"يمكنني شراء الزهور لنفسي، اكتب اسمي في الرمال، اتحدث مع نفسي لساعات، اقول أشياء لا تفهمها، يمكنني أن أرقص وامسك بيدي وأحب نفسي أفضل مما تستطيع".. كم تداوي وترطب القلوب المجروحة والمخذولة أغنيتك يا مايلي! وكم كنا بحاجة اليها ولو اننا مقربين لذواتنا بما فيه الكفاية. فسماع كلمات من فنانة عالمية خاضت تجربة حب فاشلة وعبرت عن نفسها بأغنية اصدرتها بيوم عيد ميلاد حبيبها السابق وقبل عيد الحب بشهر هي مصدر قوة للعديد من الفتيات.
لم أكن على علم ودراية بارتباطات مايلي السابقة وما الذي حصل بينها وبين الممثل الاسترالي ليام هيمسورث وأدى الى انفصالهما بعد قصة حب وزواج دام لسنتين. ولم أعرف ايضا ان كانت مايلي التي تخلت عن ليام أو ان الأخير تخلى عنها، وأجهل السبب الحقيقي لطلاقهما، على الرغم من انني أجريت بحثا بعد سماع الاغنية عما اذا كانت قصتها مشابهة لقصصي الغرامية ولقصص صديقاتي ام لا. لكن ما تبين لي مشابه لاحاديث جدتي الصباحية المرافقة لفنجان القهوة. بعض المواقع الاخبارية أفادتني بان صراع مايلي مع الادمان كان سبب طلاقها والبعض الاخر أخبرني أن هيمسورث تقبلها في البداية كما هي ولكن مع مرور الوقت كان مصر على ان تتغير لتوافق معايير عائلته. كان يقال ايضا ان رقص مايلي وحركاتها الجنسية في اكثر من حفل ومناسبة كان ضد مبادئ ليام. وبين كل هذه الأخبار والقيل والقال من الطبيعي الا اصدق شيئاً واكتفي بسماع "فلاورز" في عيد الحب وأبتسم!
تفكيك ألغاز "فلاورز"
الجمهور ربط أغنية مايلي بأغنية برونو مارس "When I was your man"، ويقال ان ليام أهداها لمايلي في فترة خطوبتهما، وبكلمات تلك الاغنية عبر برونو عن أسفه وحزنه لرحيل حبيبته: "كان يجب أن أشتري لك الزهور، وأمسك بيدك، وأعطيك كل وقتي عندما أتيحت لي الفرصة". اعتبر البعض ان مايلي رددت كلمات برونو في اغنيتها ولكنني متأكدة من خلال رؤيتي المتواضعة ان مايلي تتقصد التقليد وترد بصوت عال وقوي على ليام من خلال ما استوحته من اغنية برونو: "يُمكنني شراء الزهور لنفسي، أمسك بيدي وأتحدث مع نفسي لساعات وأقول أشياء لا تفهمها". وأشارت في أغنيتها أيضاً إلى منزلهما الذي احترق في منطقة ماليبو عام 2018. فقد قالت في بداية الأغنية: "كنا على وفاق، كنا مثل الذهب إلى حدّ ما، كالحلم الذي لا يمكن بيعه، كنا على ما يرام بنينا منزلنا وشاهدناه يحترق". وفي عدد من اللقطات أعادت مايلي تجسيد مواقف محرجة في الفيديو التي مرّت بها من قبل برفقة ليام على الهواء مباشرةً.
عدد من الصحف اعتبر اغنية سايرس جاءت كتبرير لفشل زواجها من ليام، وكنت أتسائل كيف يمكنهم اعتبارها تفسير للفشل وهي بكل ايجابية وقوة وجرأة تقول في نهاية المطاف بأنها أكثر سعادة وأفضل حالاً بمفردها. وتعبر سايرس في أغنيتها عن عدم شعورها بتأنيب الضمير أو الندم، وتنتهي الأغنية برقصة حول قصر رائع وهي ترتدي بدلة رجل، في تلميح إلى أن المنزل الجديد الذي بنته بدون رجل هو المكان المثالي لها. هي أغنية تعبر على الانتصار وعلى الراحة النفسية التي نكسبها عندما نمر بعلاقة فاشلة ونستصعب الرحيل والتخلي عنها باسم "الحب".
أسمع "فلاورز" اليوم وأبتسم مراراً وأتذكر نوعية الاغاني الحزينة والكلمات التي كنت أعجب بها بعد كل مرحلة انفصال عن حبيب، على سبيل المثال أغنية وائل كفوري التي تأثرت بها لفترة طويلة بعد انفصالي عن حبي الاول وهي اشبه باغاني النعي والبؤس: "صفحة وطويتا من عمري ورميتا، يا خسارة حبيتا وما بتستاهل حب"، وجديا كنت اسمعها واذرف دموعا.
اكتب اليوم تلك الكلمات في عيد الحب واعبر عن اعجابي باغنية مايلي، لا لادعو المرأة لان تكون قوية دائما، والا تحتاج لشريك يشاركها لحظات فرحها وحزنها، ولا لكي أشجع على فكرة الوحدة وأدعي على انها الفكرة المثالية ابدا. أنا أؤمن بالحب لاقصى الحدود واعلم انه اجمل شعور ممكن ان نختبره ونعيشه ونهديه لبعضنا البعض كبشر. ولكن أية علاقة لا تزيدنا ثقة وراحة نفسية وامتنانا ولا ترفع من قيمتنا كنفوس بشرية راقية علينا ان نخرج منها بسرعة فائقة، وبعدها لا بأس في أن نسمع أغنية "فلاورز" ونبتسم!
