شاهد تفكّك "الطيران الروسي"... بلا قطع غيار ولا وجهة بسبب العقوبات
شاهد تفكّك "الطيران الروسي"... بلا قطع غيار ولا وجهة بسبب العقوبات
Saturday, 13-Aug-2022 17:01

بدأت شركات الطيران الروسية، بما فيها الخطوط الروسية "إيروفلوت"، في تفكيك بعض طائرات أسطولها للحصول على قطع الغيار اللازمة لصيانة الطائرات الأخرى كي تستمر في الطيران، وذلك بسبب عدم قدرتها على استيراد قطع الغيار اللازمة من الخارج في ظل العقوبات الاقتصادية الصارمة المفروضة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.

 

وكانت الحكومة الروسية أصدرت توجيهاً لشركات الطيران في أعقاب فرض العقوبات على موسكو بأن تستخدم بعض الطائرات لتوفير قطع الغيار لبقية أسطول الطائرات الغربية الصنع، لضمان استمرارها في الطيران على الأقل حتى عام 2025، لكن ذلك أول تأكيد لبدء شركات الطيران الروسية استخدام بعض طائرات أسطولها كمصدر قطع غيار للطائرات الأخرى، بحسب تقرير حصري لوكالة "رويترز" استندت فيه إلى مصادر في صناعة السفر الجوي الروسية رفضت ذكر أسمائها.

 

ومع فرض العقوبات وعدم إمكانية استيراد قطع الغيار من الخارج أو إرسال الطائرات غربية الصنع للصيانة والإصلاح في الخارج، توقع خبراء الطيران أن تضطر شركات الروسية إلى هذا الإجراء الذي ذكر تقرير "رويترز" أمثلة عدة عليه يقول إنها مؤكدة.

 

ونقل التقرير عن أحد المصادر أنه هناك على الأقل طائرة من طراز "سوخوي سوبر جت 100"، وأخرى من طراز "إيرباص إيه 350"، يتم تفكيكها حالياً للحصول على قطع الغيار بينما ترقد أخرى من دون طيران، وذكر المصدر الذي نقلت عنه "رويترز" أن طائرة "إيرباص إيه 350" التي يتم تفكيكها جديدة تماماً تقريباً.

 

هذه الممارسة، أي استخدام الطائرات غير المستعملة في الطيران كمصدر لقطع الغيار معروفة على نطاق محدود، وغالباً ما توصف تلك الطائرات التي أخرجت من الخدمة ويتم تفكيكها بأنها "شجرة كريسماس"، وهي حالات نادرة جداً، وغالباً ما تكون مرتبطة بضائقة مالية تمر بها الشركة المعنية، لكنها لم تحدث أبداً على هذا النطاق الذي يشهده أسطول السفر الجوي لشركات الطيران الروسية.

 

ومع أنه يمكن لتلك الطائرات المفككة أن تعود للطيران إذا أعيدت إليها القطع والمعدات التي أخذت منها، إلا أنه في حال روسيا لن يكون ذلك ممكناً في ظل استمرار العقوبات على موسكو لمدة عام مثلاً، كما ينقل تقرير "رويترز" عن أوليغ بانتيليف رئيس مركز أبحاث الطيران "آفيابورت".

 

وتعتمد أساطيل الطائرات لدى الشركات الروسية بقدر كبير على طائرات غربية الصنع، فعلى سبيل المثال يتكون 80 في المئة من أسطول شركة "إيروفلوت" من طائرات "بوينغ" الأميركية و"إيرباص" الأوروبية، ولدى الشركة 134 طائرة من طرازات "بوينغ" المختلفة و146 طائرة من طرازات "إيرباص" المختلفة، هذا إضافة إلى 80 طائرة من طراز "سوخوي سوبر جت 100" روسية الصنع.

 

وعلى الرغم من تطور هندسة الطيران في روسيا، إلا أن عدم إمكانية استيراد قطع الغيار ومعدات الصيانة الضرورية من الخارج سيجعل كثيراً من الطائرات في روسيا يتم تفكيكها بعد عام لضمان استمرار طيران بعض الطائرات الأخرى، ثم إن العقوبات جعلت تنفيذ اتفاقات صيانة بعض الطائرات غربية الصنع في الخارج لدى مصنعيها غير ممكنة، ولا يقتصر ذلك على طائرات "بوينغ" الأميركية فقط، بل إن التحدي الأكبر لقطاع السفر الجوي الروسي سيكون مع طائرات "إيرباص إيه 350"، وطائرات "بومباردييه كيو" التي تتم صيانتها خارج روسيا.

 

وأدت العقوبات إلى مشكلات أوسع لشركات الطيران الروسية مع عدم قدرتها على تسيير رحلات إلى أغلب الوجهات في الغرب، وعلى سبيل المثال شهدت شركة "إيروفلوت" انخفاضاً في أعداد المسافرين عليها في الربع الثاني من هذا العام بنسبة 22 في المئة مقارنة مع الربع نفسه من العام الماضي.

 

وهذا ما يجعل من الصعب على روسيا استيراد قطع الغيار ومستلزمات الصيانة للطائرات غربية الصنع عبر طرف ثالث في آسيا أو الشرق الأوسط من دول لا تشترك في نظام العقوبات على موسكو، إذ ستخشى تلك الدول تعرضها لعقوبات ثانوية من الولايات المتحدة الأميركية، وهذا ما يجعل الموردين يترددون في أية عملية بيع يكون المشتري النهائي فيها روسيا، حسب تقرير لوكالة "رويترز".

theme::common.loader_icon