20 عاماً ومكافحة التبغ دون جدوى تُذكر... حان الوقت لإعطاء الفرصة للبدائل
20 عاماً ومكافحة التبغ دون جدوى تُذكر... حان الوقت لإعطاء الفرصة للبدائل
Friday, 24-Mar-2023 07:58

بمناسبة انعقاد الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف COP10 ضمن الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ FCTC، المُنتظَر انعقاده في شهر تشرين الثاني المقبل في دولة بنما، بعث تحالف دعاة الحد من مخاطر التبغ في آسيا والمحيط الهادئ CAPHRA برسالة إلى رؤساء الوفود المشاركة، طالبَ فيها بضرورة ضمان حقوق المدخنين في اتخاذ خيارات تساعدهم على حماية الصحة العامة، بما في ذلك الحصول على منتجات التبغ المسخن البديل الافضل للتدخين التقليدي.

وأكد التحالف أنّ العالم لا يزال يشهد استمرار وطأة المخاطر الصحية لسياسات حرق التبغ غير الآمنة بالنسبة لصحة الإنسان، مشددًا على حرصه في الدفاع عن حقوق 4 ملايين مستهلك لمنتجات التبغ المسخن الأكثر أمانًا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

 

ومن الجدير ذكره أنّ الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ، والتي مضى على اعتمادها 20 عاماً، قد واجهت انتقادات بسبب تحقيق انخفاض طفيف فقط في عدد المدخنين ولإخفاقها في تنفيذ الدلائل الإرشادية والتوصيات بشأن الحد من أضرار التبغ، والتي يمكن أن توفر بدائل أفضل للمدخنين غير القادرين أو غير الراغبين في الإقلاع عن التدخين.

 

لقد أصبح من الثابت أن السموم الضارة المسؤولة عن الأمراض المرتبطة بالتدخين موجودة في دخان السجائر. ووفقاً لإدارة الغذاء والدواء إن «النيكوتين هو المكون الذي يجعل الناس مدمنين على منتجات التبغ. ومع ذلك، فإن آلاف المواد الكيميائية الموجودة في التبغ ودخان التبغ هي التي تجعل استخدام التبغ مميتًا للغاية.

 

وهذا الدخان هو منتج ثانوي للحرق، وبالتالي فإنّ بدائل السجائر التي لا تحرق التبغ لا تنتج دخاناً ويمكن أن تؤدي إلى انخفاض كبير في السموم مقارنة بتدخين السجائر التقليدية. وتؤكد مجموعة الأدلة العلمية المتزايدة هذا الأمر الذي دفع الكثيرين إلى الدفاع عن فوائد تمكين المدخنين الذين لا يقلعون عن التدخين من التحول إلى أحد هذه البدائل من أجل تقليل الضرر مقارنة بالتدخين.

 

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن عدد البلدان المدركة للفرص الصحية العامة التي يوفرها الحد من أضرار التبغ يتزايد باستمرار، وتعمد هذه الدول إلى تبنّي سياسات تنظيمية وضريبية تميز بين السجائر ومنتجات النيكوتين غير القابلة للاحتراق لتحفيز المدخنين الذين لا يقلعون عن التدخين.

 

وعلى النقيض من ذلك، نصحت منظمة الصحة العالمية البلدان باتّباع نهج مختلف، وذهبت إلى حد التوصية أو مكافأة البلدان التي تحظر هذه البدائل تماماً، وهو موقف مستهجن ونصيحة لا تسمن ولا تغني من جوع! خاصة أنه من المعلوم أن الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ تنص في تعريفها لمكافحة التبغ على أهمية الحد من الأضرار، وبدورها تشجع منظمة الصحة العالمية على اعتماد الحد من الضرر في مجالات أخرى، ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء فيما يتعلق بتعاطي التبغ.

 

ولهذا يحتاج مؤتمر الأطراف هذا إلى الاعتراف بالتأثير الإيجابي الكبير الذي يمكن أن يحدثه الحد من أضرار التبغ على الصحة العامة واتخاذ إجراءات عاجلة لتفعيل هذه الركيزة لمكافحة التبغ. 20 عامًا من القصور الذاتي للحد من أضرار التبغ هي 20 عامًا طويلة جدًا.

 

ومن هنا ينتظر الكثيرون من مؤتمر الأطراف العاشر لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ اتخاذ قرارات تأخذ في الحسبان أهمية المعلومات الواردة من الكثير من المنظمات والدراسات والأبحاث، على أمل أن تحمل هذه القرارات آثاراً إيجابية بعيدة المدى لملايين الأشخاص في العالم.

theme::common.loader_icon