
مع نهاية الموسم الكروي 2022 /23 وتتويج نادي العهد بلقب الدوري، وتتويج النجمة بلقب الكأس، لا بُدّ من الإضاءة على أبرز النقاط التي شهدها هذا الموسم، خصوصاً على الصعيد الفني بالنسبة إلى الأندية.
أمّا في المنارة فكان الأمر مختلفاً، إذ إنّ نادي النجمة الذي عاش الكثير من الأزمات في المواسم الماضية، على الرغم من تتويجه بلقب الكأس على حساب الأنصار في نهاية الموسم، يبدو أنّه وجد كلمة السرّ، وهي مازن الزعني.
مع دخول الزعني من الباب العريض إلى رئاسة النادي النبيذي، تغيّر كل شيء نحو الأفضل، فعاد الاستقرار إلى النادي، وأزمات العقود واللاعبين تمّ حلّها، وتمّ تشكيل جهاز فني جمَع بين عناصر النادي الأساسية والخبرة الأجنبية. كل هذه التفاصيل وغيرها جعلت النجمة منافساً جدّياً على الدوري، فبقيَ لديه الأمل بالتتويج بالدوري حتى الأنفاس الأخيرة من عمر المسابقة، وأنهى الموسم في المركز الثاني، ومن دون أي شكّ لو تُوّج باللقب لكان مستحقاً عن جدارة.
بقيَ الأمل للنجمة في حصد لقب هذا الموسم معلّقاً بنهائي كأس لبنان، فلم يكن ليقبل جمهوره (أو شعب النجمة) بأقلّ من لقب الكأس كتعويض لنهاية الموسم، ليأتي الجواب من علي حلّال وعلي السبع، بأنّ النجمة بطل كأس لبنان 2023، على حساب الغريم العهد الذي كان يسعى إلى الـ»دوبليه».
رحلة نجاح كتبها مازن الزعني إلى جانب كل المسؤولين في النادي، في باكورة مواسمه الكروية مع النجمة. والآن، التحدّي الأصعب: البناء على النجاح أصعب وأدق.
أمام النجمة الكثير من التحدّيات التي يجب على الإدارة الحكيمة أن تتعامل معها بروية وخبرة واحترافية عالية، لتتوّج هذا المجهود بحصد المزيد من الألقاب في المواسم المقبلة.
أولاً: الإستقرار
عانى النجمة من أزمة استقرار إداري وفني كبيرة في المواسم الماضية، ولضمان تثبيت النجاحات على الإدارة أن تعمل على إبقاء الاستقرار داخل النادي، وهذا الاستقرار يتمثّل بتدعيم ركائز الإدارة والأجهزة الفنية والاستثمار طويل الأمد فيها، ضمن خطة واضحة المعالم تُعيد النجمة إلى مركزه الطبيعي، وكَي لا يُفسَّر كلامنا في غير سياقه، الأمور الآن تبدو جيدة جداً، لكنّ الخوف من المعرقلين والمصطادين في الماء العكر، لذا وجب التحذير والتنبيه.
ثانياً: صناعة النجوم
على مرّ التاريخ دأب نادي النجمة على تقديم خيرة اللاعبين إلى الساحة الكروية اللبنانية، هذا الأمر تراجعت وتيرته في السنوات الماضية، وبات يقتصر الأمر على التعاقد مع لاعبين من خارج رحم النادي، بالإضافة إلى تطعيمهم ببعض الأجانب «دون المستوى» وقلة قليلة من الفئات العمرية.
المطلوب الآن، ورشة عمل كبيرة على صعيد الفئات العمرية، تخرّج عدداً كبيراً من المواهب، تكون رافداً للنادي في مستقبله، وتضفي هوية نجماوية واضحة على الفريق.
ثالثاً: الجمهور
جمهور النجمة ليس فقط مدرّجات تشجّع، بل هو ركن أساس من الفريق، واللاعب رقم 12، وفي بعض الأحيان اللاعب الأول. الّا أنّ الجمهور عليه مسؤولية في ضبط المدرجات، لا أن يكون سبباً في التأثير السلبي على الفريق. وهنا نسأل عن دور روابط الجمهور في تحمّل مسؤوليتها عبر منع تطوّر الأمور إلى مسارات عكسية تشوّه صورة الفريق بدلاً من أن ترفع معنويات اللاعبين.
وهنا لا أحمّل الجمهور المسؤولية وحده، فالجماهير بطبيعتها تتأثر وتنشحن وهذا مفهوم، لكنّ المسؤولية على الإدارة في تنظيم هذا الأمر بشكل أفضل، كَي لا يضطر أن يدفع جمهورها الثمن عبر إيقافات متكرّرة على طول الموسم.
رابعاً: التحوّل نحو المؤسسة
في ظلّ الواقع الذي تعيشه كرة القدم في لبنان، تغيب المؤسسة على حساب المبادرة الفردية، وتعيش الأندية على دعم الرئيس، فإذا رحل انهار النادي. لا بُدّ لإدارة نادي النجمة، وعلى رأسها الرئيس مازن الزعني، أن تعمل على مأسسة النادي. فنادٍ بحجم النجمة لا يمكن أن ينهار بمجرد هزة إدارة أو رحيل الداعم.
أعلم أنّ الحديث بهذا الأمر حالياً هو ضرب من الخيال، وأنّ هذه الأمور على الطريقة اللبنانية «ما بتمشي»، لكن ليبقى في بال كل القيّمين، أنّ العمل المؤسساتي هو مستقبل اللعبة، ومن دون ذلك نكون في الوقت الضائع نضيّع سنوات طويلة تبعدنا عن محيطنا.
من المؤكّد أنّ جماهير النجمة ستكون فخورة بما حققه الفريق هذا الموسم، وبجهوده الكبيرة، في التغلّب على العقبات والتحدّيات التي واجهته، إلّا أنّ الاستثمار على النجاح أهم من النجاح.
وفي الخلاصة، كانت سنة ناجحة للنجمة، والتحدّي الأبرز هو الموسم المقبل، لأنّ المنافسة ستكون على 3 جبهات، الدوري والكأس وكأس الاتحاد الآسيوي.







