العنصرية في الملاعب الأوروبية... فينيسيوس ليس آخر ضحاياها
العنصرية في الملاعب الأوروبية... فينيسيوس ليس آخر ضحاياها
مازن نعيم
Saturday, 27-May-2023 07:26

مرة جديدة تضرب سهام العنصرية المقيتة عالم الرياضة في أوروبا، «حفلة جنون» عنصرية شهدها ملعب «المستايا» في مدينة فالنسيا الإسبانية، خلال مباراة في الدوري الإسباني بين فالنسيا وريال مدريد.

خلال المباراة تعرّض نجم ريال البرازيلي فينيسوس جونيور إلى الكثير من الممارسات العنصرية من قِبل جماهير «الخفافيش»، الأمر الذي أدّى إلى توقف المباراة مرات عدة وخروج اللاعب عن طَوره.

الإساءات تعكس النمط المزعج للتمييز والعنصرية
تُعَدّ ملاعب كرة القدم من بين المساحات التي تجمع بين الجماهير المتحمسة واللاعبين المحترفين من مختلف الثقافات والأعراق. وعلى الرغم من أنّ اللعبة تسعى إلى تعزيز الروح الرياضية والتعايش السلمي، إلّا أنّها للأسف ليست معفاة من ظاهرة العنصرية.
من بين اللاعبين الذين تعرّضوا إلى اعتداءات عنصرية في الملاعب، نجد فينيسيوس، الذي يُعتبر واحداً من أبرز المواهب الشابة في عالم كرة القدم، لكنّه كان عرضة للإساءة والشتائم العنصرية من جماهير الفِرق المنافسة في مناسبات عدة، وهذا يعكس النمط المزعج للتمييز والعنصرية الذي يمكن أن يواجهه اللاعبون الذين يتمتّعون ببشرة مختلفة اللون عن الأغلبية.
تأثير هذه الأعمال العنصرية على الرياضة بشكل عام وعلى اللاعبين بشكل خاص، يكون ضاراً ومُدمّراً. فعندما يتعرّض اللاعبون إلى الإساءات العنصرية، يشعرون بالإهانة والتهميش، وتتأثّر ثقتهم ومستوى أدائهم، وقد يتحوّل الملعب الذي يجب أن يكون مكاناً للمنافسة الرياضية الشريفة، إلى بيئة سامّة تعكس الأفكار المتعصبة والعنصرية.
مع واقعة فينيسيوس وتوالي الوقائع المشابهة، خرجت منظمة «كيك إت أوت» الخيرية التي تنشط ضدّ العنصرية في كرة القدم، لإدانة ما يتعرّض له اللاعبون في ملاعب الكرة، لافتةً إلى أنّه «أمرٌ صادم، ولا ينبغي التسامح مع هذا السلوك، وأنّ استمرار العنصرية بحاجة إلى العقاب، وأن تخضع الأندية للمساءلة عليها».
وانضمّ البرازيلي إلى قائمة طويلة من ضحايا العنصرية في ملاعب كرة القدم، أمثال إيمانويل إيبوي، باتريس إفرا، روبرتو كارلوس، أحمد حسام ميدو، داني ألفش، وكيفن بواتينغ.
هل العنصرية في أوروبا لا تزال متغلغلةً في النفوس؟
يرفع الاتحاد الدولي لكرة القدم شعارات مناهضة للعنصرية طيلة الموسم، إلّا أنّ هذه الحوادث تتكرّر، في دليل واضح على أنّ موضوع العنصرية في أوروبا، خصوصاً عند الشعوب، لا يزال متغلغلاً في النفوس، وعليه مهما حاول الاتحاد الأوروبي تغطية هذه القضايا بنصوص وحملات دعم كبيرة، تبقى هذه الرواسب المقيتة موجودة، وللأسف يتمّ تناقلها عبر الأجيال.
لا مكان للعنصريِّين فى أيّ ملعب في أي مكان حول العالم، والعقاب يجب أن يتضمّن أيضاً رفع دعاوى قضائية ضدّ العنصريِّين بما أنّ العنصريّة هي جريمة، ويجب إدانة العنصريِّين جنائياً.
نعم، يجب إدانة العنصريِّين، والمسيئين. فكل جريمة تستوجب الحساب الجنائي والعقاب. فكيف تقع جريمة ولا يكون هناك عقاب؟ كيف يُسمَح بمثل هذا السلوك البغيض في ساحات الرياضة وفي ملاعب كرة القدم؟ كيف تقتلون البهجة والمتعة والسعادة والروح الرياضية من دون حساب أو عقاب؟
وعليه، قرّرت لجنة المسابقات في الاتحاد الإسباني لكرة القدم، بعد اجتماع دام قرابة 7 ساعات، رفع العقوبة عن فينيسيوس. فيما قرّرت اللجنة معاقبة نادي فالنسيا، بإغلاق مدرج «ماريو كمبس» في «مستايا»، حيث انطلقت الشتائم العنصرية، لـ5 مباريات. كما تمّ تغريم فالنسيا بمبلغ 45 ألف يورو، لكن يمكنه الاستئناف خلال 10 أيام.

theme::common.loader_icon