عبود لـ«الجمهورية»: لا أتصرّف إلا من منطلق وطني... وجلخ خسر نفسه
عبود لـ«الجمهورية»: لا أتصرّف إلا من منطلق وطني... وجلخ خسر نفسه
مازن نعيم
Tuesday, 16-May-2023 06:42

تعيش اللجنة الأولمبية اللبنانية أياماً لا تحسد عليها، مع بروز الشقاق الذي حدث في الأيام الماضية، وتبادل الاتهامات بين أطراف النزاع، ليتّخذ طابعاً غير رياضي، يمكن أن يؤثر على مسار المشاركات اللبنانية الأولمبية الخارجية.

رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية جورج عبود، شرح في حديث خاص لـ«الجمهورية»، دور اللجنة الأولمبية معتبرًا انها رسالة رياضية، عابرة لكل الألوان والطوائف، والرياضة هي الملاذ الأخير البعيد عن الطائفية، والذي يتخطى الحدود.

 

وفي حديثه عن واقع اللجنة الأولمبية حالياً، قال عبود انّ رئيس اللجنة الأولمبية السابق بيار الجلخ كان يعمل بعيدًا عن عناوين اللجنة العريضة منذ اليوم الأول لوصوله الى الرئاسة، لافتًا إلى انّ مواقف «الجلخ» كانت تحمل في طياتها الطابع الطائفي، وهذه كانت شرارة الاحتكاك الأول داخل اللجنة. وأردف قائلاً: «كان هناك فراغ في إدارة الشأن الرياضي أيّام الجلخ رغم محاولة الكثير من الأعضاء تَجنّب المشكل في اللجنة خدمةً للرياضة اللبنانية»، مشيرًا الى انّ عددا كبيرا من الأعضاء كان لديهم حَذر من نقطة انفراط عقد اللجنة.

 

واضاف ان الرئيس السابق للأولمبية كان يستخدم سياسة «فرّق تَسد» بين الأعضاء. موضحًا ان المشكل الأول للجلخ في اللجنة كان معه شخصياً، بالاضافة الى مشاكل مع الأعضاء الآخرين، كربيع سالم وفرانسوا سعادة، وصَلت الى حَد الإهانة، ووصل الأمر أكثر من مرة الى تصاعد نبرة داخلية في اللجنة تريد إقالة بيار الجلخ لسوء إدارته، ولكن رأي العقلاء في اللجنة كان دائماً يرجح، بهدف الحفاظ على اللجنة والرياضة اللبنانية.

 

وأوضح عبود، في حديثه لـ«الجمهورية»، انّ رئيس اللجنة السابق بيار الجلخ كان كالحاكم بأمره يحاول ان يسيطر على القرار، يلجأ الى شَخصنة الأمور مع أعضاء اللجنة ورؤساء الإتحادات الرياضية. ووصل الأمر الى منعه وصول مستحقات لاتحاد التزلج كانت مرسلة من اللجنة الأولمبية الدولية، بسبب خلافات شخصية مع الاتحاد المذكور، وحتى الآن لم تصل هذه الأموال لاتحاد التزلج.

 

وعن ترشّحه لمقعد في اتحاد اللجان الأولمبية العربية، قال عبود انّ الجلخ حاول بأقصى جهده منعه من الترشح الى هذا المنصب، ووصل الأمر الى دفعه أحد الأعضاء الآخرين الى الترشح في وجهه في الانتخابات، ورغم كل ذلك فاز بهذا المقعد المهم جدًا للرياضة اللبنانية لِما يحمل من دلالات على الصعيد الأولمبي العربي.

 

وقال عبود: «انّ استعمال الطائفية في موضوع قبول الاتحادات الرياضية يخالف الشرعة الأولمبية والفكر الرياضي»، مؤكدًا ان الرئيس السابق وأعضاء اللجنة الأولمبية وافقوا على انضمام الاتحادات الـ 5 الى اللجنة الأولمبية، الّا انه قبل عَرض الموضوع على الجمعية العمومية أُشيعَ جَوّ انّ الاتحادات الـ 5 سيتم رفضها، وعند الجلسة غيّر الجلخ رأيه وأصبح من المعارضين للانضمام بعد أن كان قد وافقَ على ذلك في اجتماع اللجنة التنفيدية».

 

وتابع: «تبيّن لنا أنّ هناك لعبة مُحضّرة مع اطراف في الداخل والخارح، وكل الأمور ستتضح قريبًا وستعرف الحقيقة. وأسأل المعنيين بهذا الشأن هل من الممكن ادارة البيت الرياضي اللبناني بسياسة التحدي والإلغاء؟».

 

وعن الاجراءات التي اتخذتها لجنة «الجلخ» قال عبود: «كل القرارات والاجراءات باطلة وحتى الآن نحن في موقع الدفاع عن الرياضة في لبنان، ولكننا مُجبرون على أن ندافع عن أنفسنا ولدينا الاستعداد للذهاب الى أقصى الحدود حفاظاً على الانصهار الوطني ومصلحة الرياضة في لبنان».

 

ودعا الجميع الى التكاتف، مؤكداً انّ اللجنة ستلجأ الى الأطر القانونية والمحاكم الرياضية واللبنانية. وتَوجّه لبيار الجلخ قائلاً: «الوفاء والكرامة والتعامل لا ثمن لها». وقال: «هو خسر نفسه بالذي نفّذه».

 

ووجّه عبود عبر «الجمهورية» رسالة الى جميع المعنيين بالشأن الرياضي، لافتاً الى ان هناك اتحادات منعت من الدخول الى اللجنة الأولمبية والمشاركة في اولمبياد باريس 2024، كان من الممكن أن تحصد نتائج مهمة وترفع العلم اللبناني في المحافل الأولمبية، وسأل: «من يتحمّل مسؤولية عدم مشاركتها؟».

 

وأضاف: «بالحقيقة لقد صُدمت وصُعقت عندما قرأتُ في بريد اللجنة الاولمبية رسالة موجهة من قبل 14 اتحادا رياضيا، أغلبية الأعضاء، ولا سيما رؤساء هيئاتها الرياضية، من الطائفة المسيحية»... مشيراً الى أننا «نعيش في بلد يضم جميع الطوائف ونقول دائما ان لبنان رسالة. وعندها أدركتُ فداحة الوضع والى اين الأمور ذاهبة، وهناك قرار في مكان ما لإيجاد الانقسام الحاد والشرخ العمودي على اساس طائفي، وهو ما يخالف الشرعة الاولمبية والمبادئ التي بُنيت على اساسها الرياضة والحركة الاولمبية في لبنان والعالم».

 

وعن التعاطي الرياضي قال: «سألتُ نفسي لماذا ضحّينا طوال سنوات ثمينة من عمرنا نبشّر بالمساواة وبالروح الرياضية ونروّج لعدم التمييز بكافة اشكاله السياسية والطائفية والعرقية وقد وصلنا الى ما وصلنا إليه». لافتًا الى «ان التجييش الطائفي للوصول الى اهداف سلطوية يضرب تضحيات الرياضيين والاداريين اللبنانيين على مدى عشرات السنين. وهذه العريضة هي نقطة سوداء سوف تكتب في تاريخ الحركة الاولمبية اللبنانية». ؟؟؟

 

وعن خطوة اختياره لرئاسة اللجنة الأولمبية اللبنانية قال عبود: «اتخذتُ القرار الجريء وبتعاون مشكور من زملائي في اللجنة الاولمبية اللبنانية لمحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه. الى انه على العكس من ذلك تعرّضتُ لأقسى الضغوط ولا ازال لأنني أدافع عن الانفتاح وعدم التمييز وعدم استعمال التفرقة والتمييز من اجل مآرب شخصية، فما الفائدة اذا نجحت العملية ومات المريض؟».

 

واضاف: «ان الرياضة في لبنان يتم نحرها حالياً باستعمال كافة انواع اسلحة التفرقة والتعصب والتمييز. خاصة انّ الوضع في لبنان لا ينقصه انقسام بل كنتُ ولا ازال أعوّل على الدور المركزي للرياضة في توحيد وجَمع اللبنانيين وعدم تفريقهم. يمكن ان يكون للبعض احقاد نفسية نتيجة خسارته الانتخابات الديمقراطية في الانتخابات الاولمبية السابقة. ولكن لا يسعني ان ارى الهيكل يدمر على رؤوس الرياضيين وان أقف بموقف المتفرج».

 

وفي خلاصة حديثة قال عبود: «اعرف انني اخترتُ الطريق الصعب لكنني لا اتصرف الا من منطلق وطني، واتمنى ان يؤازرني جميع المؤمنين بالتنوع والعيش المشترك وهم كثر في لبنان، والشكر لله. اتمنى ان يصحح الخطأ فوراً. انّ التدمير سهل وبَث روح التفرقة ممكن لكن اعادة البناء تتطلب مجهودًا كبيرًا».

 

وختم عبود حديثه لـ«الجمهورية» بالقول: «ان ّمن يمشي في النهار لن يعثر لأنه يرى نور العالم. اما الذي يمشي في الليل فيعثر، لأنّ النور ليس فيه».

theme::common.loader_icon