فراس حمزة: إذا لم يرتق التلفزيون بالمنافسة.. الزمن سيتخطاه ويخسر!
فراس حمزة: إذا لم يرتق التلفزيون بالمنافسة.. الزمن سيتخطاه ويخسر!
ماريا رحّال
Wednesday, 22-Mar-2023 18:36

صحافيّ سوري عصاميٌ، مثابر ومتمسك بأهدافه وقضيته السامية. شق طريقه بجديّة وحزم ونسج مسيرته الإعلامية بالجهد والثقافة والرقي وكما تميز بالحوارات الاستثنائية.  

هو "فراس حمزة" مُحرر ومنتج أخبار وبرامج. بدأ مسيرته في مجموعة "MBC"  قناة العربية في بداية عام 2011. عمل كمنتج ميداني في أروقة الأمم المتحدة "جنيف" ولديه خبرة في التحرير الصحفي والتصوير والمونتاج.

 

موقع "الجمهورية" التقى بحمزة للحديث بشأن مسيرته المهنية الطويلة بين عمله في الصحافة وأسرار نجاحه، بالإضافة إلى التحديات التي تهدّد وجود المحطات التلفزيونية اليوم.

 

حدثنا عن بداياتك؟

 

دخلت في مجال الإعلام في أواخر عام ٢٠١٠ في مجموعة "MBC". تدربت في عدة أقسام داخل المؤسسة ومع بداية "الربيع العربي" انتقلت إلى غرفة أخبار قناة العربية. انطلقت كمعد ومحرر للأخبار ومختص بالشأن السوري عندما بدأت الثورة السورية ولا انسى الجهد الذي بذله الكثير من الزملاء معي في تلك الفترة.

 

عملك في قناة العربية ومجموعة "MBC" ماذا أضاف لك؟

 

عملية الانخراط في العمل الإعلامي لم تكن سهلة أبدا. واجهت الكثير من الصعوبات لكنني كنت دائما أمتلك العزيمة وقوة الشخصية. مجموعة "MBC" هي من أهم المحطات التلفزيونية في الشرق الأوسط، تلك المحطة لم تكن مجرد وسيلة للعمل بل إنها حرفيا حلم كل شاب عربي طموح شغوف بالإعلام. انضممت إلى فريقها منذ 12 عاما وهذا كان مستهل مشواري الوظيفي، تعلمت الكثير في غرفة الأخبار وساعدني في ذلك وجودي ضمن أقوى القنوات التلفزيونية "قناة العربية".

 

تعلمت في غرفة الأخبار أن التعاون هو المفتاح، هناك أشخاص في جميع أنحاء غرفة الأخبار لديهم المهارات التي نحتاج إليها للبدء في إنشاء قصص مرئية تفاعلية للمشاهدين، وقد كنت أطلب دائماً المساعدة من المكاتب والأقسام الأخرى والمراسلين، كما وكنت على تواصل دائم مع المراسلين "عمود الشاشة الفقري" للبحث عن الحقيقة والتحقق من الأخبار "المفبركة" وهو العمل الأساسي للصحافي.

 

ما هي الصفات التي تحليت بها في نجاحك المهني؟

 

تعلمت أن أترك مسافة بين الرأي والخبر وعدم الخلط بين المواقف الشخصية والعمل المهني أثناء التغطية، ويجب على الإعلامي التحلي باللباقة والشفافية والموضوعية تجاه أي حدث، أحاول أن أكون قادراً على فصل المشاعر والآراء الشخصية عن أي موضوع أتعامل معه. سواء بالتقارير الصحافية أم المراسلة أم كتابة المقالات.

 

ما رأيك في المشهد الإعلامي الحالي؟

 

هناك حاجة لتنويع أدوات الخطاب الإعلامي بهدف جذب الفئات الناشئة، وهناك فجوة إعلامية يجب مواجهتها بثقة للنجاح في بناء نموذج إعلامي عربي مقنع وقادر على بلوغ مستوى الإنجازات الكبيرة، فالإعلام العربي وبحكم الأزمات المتلاحقة التي تعيشها المنطقة تحول إلى إعلام أزمة وفي الحقيقة المنطقة العربية مليئة بالقصص الملهمة والمحتوى الجاذب للشباب العربي، ومن المهم جداً أن يدرك الإعلام العربي عدم قدرته على الاستمرار في تهميش الآخر. فقد باتت هناك منصات رقمية وحسابات مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتماد الشباب عليها يمثل تحدياً حقيقياً للعاملين في صناعة الإعلام المرئي.

 

من هم اللاعبون الذين في الواقع يهددون بقاء التلفزيون؟

 

أفضل أن أستخدم "مصطلح " المنافسون الذين يهددون بقاء التلفزيون وليس اللاعبون، بمعنى (أنا لاعب موجود جاء لاعب جديد سمحت له التكنولوجيا بأن يتحرر من كل تعقيدات تأسيس تلفزيون وتسجيل تلفزيون وترخيص الخ..) بدأ بتسجيل حلقات صغيرة على اليوتيوب وتمكن من إنتاج محتوى منافس للمحتوى الذي يقدمه التلفزيون وبالتالي هو المنافس. واذا لم يستطع التلفزيون منافسته والتغلب عليه فسيكسب، وهناك تحدي آخر وهم المعلنين الذين يفضلون الإعلان عبر اليوتيوب مثلا لاستهداف فئة معينة من خلاله، بالتالي هناك تحديات فرضتها التكنولوجيا سمحت بمنافسة لاعبين جدد ينافسون في المحتوى والملك هو المحتوى. إما أن يرتق التلفزيون بالمنافسة إلى هذا المستوى أو الزمن سيتخطى التلفزيون ويخسر.

 

كيف ترى العلاقة بين الإعلامي والسوشال ميديا وهل تتعامل معه بشكل صحيح؟

 

علاقتي بمواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب دائمة وذلك لتعرضي لها بشكل مستمر على مدار اليوم. وتعودت أن ألجأ إليها للبحث عما يهمني من موضوعات أو برامج أو مصادر للأخبار حتى. واعتماد الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي يمثل تحدياً حقيقياً للعاملين في صناعة الإعلام المرئي.  

 

فالتلفزيون التقليدي يتراجع بالتأكيد ولذلك فالمستقبل سيكون للمحطات التلفزيونية التي تتفهم التطور الذي يحدث وتحاول التكيف معه. والتحدي الحقيقي يكمن في كيفية استخدام المنصات كافة لتسويق المحتوى المتميز الذي تصنعه الوسيلة الإعلامية.

 

انت تعمل خارج سوريا، هل تتوقع أن تتحسن الأمور في وطنك في المدى القريب كي تمارس عملك في بلادك؟

 

من المتوقع أن تستمر الأوضاع في سوريا بالتدهور نتيجة الصراع طويل الأمد والاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ساهمت في تراجع وتردي الحياة العامة. ولكن ما يزال من الصعب جداً على الصحافيين السوريين والدوليين دخول سوريا في هذا الوقت، خصوصا أن سوريا تعد أخطر بلد في العالم للمراسلين الصحفيين. ومع ذلك فإن المئات من الصحافيين يخاطرون بحياتهم لالتقاط الصور وتسجيل مقاطع فيديو وإرسال تقارير حول النزاع في سوريا. ويسعى الكثير منهم إلى إيصال تقاريرهم إلى المجتمع الدولي، في حين يرغب آخرون برفع مستوى الوعي على الأرض. ويخشى الكثيرون أنه من دون عملهم ستظل الفظائع التي تُرتكب في هذا النزاع من دون توثيق.

 

منذ انطلاق الثورة السورية في آذار 2011، تم استهداف الصحافيين والعاملين الإعلاميين السوريين والدوليين، حسبما تُظهر أبحاث لجنة حماية الصحافيين.

 

تخلت نسبة كبيرة من الصحافيين عن العمل الاعلامي بعد ان شكل لهم تعب واخطار دون مردود مهم، كيف يمارس اليوم فراس مهنة الصحافة كي يتجنب ما حصل مع زملائه؟

 

من المؤكد ان التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي يقيم الوضع الإعلامي يظهر أن ممارسة العمل الصحفي تواجه عراقيل شديدة تحت وطأة القيود المفروضة على الصحافيين، ويعتبر الوضع صعباً وخطيراً للغاية. بالإضافة إلى الصعوبات المتزايدة أمام الصحافيين للتحقيق في المواضيع الحساسة والكشف عنها خاصة في آسيا والشرق الأوسط.

وفي هذا الصدد أقول "الصحافة هي أفضل لقاح ضد التضليل الإعلامي" ولسوء الحظ غالباً ما يعرقل العمل الصحفي لعوامل سياسية ولدواعٍ ثقافية في بعض الأحيان. وأمام كل هذه التحديات تظل الصحافة هي الضامن الرئيسي للنقاش العام الذي يقوم على الحقائق الثابتة.

 

ماذا عن طموحاتك ومشاريعك المستقبلية؟

 

طبعا التخطيط أساس النجاح، المخطط مبدئي والهدف هو الوصول إلى مرتبة هامة في عملي، وزيادة المعرفة والخبرة والاستفادة منها، فالتغيير والتعلّم من أهم علامات نمو الإنسان وتفوقه.

theme::common.loader_icon