تحدث قريبون من «التيار الوطني الحر» لـ «الجمهورية»، عن الحفاوة التي حظي بها عون لدى القيادة السورية، محاولين بث أجواء تشي بأنّ الاسد ابلغ اليه انّه لا يتدخّل في الملف الرئاسي، وانّه سيبقى على الحياد ولن يبحث في هذا الملف مع احد.
وفي معلومات لـ"الجمهورية"، انّ عون هو من طلب اللقاء مع الرئيس السوري، وانّه فاتح الاسد في الملف الرئاسي اكثر من مرة خلال اللقاء ليسمع منه الجواب نفسه: «لن نتدخّل». وإّذ بادر عون إلى شرح موقفه من الاستحقاق ولماذا تقاطع «التيار الوطني الحر» مع «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» على مرشح، متطرّقاً اكثر من مرة الى موضوع الإجماع المسيحي، كانت استراتيجية الرئيس السوري دائماً التأكيد لعون على عدم التدخّل، وانّ لدى سوريا حلفاء في لبنان، ناصحاً بالتحدث معهم. وقد حاول عون اكثر من مرة اخذ النقاش إلى الملف الرئاسي ليسمع من الاسد الجواب نفسه، بينما كان اهتمام الرئيس السوري وحديثه ينصبّ على العلاقة مع الدول العربية والاتفاق العربي ـ العربي وعودة سوريا الى جامعة الدول العربية والملفات الاقليمية.
اما في شأن ملف النزوح السوري، فكان تأكيد على ضرورة التنسيق اللبناني ـ السوري من دولة الى دولة، وليس ترك الملف فقط في عهدة المفوضية الأممية.
وتوقفت المصادر عند الاستياء السوري السابق من عون «الذي لم يفكر في زيارة سوريا طوال ست سنوات العهد ولم يقل لها «مرحباً»، فلماذا الآن يطلب موعد الزيارة بعد عودة الـ"سين ـ سين". وسألت: «هل ارسل باسيل رسالة مفخخة إلى دمشق؟ فهذه المهمّة معروفة النتائج مسبقاً ولا حصاد فيها».
وكان الاسد أكّد خلال استقباله عون أنّ «قوة لبنان في استقراره السياسي والاقتصادي، وأنّ اللبنانيين قادرون على صنع هذا الاستقرار بالحوار والتوافق، والأهم بالتمسّك بالمبادئ وليس الرهان على التغيّرات، وأشار إلى أنّ «استقرار لبنان هو لصالح سوريا والمنطقة عموماً»، بحسب الوكالة العربية السورية للانباء («سانا») الرسمية.
من جهته عون قال: «إنّ اللبنانيين متمسّكون بوحدتهم الوطنية على الرغم من كل شيء»، واشار الى أنّ سوريا تجاوزت المرحلة الصعبة والخطيرة بفضل وعي شعبها وإيمانه ببلده وجيشه وقيادته»، مؤكّداً أنّ «نهوض سوريا وازدهارها سينعكس خيراً على لبنان واللبنانيين».
ومن جهته، قال المكتب الإعلامي لعون في بيان وزعه، انّه اعتبر خلال لقائه مع الرئيس السوري «أنّ عودة سوريا إلى الجامعة العربية والتغييرات في الشرق الأوسط والتقارب العربي، كلها مؤشرات إيجابية تصبّ في مصلحة كل الدول العربية. كما أنّ نهوض سوريا وازدهارها سينعكسان من دون شك خيراً على لبنان، وأنّ على الدولتين مواجهة الصعوبات معاً وبناء المستقبل بالتعاون بينهما».
وفي الشأن اللبناني، أكّد عون «أهمية الوحدة الوطنية، وأنّ اللبنانيين متمسكون بها، رغم كل التشويش».
ومن جهته، أكّد الأسد «الدور الإيجابي للرئيس عون في صون العلاقة الأخوية بين لبنان وسوريا لمصلحة البلدين».
وفي موضوع النازحين، أكّد الأسد أنّ «سوريا كانت وما زالت مستعدة لاستقبال أبنائها»، وقال: «هذه مسألة تتمّ بالتواصل والتعاون بين الدولتين». ورأى أنّ «قوة لبنان في استقراره السياسي والاقتصادي، وأنّ اللبنانيين قادرون على صنع هذا الاستقرار بالحوار والتوافق»، وقال: «إنّ استقرار لبنان هو لصالح سوريا والمنطقة عموماً». وعبّر عن «ثقته بقدرة اللبنانيين على تجاوز كل المشاكل والتحدّيات، وتكريس دور مؤسساتهم الوطنية والدستورية»، وقال: «لا يمكن لسوريا ولبنان النظر إلى تحدّياتهما بشكل منفصل عن بعضهما».