وفق معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ سلسلة الحراكات السياسية والديبلوماسية العربية والاجنبية التي تلاحقت في الأيّام الأخيرة على المسرح الداخلي، لم تصل إلى مقاربة اسماء أي من المرشحين المفترضين لرئاسة الجمهورية، خلافاً لما يتمّ تداوله من ترويجات تزكّي هذا الاسم او ذاك، بل انّها ما زالت تدور في حلقة البحث عن الطريقة التي تحسم فيها مبدأ إجراء الانتخابات، من دون ان تتمكن من ذلك حتى الآن، وللبحث صلة.
وعلى ما يقول مصدر مسؤول معني مباشرة بحركة الاتصالات لـ«الجمهورية»، فإنّ هذه الاتصالات تجري بروحية ايجابية، وثمة توافق على تكثيفها بمستوى عالٍ من الدقة والجدّية، لكي تصل إلى النتيجة المرجوة منها، مع الاشارة إلى انّه على الرغم من أهمية هذه الاتصالات، الّا انّها مهمّة صعبة جداً، وتحتاج إلى عناية ومتابعة خارقة، لأنّه حتى الآن، لا يمكن الرهان على ايجابية في ظل الجو الداخلي الرافض سلوك اي مسار نحو أي توافق.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان الاتفاق السعودي- الايراني يشكّل عاملاً مساعداً على الحسم الايجابي للملف الرئاسي، قال المصدر: «لا شك انّ وقع الاتفاق كان مريحاً وأوجد حالاً من الاسترخاء على مستوى الدولتين، وكذلك في المنطقة. ولكن ينبغي اولاً أن نرى كيف وأين ومتى ستظهر مفاعيله الايجابية، التي نأمل أن تكون في المدى المنظور، وحتّى ذلك الحين لا ينبغي أن نكبّر دائرة الآمال ونفترض انّه يؤسس لانفراجات في لبنان او في اي ساحة مشتركة بين السعودية وايران».
واللافت في ما تكشفه مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، انّ اللقاءات التي أجراها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مع عدد من المسؤولين في بيروت، لم تعكس أنّ في جعبة الجامعة اي افكار او مبادرات آنية او لاحقة للمساعدة في حلّ للأزمة في لبنان، وجلّ ما تبدّى في هذه اللقاءات، فيض من عاطفة تجاه لبنان وتضامن مع الشعب اللبناني، وتمنٍ في أن يأتي الوقت الذي يجد لبنان نفسه وقد خرج من أزمته الصعبة.