مانشيت "الجمهورية": أسبوع حاسم: حكومة أو لا حكومة.. وواشنطن: الإتفاق على الترسيم مُمكن
مانشيت "الجمهورية": أسبوع حاسم: حكومة أو لا حكومة.. وواشنطن: الإتفاق على الترسيم مُمكن
Wednesday, 24-Aug-2022 06:19

محاولة رابعة لتأليف الحكومة اليوم ستكون من ضمن أسبوع سيكون الاخير لحسم هذا الملف، فإذا قيّض للحكومة أن تولد خلاله او بعده بأيام يكون خيراً وتتولى شؤون البلاد حكومة كاملة المواصفات الدستورية والصلاحيات لـ«صيف» الاستحقاق الرئاسي و«ضيفه» ان أنجز في موعده، ولـ«غدرات الزمان» إن تعذّر انتخاب رئيس جمهورية جديد ووقع الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الاول المقبل.

وقال مرجع كبير لـ«الجمهورية» ان الحكومة اذا لم تؤلّف هذا الاسبوع فإنه سيتعذر نهائياً تأليفها بعده لأنّ البلاد ستدخل الاسبوع المقبل في مهلة الـ 60 يوماً الدستورية لانتخاب رئيس جمهورية جديد، وتبقى البلاد في ظل حكومة تصريف الاعمال.

 

وذكر المرجع انّ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي سيزور رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم ويستمع اليه في اطار استكمال البحث وتبادل الآراء حول ما دار بينهما في لقائهما السابق الاسبوع الماضي، عسى ان يحصل تفاهم بينهما على صيغة حكومية جديدة دفعت إليها مجموعة الاتصالات الجارية بين القصر الجمهوري والسرايا الحكومية، والتي تولى جزءاً منها مرجع أمني قبل ان تتكثف حركة زوار الليل بين المقرّين بعيداً من الاضواء.

 

زوّار الليل

 

وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» ان الاتصالات لم تؤد حتى ساعة متأخرة من ليل أمس الى نتيجة حاسمة نتيجة اصرار الرجلين على نظرتين مختلفتين لا تسمحان بالتوصّل الى تركيبة حكومية مقبولة من الطرفين. ومردّ هذه الاجواء ان رئيس الجمهورية ما زال مصرّاً على صيغة توسيع الحكومة وتطعيمها بستة وزراء دولة يضافون الى تركيبة الـ24 القائمة اليوم من دون المس بالحقائب الاساسية سوى تلك التي سيطاولها التغيير، بعد ان انحصر التعديل بحقيبتي الاقتصاد والمهجرين على رغم من الأجواء التي تسرّبت أمس وقالت ان رئيس الحزب التقدمي الاستراكي وليد جنبلاط تحفّظ عن تغيير وزير المهجرين عصام شرف الدين في موقعه الحالي منعاً لأي تفسيرات لا يريد ان يتورّط فيها شخصياً، وهي عملية «ما بتحرز» لتنسب الى نيله مقعدا وزاريا في هذه الحكومة تحديدا، وان أرادوا تغييره لأسباب أخرى مسلكية او سياسية ووزارية فليتحملوا مسؤولية تلك الخطوة.

 

غير انّ مصدرا معنيا بتأليف الحكومة قال لـ«الجمهورية» ان جنبلاط ابلغ الى المعنيين انه «لا يريد على الاطلاق ان يُشارك في الحكومة الجديدة او أن يسمّي وزيرا يمثّله فيها بدلاً من وزير المهجرين». ويبدو ان هذا الموقف الجنبلاطي نقله النائب وائل ابو فاعور الى ميقاتي الذي استقبله في السرايا الحكومية امس.

 

لقاء متفجّر؟

 

وتردّد ليل امس انّ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل جدّد تمسّكه بوزير الاقتصاد امين سلام لأسباب غير معروفة ومن دون اي تبرير واضح ودقيق، بعدما قيل انه يريد تغيير وزير آخر ان لم يحصل تفاهم على توسيع الحكومة الى ثلاثينية.

 

وقالت مصادر مطلعة ان ميقاتي رفض صيغة التوسيع لأنها تفتح الباب على تغييرات قد يطالب بها قادة آخرون. ومن بين الاحتمالات المطروحة ان يصار الى اعادة النظر بوزير المال يوسف الخليل لمصلحة النائب السابق ياسين جابر، فيما «حزب الله» لا يريد تغيير ايّ من وزيريه علي حمية ومصطفى بيرم.

 

لا اعتذار

 

ولفتت هذه المصادر عبر «الجمهورية» الى احتمال ان يتحوّل اللقاء مناسبة «متفجرة» بدلاً من ان يكون مقدمة لحلحلة حكومية، وخصوصاً اذا فاتحَ رئيس الجمهورية الرئيس المكلف بموضوع سحب تكليفه ودعوته الى الاعتذار عن المهمة ليجري استشارات جديدة بأسرع وقت ممكن إن كان غير قادر على تشكيل الحكومة الجديدة متسلحاً بموقف «حزب الله»، الذي يريد حكومة بكل مواصفاتها الدستورية منعاً لأي جدل يعوق عملية تسلّمها سلطات رئيس الجمهورية إن تعذر انتخاب الرئيس العتيد.

 

لكن مصادر وزارية اكدت لـ»الجمهورية» في هذا السياق انه لا يمكن لرئيس الجمهورية او اي جهة أخرى سحب التكليف من الرئيس المكلف او الطلب منه ان يعتذر عن هذا التكليف ما لم يُبادر هو الاخير من تلقاء نفسه الى الاعتذار عن التأليف، وهذا الاعتذار غير وارد الآن ولم يرد قبلاً لدى ميقاتي لأنّ الرجل يدرك خطورة هذا الامر على البلاد في ظل الانهيار الذي اصابها على كل المستويات. علماً ان الدستور لا يُلزم الرئيس المكلف بأي مهلة لتأليف الحكومة حتى اذا انتهت يصبح التكليف ملغى دستورياً.

 

رواية أخرى

 

وفي رواية أخرى انّ تأخير يوم عن الموعد الذي تردد انه سيزور فيه قصر بعبدا، أي امس، يتوجّه الرئيس المكلف اليوم الى بعبدا باكراً للقاء رئيس الجمهورية بعدما كان قد تبلّغ منه بالمراسلة رفضاً لاقتراحه الاخير…

 

وقالت مصادر متابعة لملف التأليف لـ«الجمهورية» ان ميقاتي هو مَن بادرَ الى طلب اللقاء مع عون، ولو ان سجاله مع باسيل أثّر على تواصله مع رئيس الجمهورية لما كان اتصل، ما يعني انّ الرجل يفصل بين السجال السياسي وملف التأليف الحكومي».

 

وكشفت المصادر ان عون يرفض خفض حصته في تشكيلة ميقاتي لأنّ تغيير المقعد الدرزي وطلب ميقاتي ان يسمّي جنبلاط البديل منه او اختيار اسم يوافق عليه يعني ان عون يريد بديلاً منه، فمِن حصة مَن يكون البديل المسيحي؟ ومعروف ان الوزراء المسيحيين من خارج حصة عون هم وزراء الاعلام والاتصالات والشباب والرياضة والتنمية الادارية بالاضافة الى نائب رئيس الحكومة.

 

واضافت المصادر: هذه هي النقطة الاساس في التفاوض وشرط الاتفاق وعندما يتم ينتقل البحث الى الطرح الثاني وهو توسعة الحكومة الى 30 بزيادة ٦ وزراء جدد موزعين على كل الطوائف يؤمّنون الغطاء السياسي للحكومة، وفي حال حصل فراغ رئاسي يكونون سياسيين وليس حزبيين ويمثلون مباشرة الاقطاب، فإذا تم انتخاب رئيس جديد في الموعد لا ضير وتعتبر الحكومة مستقيلة، اما اذا تعذر الامر فتكون الحكومة كاملة الاوصاف والتمثيل والصلاحيات، اي حكومة بوجهين تحلّ مشكلة التأليف وتتحمل المسؤولية عند الفراغ وهذا خيار مطروح مكمل للخيار الاول ولكن هل يقبل به ميقاتي؟ تسأل المصادر.

 

وقال مصدر حكومي لـ«الجمهورية» ان «لا قرارات مسبقة لدى ميقاتي الذي يريد التشاور مع رئيس الجمهورية في خياراته وعلى ضوئها يقرر الخطوة التالية».

 

وسأل مصدر سياسي رفيع عبر «الجمهورية»: هل تحمّل البلد حكومة من ٢٤ ليتحمّل الآن حكومة ثلاثينية ونحن على ابواب استحقاق رئاسي؟ فكلما قصر عهدها وتحددت مهمتها كلما كانت الحاجة الى ان تكون مصغّرة متجانسة والا نحن نقول اننا نشكّل حكومة رئاسة اولى وليس سلطة تنفيذية، وهذا ما لا يجب ان يكون في حسبان احد». واستبعد المصدر ان يقبل ميقاتي بهذا الطرح، كذلك استبعد ولادة حكومة في الظروف السائدة حالياً.

 

وكان عون قد عرضَ امس مع زوّاره للاتصالات الجارية بينه وبين ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة، ونقل بعض هؤلاء الزوار عنه تأكيده رغبته «بتشكيل حكومة جديدة بالاتفاق مع الرئيس المكلف ووفقاً للقواعد الدستورية والشراكة الوطنية»، مؤكداً انّ «البحث مفتوح ومتواصل بينهما وسيستمر خلال الساعات القليلة المقبلة على امل الوصول الى تفاهم».

 

الترسيم

 

على صعيد ترسيم الحدود البحرية، وفي ضوء انتظار الجميع ما سيحمله الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين في الايام المقبلة حسبما هو متوقع، فهم بعض زوار رئيس الجمهورية امس منه انّ هذا الملف «ماضٍ في الطريق الصحيح الذي سيحفظ حقوق لبنان في مياهه وثرواته، وانّ كل المعطيات تشير الى ان الوصول الى هذه الحقوق لن يطول وانّ الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين يتابع اتصالاته مع الجانب الاسرائيلي وفق ما تم الاتفاق عليه خلال زيارته في الاول من آب».

 

والى ذلك برز امس موقف اميركي عبّر عنه المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس لشبكة «الشرق»، يتلخّص في ان «واشنطن تعتقد أن الحل بين لبنان وإسرائيل بشأن الحدود البحرية ممكن»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة على اتصال مع الطرفين، وملتزمة بتسهيل المفاوضات»، وذلك وسط ترجيحات في الإعلام الإسرائيلي بشأن «اقتراب التوصل إلى اتفاق».

 

ورحّب برايس بما وصفه بـ«روح الانفتاح والتشاور من قبل الطرفين من أجل التوصل إلى قرار نهائي نعتقد أن لديه القدرة على تحقيق مقدار أكبر من الاستقرار والأمن والازدهار».

 

عرض تركي

 

وفي سياق متصل، نقلت وكالة «سبوتنيك» للأنباء الروسية عن مصدر رسمي لبناني أن «لبنان تلقّى عرضا تركيا أوليا للاستثمار والحفر في البلوكات النفطية والغازية اللبنانية ولا سيما منها الحدودية»، وأوضح المصدر أن «العرض التركي يُظهر إرادة جدية بالاستكشاف والحفر والاستثمار في البلوك رقم (9) وعلى طول الحدود البحرية الجنوبية (مع إسرائيل)». وأشار المصدر إلى أن «الشركات الأوروبية العاملة في مجال التنقيب في لبنان (تحديداً «توتال» الفرنسية) ارتبكَت من العرض التركي، مما يعني إمكانية أن تبادر إلى تسريع عمليات الاستكشاف في البلوكين 4 و9».

 

الاهراءات

 

من جهة ثانية، إنهار امس الجزء الشمالي من صوامع إهراءات الحبوب التي تضرّرت جراء الانفجار المدمر الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 آب 2020، وهو السقوط الرابع لأجزاء من الإهراءات خلال شهر، والأكبر حتى الآن. ولا يزال جزء من القسم الجنوبي قائماً.

 

وجاء انهيار هذه الصوامع بعد أسابيع من اندلاع حريق نَجمَ، وفق مسؤولين وخبراء، عن تَخمّر مخزون الحبوب الذي بقي في المكان بعد الانفجار، جراء الرطوبة وارتفاع الحرارة. وقال المهندس الذي ركّب أجهزة استشعار داخل الصوامع، إيمانويل دوراند، ان «الكتلة الجنوبية المتبقية ثابتة» حتى الآن.

 

وكانت الحكومة قد اتخذت في نيسان الماضي قراراً بهدم الإهراءات خشية على السلامة العامة، لكنها علّقت تطبيقه بعد اعتراضات قدّمتها مجموعات مدنية ولجنة أهالي ضحايا انفجار المرفأ التي طالبت بتحويل الإهراءات مَعلماً شاهداً على الانفجار. ولم تعمل السلطات على تفريغ الصوامع من الحبوب.

 

ووجّه ميقاتي أمس كتاباً الى وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال علي حميه، طلبَ فيه الابقاء على الصوامع الجنوبية لمبنى اهراءات القمح في مرفأ بيروت والمحافظة عليها كمعلم تاريخي تخليداً لذكرى شهداء المرفأ.

theme::common.loader_icon