الحلقة الثالثة: دروس وعبر في حياة الملكة إليزابيث الثانية
الحلقة الثالثة: دروس وعبر في حياة الملكة إليزابيث الثانية
د. إيلي جرجي الياس

كاتب، باحث استراتيجيّ وأستاذ جامعيّ

Monday, 12-Dec-2022 09:23

من فترة حكم عمّها الملك إدوارد الثامن القصيرة نسبيّاً سنة ١٩٣٦، وقد استقال من منصبه ليرتبط بالسيّدة الأميركيّة المطلّقة مرّتين واليس سيمبسون مخالفاً تقاليد ولياقات العرش البريطانيّ، أدركت الملكة إليزابيث الثانية أهميّة الترابط العائليّ الملكيّ والتشدّد في الحفاظ على التقاليد والحرص على الأصول، دون تجاهل العصرنة والعولمة ومجالات الانفتاح.

 

ومن تعامل والدها الحثيث والدؤوب مع فنّ الإلقاء وعلم الخطابة، بعدما كان مقصّراً في هذا المجال، بهدف توجيه خطاباته إلى شعوب بريطانيا العظمى وعبر البحار، في مواجهة المشاريع والمخطّطات والهجمات النازيّة، وقد نجح نجاحاً باهراً في ذلك - وخير دليل على ذلك الفيلم البريطانيّ التاريخيّ خطاب الملك سنة ٢٠١٠ - تعلّمت الشجاعة والصلابة في مواجهة التغيّرات الدقيقة والمنعطفات الخطيرة.

 

ومن عملها الإنسانيّ والتطوعيّ خلال الحرب العالمية الثانية ومن وفاء زوجها العابر للسنين، اختزنت معاني المحبّة والعدالة، لتوزّعها لاحقاً حضوراً وأفكاراً وخطابات.

 

ومن تتلمذها سياسيّاً على يد رئيس الحكومة البريطانيّ الشهير السير ونستون تشرشل، بطل بريطانيا العظمى خلال الحرب العالمية الثانية، التي أدركت سدة الملك وهو رئيس للحكومة مع خبراته الواسعة وتجارب الشتّى في كافة المجالات، عرفت أهميّة الدهاء السياسيّ والاجتماعيّ في إدارة شؤون الملك وأمور الساسة والعباد.

theme::common.loader_icon