ستكون الأنظار مسلّطة على مدرب سان جيرمان كريستوف غالتييه الذي بات مصيره في مَهبّ الريح بعد اكتفاء فريقه بالمنافسة على لقب الدوري، إثر الخروج من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا على يد بايرن ميونيخ الألماني (0-1 ذهاباً و0-2 إياباً)، ومن كأس فرنسا على يد غريمه التقليدي مرسيليا.
فبعد بداية مثالية لغالتييه القادم من نيس مطلع الموسم، تراجع أداء فريق العاصمة في الأشهر الأخيرة، ما رسَم علامة استفهام حول مصيره في نهاية الموسم. ولا يبحث غالتييه عن الأعذار في سبب تراجع مستوى فريقه، لكن ثمة «تفسيرات» على حَدّ قوله، لا سيما الإصابة التي لحقت بـ8 لاعبين بينهم 4 من الأساسيِّين (البرازيلي نيمار، الإيطالي ماركو فيراتي، الإسباني سيرخيو راموس وبريسنيل كيمبيبي).
لكنّ غالتييه، اللبِق عادةً في مؤتمراته الصحافية في الأوقات الصعبة، بدأ يرتكب بعض الأخطاء بحسب النُقاد من خلال توجيه الانتقادات إلى اللاعبين الشُبّان في الفريق وتجنيب بعض الأسماء الكبيرة، أمثال فيراتي مثلاً الذي يُقدّم عروضاً مُخيِّبة للآمال في الأسابيع الأخيرة، تحمُّل المسؤولية.

ميسي وصفير الاستهجان
كما أنّ الفتور بين أنصار النادي والأرجنتيني ليونيل ميسي الذي تعرّض إلى صفير الاستهجان بعد عرضه الهزيل أمام رين وتوجّهه مباشرةً إلى غرفة الملابس، في حين توجّه زملاؤه لتحية الأنصار الذين استمرّوا في دعم الفريق، لا يُسهِّل مهمة المدرب.
لا يزال ميسي (36 عاماً) الذي ينتهي عقده مع سان جيرمان في 30 حزيران، في خِضمّ مفاوضات مع سان جيرمان لتمديد عقده، وسط اهتمام إنتر ميامي الأميركي الذي يملكه الإنكليزي السابق ديفيد بيكهام، والسعودية وناديه السابق برشلونة في الحصول على خدماته.
وبحسب مَصدر مُقرّب من سان جيرمان، فإنّ مجلس إدارة النادي بدا متردّداً في الآونة الأخيرة لمواصلة المغامرة مع بطل العالم، لا سيما في ظل عدم رضا أنصار الفريق وضرورة توجيه المشروع الرياضي باتجاهٍ آخر.

سانشيز المفتاح
في المقابل، يريد مرسيليا زيادة الضغط على سان جيرمان الذي يتقدّمه بفارق 7 نقاط قبل نهاية الدوري بـ10 مراحل، وذلك عندما يستقبل، على ملعبه «فيلودروم»، مونبلييه الـ11، وسيكون اعتماده بالدرجة الأولى على مهاجمه التشيلي أليكسيس سانشيز، أفضل هداف في صفوفه برصيد 12 هدفاً بينها 7 في مبارياته الـ10 الأخيرة.
وأشاد به مدربه الكرواتي إيغور تودور، بقوله: «نحن محظوظون لتواجد أليكسيس معنا. لطالما أحببته، لأنّه يعشق كرة القدم ويريد الفوز دائماً. يصل إلى التدريبات قبل ساعتَين مِن الآخرين ولا يزيد وزنه غراماً واحداً، هذا هو الفارق».
بيدَ أنّ تودور يُدرك صعوبة مهمة فريقه في انتزاع اللقب من سان جيرمان «فإذا قرّر سان جرمان الفوز سيفوز. لديهم كيليان مبابي وهو لاعب أكنّ له احتراماً كبيراً. ميسي يُعتبَر بنظري أفضل لاعب في التاريخ ونيمار قوي جداً، لكنّ مبابي هو أفضل لاعب في العالم حالياً والفريق ليس هو نفسه من دونه. تغلّبنا عليهم في الكأس عندما كان غائباً، لكن عندما عاد تغلبوا علينا في الدوري». ولن تكون مهمة مرسيليا سهلة أمام مونبلييه الذي حصد 16 نقطة من أصل 18 في آخر 6 مباريات في الدوري.
من جهة أخرى، تشهد المرحلة مباراة قوية بين لنس الثالث، بفارق 9 نقاط عن المتصدّر، ومضيفه رين الخامس، فيما يستقبل موناكو الرابع ستراسبورغ الـ15. ويأمل نيس السابع في مواصلة سلسلته من دون خسارة في 13 مباراة، منذ تعيين ديدييه ديغار مدرباً له في كانون الثاني، عندما يحلّ ضيفاً على أنجيه صاحب المركز الأخير.