّة الجنرال ديغول، بدعم مباشر من البريطانيّين والأميركيّين، ديغول الذي أصرّ، في السنة الأخيرة من الحرب، على المشاركة في احتلال ألمانيا... خرج البلَدان، فرنسا وألمانيا، من الحرب العالميّة الثانية مدمَّرَين ومنهَكَين، ولم يبق أمامهما إلّا التواصل والحوار!

 

- في قلب الحرب الباردة المستعرة بين المعسكر الغربي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، والمعسكر الشرقي، بقيادة الاتحاد السوفياتي، ومن أجل رأب الصدع بين البلدَين، وإحياء السلام في القارّة العجوز، ومن أجل تحقيق المشروع - الحلم، أي الإتحاد الأوروبي، مدّ الرئيس العائد شارل ديغول، عام 1953، يده إلى المستشار الألماني الأوّل كونراد أديناور، فتلقّفها أديناور بعناية بالغة... وخطوة خطوة، وبكلّ شجاعة، تحقّقت وتوثّقت، تباعا،ً علاقات السلام والتعاون والنموّ والازدهار بين البلدَين والشعبين، ولا تزال مستمرّة بشكلها التصاعديّ حتّى يومنا الحاضر!!

theme::common.loader_icon