يمرّ ريال، صاحب الرقم القياسي بعدد الانتصارات في المسابقة (4 ألقاب أعوام 2014، 2016، 2017 و2018)، بحالة من الاضطراب غداة سفره إلى مدينة الرباط من أجل التصالح مجدّداً مع الفوز، وتجاهل الإصابات التي باتت جزءاً من الحياة اليومية لنادي العاصمة.
أبرز ضحايا هذا المسلسل المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، صاحب الكرة الذهبية الموسم الماضي، الغائب عن الملاعب جراء إصابته في فخذه الأيمن، خلال الفوز على فالنسيا 2-0. وسيغيب بنزيمة عن نصف النهائي لعدم تواجد اسمه في قائمة الفريق، على غرار الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، المصاب بدوره في فخذه أثناء فترة الإحماء قبيل المباراة التي خسرها فريقه أمام ريال مايوركا 0-1.
خلال المؤتمر الصحافي عقب نهاية المباراة، حاول الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال تجاهل الخسارة في الاستحقاق المقبل لفريقه، معتبراً إنّ «الخسارة تؤثر على الدوري، لكن حالياً أنظارنا مُتجهة نحو كأس العالم للأندية. سنذهب مع الكثير من الحماس، والصعوبات أيضاً، لكن سنحاول أن نديرها بأفضل الطرق الممكنة».

فوضى الإصابات
لا تُختصَر الصعوبات، التي تحدّث عنها أنشيلوتي، بإصابة بنزيمة وكورتوا فقط، إذ يتوجّب عليه التعامل مع فوضى الإصابات التي تُعرقِل خطة لعبه.
فلم ترتقِ نتائج بطل أوروبا إلى الآمال المرجوة منذ بداية العام، إذ خسر نهائي كأس السوبر الإسبانية أمام غريمه برشلونة في الرياض في كانون الثاني، في حين يتأخّر بفارق 8 نقاط عن النادي الكاتالوني المتصدّر في «لا ليغا».
وسيغيب عن تشكيلة الملكي أيضاً المدافع البرازيلي إيدر ميليتاو، الظهير الفرنسي فيرلان مندي والجناحان البلجيكي إدين هازار ولوكاس فاسكيز بسبب الإصابة.
وسيُرتقب ما إذا سيكون أحد اللاعبين المصابين قادراً على خوض النهائي المحتمل السبت ضدّ الهلال السعودي أو فلامنغو البرازيلي، لاسيما أنّ أنشيلوتي سبق أن أعلن أنّ بنزيمة سيكون جاهزاً للمشاركة في مونديال الأندية. فيما غادر العيادة للتو كل من النمسوي دافيد ألابا، الفرنسي أورليان تشواميني وداني كارفاخال.

الأهلي منافس عنيد
لا تبدو رحلة لاعبي ريال إلى المغرب مُجرّد «نزهة»، إذ سيخوضون قرابة 16 مباراة في 8 أسابيع منذ مطلع العالم. ويُدرك ريال جيداً مدى صعوبة استحقاقه المقبل أمام الأهلي «العنيد» صاحب خبرة كبيرة في المسابقة وأبرز المشاركين فيها، إذ تأهل إلى المربّع الذهبي بفوزه على سياتل ساوندرز الأميركي 1-0 بهدف متأخّر لمحمد مجدي «أفشة» (د88)، بعدما استهل مشواره بثلاثية نظيفة في مرمى أوكلاند سيتي النيوزيلندي.
دُعي الأهلي، ملك القارة الإفريقية الفائز بـ10 ألقاب في دوري الأبطال، للمشاركة في مونديال الأندية من دون أن يُحرز لقب المسابقة القارية الموسم الماضي (حلّ وصيفاً)، بعد أن شغل الوداد بطل إفريقيا مركز النادي المضيف. واحتل النادي المصري المركز الثالث في مونديال الأندية أعوام 2006 و2020 و2021، ولم يخسر أي مباراة منذ 27 آب، وتحديداً منذ سقوطه أمام طلائع الجيش 0-1.
ويشارك الأهلي في مونديال الأندية للمرة الثامنة في تاريخه، كثاني أكثر الأندية مشاركة بعد أوكلاند (10 مرات)، كما أنّه يملك ثاني أفضل غلّة انتصارات برصيد 8 خلف ريال مدريد (10).
وعلى الرغم من أنّ ريال لا يخشى منافسيه، إلّا أنّه وصل إلى الرباط مع الكثير من الشكوك. وفي صراعه على 6 جبهات هذا الموسم، فاز بكأس السوبر الأوروبية، إلّا أنّه لن يتمكّن من تحقيق حلمه بسداسية تاريخية عقب خسارته نهائي كأس السوبر الإسبانية، آملاً في التعويض في المغرب.