متى يجب نزع اللحميّة ولوزتي الحلق؟
متى يجب نزع اللحميّة ولوزتي الحلق؟
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

جريدة الجمهورية
Wednesday, 17-Apr-2013 00:20
كثيراً ما يواجه المرء عموماً والطفل خصوصاً، مشكلات معيّنة في لوزتي الحلق واللحميّة، ما ينعكس سلباً في بعض وظائف الجسم ويسبب أوجاعاً مؤلمة جداً. فمتى يجب انتزاعها، وبالتالي هل لهذا الأمر انعكاسات معيّنة؟
بداية، لا بدّ من التذكير بأنّ لوزتي الحلق هما عقدتان لمفاويتان تقعان على جانبي مدخل الحلق. أمّا اللحميّة فتقع في الجزء العلوي من الحلق خلف الأنف، وهي المنطقة المعروفة بالبلعوم الأنفي. هل من دور مهمّ للوزتي الحلق واللحمية؟

في الواقع إنّ هذه الأعضاء تهدف بشكل أساسيّ إلى الحماية من الميكروبات، بحيث تمنعها من المرور وتخلق خلايا تتعرّف إليها وتكون قادرة على تدميرها. فهي إذاً تؤدي دور الحماية وتقوم بإنتاج المضادات لمحاربة الالتهابات. وطالما أنّ اللوزتين واللحميّة تؤدي وظائفها بالكفاية المطلوبة، فوجودها مفيد جداً.

أمّا إذا أصبحت بيئة صالحة لتكاثر الميكروبات، حيث يصعب على المضادات الحيوية أن تقضي عليها، يصبح حينها من الضروري استئصالها حماية لصحّة الإنسان. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ نزع اللوزتين واللحميّة ليس لديه أي تأثير سلبيّ في الصحّة.

أسباب وجيهة لإزالتها

عموماً، يوصي الطبيب باتباع بعض الخطوات الهادفة إلى العلاج، من ضمنها الحصول على قسط كاف من الراحة، وشرب الكثير من السوائل، وأخذ مضادات الحرارة... إلّا أنه، وفي كثير من الحالات الجدّية، يكون اللجوء إلى العمليّة هو الخيار المثالي لتقليص المخاطر التي قد تحدثها.

لكن ما الذي يدفع إلى إزالة اللحميّة ولوزتي الحلق؟

- في حال مواجهة أكثر من 5 التهابات في العام.

- عندما يتمّ تحفيزها، تأخذ لوزتي الحلق حجماً أكبر. وفي حال كبُرت كثيراً، يمكن أن تسبّب صعوبة كبيرة في التنفّس وبلع الطعام، ما يؤدي إلى عواقب وخيمة مثل انقطاع التنفّس أثناء النوم التي يُعد العقدة الأكثر شيوعاً. وما هو معلوم أن تدنّي نوعية النوم يؤثّر بشكل بالغ في صحّة الأطفال.

- من جهة أخرى، وعلى رغم أنّ هدف لوزتي الحلق هو محاربة الميكروبات، إلّا أنه وبشكل معاكس، يمكن لهذه الأخيرة أن تغزو اللوزتين لتسبّب بذلك أوجاعاً مؤلمة جداً.لذا، فإنّه وعند مواجهة مثل هذه المشكلات، غالباً ما يكون التخلّص من اللوزتين هو الحلّ المثاليّ الذي يجب اللجوء إليه.

- أمّا تضخّم اللحميّة فيؤدي إلى حدوث التهابات متكرّرة في الفم واللثة والشُعَب الهوائيّة.

كذلك يمكن لهذه المشكلة أن تتسبّب بظهور بعض الأعراض، مثل الشخير والتهابات الأذن... وهنا أيضاً فإنّ اضطرابات النوم غالباً ما تكشف عن تضخّم اللحميّة. إذاً، وفي حال مواجهة مثل هذه الأعراض، يجد الطبيب نفسه مضطراً لاستئصال اللوزتين واللحمية لتجنيب المريض الكثير من المشكلات الصحّية والعديد من المضاعفات.

كذلك يمكن لأطباء تقويم الأسنان أن ينصحوا في بعض الحالات بنَزع اللوزتين. لماذا؟ في الواقع فإنّ الولد الذي يعاني تضخّم اللحميّة أو لوزتي الحلق، سيتنفّس بشكل مختلف عن غيره من الأولاد الذين لا يواجهون هذه المشكلة، فيضع لسانه بطريقة معيّنة. ما يؤدي إلى تشويه الفم والتسبّب بمشكلات في تموضع الأسنان وتمركزها.

من المهمّ إذاً على الأهل الانتباه جيداً إلى صحّة أولادهم والأعراض التي يواجهونها، والحرص على استشارة الطبيب لفحص لوزتي الحلق واللحميّة ومراقبتها حتّى قبل ظهور أعراض تضخّمها. ما سيوفّر الكثير من العناء والمتاعب ويجنّب الطفل المعاناة من الأوجاع، لعلّ أبرزها صعوبة في التنفّس وبلع الطعام.
theme::common.loader_icon