ديوكوفيتش للقب «ويمبلدون» ... وسيرينا لبطلة غير متوقعة
ديوكوفيتش للقب «ويمبلدون» ... وسيرينا لبطلة غير متوقعة
Monday, 27-Jun-2022 08:54

يتقدّم الصربي نوفاك ديوكوفيتش والإسباني رافايل نادال قائمة المرشحين لإحراز لقب بطولة ويمبلدون الإنكليزية، ثالثة البطولات الـ4 الكبرى في كرة المضرب، التي يغيب عنها حامل اللقب 8 مرات السويسري روجيه فيدرر، وعُلّق توزيع نقاطها بسبب حظر المنظّمين مشاركة اللاعبين الروس والبيلاروس بسبب غزو أوكرانيا.

يبحث ديوكوفيتش عن لقب سابع على العشب الأخضر في نادي عموم إنكلترا، ليعادل الأميركي بيت سامبراس، ويستهل حملة الدفاع عن لقبه ضدّ الكوري الجنوبي كوون سوون-وو، ومن المحتمل أن يواجه الإسباني كارلوس ألكاراس في ربع النهائي.

 

أمّا نادال، المنتشي بتعزيز رقمه القياسي في رولان غاروس، إثر إحراز اللقب الـ14 في البطولة الترابية، بالتالي تعزيز عدد مرات إحراز الألقاب الكبرى إلى 23، فقطع نصف الطريق نحو إحراز الألقاب الـ4 في سنة واحدة، للمرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن.

 

وسيتحتّم على نادال التفوّق على فيليكس أوجيه-ألياسيم في ربع النهائي، علماً أنّ الكندي جرّه الى 5 مجموعات في ثمن نهائي رولان غاروس هذا العام.

 

من جهةٍ أخرى، تُخيّم على هذه النسخة رياح سياسية، حتى قبل ضرب الإرسال الأول اليوم، إذ جاء قرار حظر اللاعبين واللاعبات الروس والبيلاروس، رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا، ما يعني أنّ مشاركة الروسي دانييل مدفيديف، المصنف أول عالمياً، لن تكون ممكنة، أو مواطنه أندري روبليف الثامن.

 

ورداً على قرار منظّمي ويمبلدون، قرّرت رابطتا المحترفين (ATP) والمحترفات (WTA)، تعليق توزيع النقاط على المشاركين في البطولة. وللمرّة الأولى منذ بداياته في 1999، من دون الأخذ في الاعتبار نسخة 2020 الملغاة بسبب كورونا، سيغيب فيدرر (40 عاماً) عن البطولة العريقة بسبب تعافيه من جراحة في ركبته.

 

كما يغيب المصنّف ثانياً عالمياً الألماني ألكسندر زفيريف، بعد تعرّضه إلى إصابة كبيرة بأربطة كاحله خلال نصف نهائي رولان غاروس ضدّ نادال. لكن ويمبلدون لم تكن الأرض المفضّلة لمدفيديف أو زفيريف، إذ لم يتخطّيا دورها الرابع. بالتالي، أصبح ديوكوفيتش، حامل لقب 20 بطولة كبرى، ونادال الأعلى تصنيفاً في البطولة، ما يعني أنّ مواجهة مرتقبة بينهما تحمل الرقم 60، لن تكون واردة سوى في النهائي.

 

«أحبّ ويمبلدون»

من الممكن أن يخوض ديوكوفيتش، المتوّج في ويمبلدون أعوام 2011، 2014، 2015، 2018، 2019 و2021، بطولته الكبرى الأخيرة هذه السنة. فرفضه تلقّي اللقاح المضاد لفيروس كورونا، قد يُبعِده عن بطولة فلاشينغ ميدوز في الولايات المتحدة، على غرار الموقف الدراماتيكي الذي واجهه في أستراليا مطلع السنة، عندما تمّ ترحيله. وقد يحفّزه للبحث عن الثأر من نادال الذي هزمه في ربع نهائي رولان غاروس.

 

في المقابل، أحرز الإسباني (36 عاماً) آخر لقبَيه في ويمبلدون عام 2010، بعدما أحرز المركز الأول في مباراة ملحمية مع فيدرر قبلها بسنتَين، ويصل إلى ويمبلدون حاملاً لقبَي أستراليا ورولان غاروس، ليُصبح في منتصف طريق إحراز الألقاب الـ4 الكبرى في سنة واحدة، ليسير على خطى الأسترالي رود ليفر، الذي أصبح عام 1969 ثاني لاعب يحقّق هذا الانجاز. وعرَف نادال علاقة فاترة مع ويمبلدون، فبالإضافة إلى لقبَيه، خسر النهائي 3 مرات، وغاب بسبب الإصابة أعوام 2004، 2009، 2016 و2021.

 

لكن يبقى السؤال حول قدرته على الاستمرار مدة أسبوعَين، بعد خَوضه رولان غاروس بمساعدة تخدير في قدمه اليسرى لمواجهة الأوجاع المستمرة الناتجة من متلازمة مولر-فايس، وهو مرض تنكّسي غير قابل للشفاء يتميّز بتشوّه أحد عظام القدم.

 

وبدأ نادال مطلع الشهر علاجاً بالذبذبات الراديوية في عيادة في برشلونة لتخدير الأعصاب في منطقة الإصابة التي يعاني منها، مشدّداً على أنّه «أحبّ ويمبلدون، حيث حصدتُ نجاحاً كبيراً هناك. لاعب مثلي يكون جاهزاً دوماً لخوض ويمبلدون».

 

بيريتيني ينتظر

في حال سقوط ديوكوفيتش أو نادال، يتحيّن الإيطالي ماتيو بيريتيني، وصيف ديوكوفيتش العام الماضي والمصنّف الـ11 عالمياً، لاقتناص الفرصة، بعدما أحرز لقبَين توالياً في شتوتغارت وكوينز.

 

وأوضح الإيطالي (26 عاماً)، أنّه «لا أعرف إذا كنتُ الأوفر حظاً، لأنّ نوفاك ورافا يتواجدان دوماً هناك، أحرز رافا لقبَين كبيرَين ولم يتوقعه أحد للتتويج في أستراليا. كما أنّي لا أشعر بأني المرشح الأوفر حظاً، لكنّي مُدرك بقدرتي على القيام بذلك».

 

ومن بين العشرة الأوائل المتبقين، هناك وصيف رولان غاروس النروجي كاسبر رود، الذي ودّع باكراً من الدور الأول في زيارتيه إلى ويمبلدون.

 

كما سقطَ اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس، الفائز بدورة مايوركا في أول ألقابه على العشب، 3 مرات من أصل 4 مشاركات عند الحاجز الأول، فيما شارك الإسباني الصاعد كارلوس ألكاراس مرة أولى في 2021 عندما بلغ الدور الثاني. من جهته، بلغ الكندي فيليكس أوجيه-ألياسيم ربع النهائي العام الماضي، وأحرز البولندي هوبرت هوركاش العاشر، لقب دورة هاله الألمانية على العشب الأسبوع الماضي، وبلغ نصف النهائي في 2021. في طريقه، أقصى فيدرر من ربع النهائي، فكانت المباراة الأخيرة للسويسري قبل سلسلة إصاباته.

 

سيرينا لتعويض غيابها

بعد أن تراجعت إلى المركز 1204 في تصنيف WTA وعدم خوضها أي مباراة تنافسية في منافسات الفردي منذ 12 شهراً، تصل أسطورة كرة المضرب الأميركية سيرينا وليامز إلى ويمبلدون، بأمل تحقيق ربما أعظم إنجاز في مسيرتها.

 

وتمني اللاعبة المتوّجة 7 مرات في البطولة الإنكليزية النفس في أن تُنهي انتظاراً طويلاً لتحقيق لقبها الـ24 في البطولات الكبرى، ومعادلة الرقم القياسي المسجّل باسم الأسترالية مارغاريت كورت.

 

نادراً ما كانت التوقعات بهذه النسبة العالية ضدّ الأميركية التي يُمكن أن تصبح أول امرأة غير مصنّفة تفوز ببطولة ويمبلدون. فقبل قرابة 3 أشهر من بلوغها سنّ الـ41، لم تلعب سيرينا أي مباراة احترافية في منافسات الفردي منذ انسحابها من الدور الأول لويمبلدون العام الماضي، إثر إصابتها خلال مبارتها ضدّ البيلاروسية ألياكساندرا ساسنوفيتش.

 

وأقرّت ساسنوفيتش، في حديث مع وكالة «فرانس برس» قبل بطولة رولان غاروس، أنّها «آمل ألّا أصبح اللاعبة الأخيرة التي تفوز عليها في ويمبلدون. إنّها بطلة عظيمة وأريد أن أراها تعود».

 

علماً أنّ البيلاروسية ستغيب عن ويمبلدون بسبب حظر اللاعبين الروس والبيلاروس من المشاركة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن على الأقل سترى إحدى أمنياتها تتحقّق بعودة البطلة الأميركية.

 

وقفت سيرينا عند حاجز الـ23 لقباً في الـ«غراند سلام» منذ فوزها ببطولة أستراليا المفتوحة للمرة السابعة في عام 2017 أثناء حملها. منذ حينها، خسرت 4 مباريات نهائية في البطولات الكبرى وحلّت وصيفةً في الولايات المتحدة وويمبلدون عامَي 2018 و2019، ليبقى إنجاز كورت غير ملموس. وتلتقي سيرينا في الدور الأول مع الفرنسية أرموني تان المصنفة 113 عالمياً.

 

تشكيك بالعودة

عادت سيرينا إلى المنافسات للمرة الأولى الثلاثاء، إلى جانب التونسية أنس جابر، للمشاركة في زوجي السيدات في دورة إيستبورن الاستعدادية، موضحةً بعد مباراتها الأولى، «هل سبق لي أن شكّكتُ في أنني سأعود؟ بالتأكيد، لن أكون صريحة إذا قلتُ العكس. والآن جسدي بحالة جيدة».

 

لكنّها أكّدت في مؤتمر صحافي: «لم أعتزل. كنتُ بحاجة فقط للشفاء جسدياً وعقلياً. ليس لديّ أي خطط، ولم أكن أعرف فقط متى سأعود. لم أكن أدرك كيف سأعود».

 

تُعتبر وليامز آخر لاعبة نجحت في الدفاع عن لقبها في ويمبلدون، عندما حققت ذلك في 2016. عندما لعبت مباراتها الأولى في البطولة الإنكليزية عام 1998، حصل ذلك قبل 3 أعوام من ولادة المصنّفة أولى على العالم حالياً البولندية إيغا شفيونتيك التي تفتتح مشوارها ضدّ الكرواتية يانا فيت.

 

تصل فيت (21 عاماً) إلى ويمبلدون بعد أن حقّقت لقبها الكبير الثاني في رولان غاروس، بعد أول في البطولة الفرنسية أيضاً عام 2020، وسلسلة من 35 مباراة من دون هزيمة، عادلت بها تلك التي حققتها فينوس، شقيقة سيرينا، في العام 2000، الأطول في الألفية الثالثة، ومتفوّقة على أفضل سلسلة لسيرينا (34).

 

وأوضحت شفيونتيك: «أن أحقق هذه السلسلة من 35 فوزاً وأتفوّق على سيرينا من هذا الجانب، هذا حقاً أمر مميّز»، لأنّها ستختبر في ويمبلدون قدرتها على مواصلة السلسلة، إذ كان وصولها إلى الدور الرابع العام الماضي الأفضل لها في البطولة الإنكليزية، علماً أنّها توّجت بلقب الناشئات في 2018.

 

شفيونتيك للقب أول

بالإضافة إلى هذه السلسلة التي مكّنتها من تحقيق 6 ألقاب هذا الموسم وتغريدها خارج السرب عن باقي المنافسات، فإنّ غياب الأسترالية آشلي بارتي حاملة اللقب بعد اعتزالها المفاجئ في وقت سابق من العام، ما مهّد الطريق للبولندية لاعتلاء صدارة التصنيف، سيعزّز من آمالها بلقب أول في إنكلترا.

 

وأوضحت البولندية في هذا الصدد: «الأرض العشبية دائماً حذرة. صراحة أحب فكرة أنّه ليست لديّ توقعات هناك. هذا أمر مريح نوعاً ما».

 

هذا وانسحبت اليابانية ناومي أوساكا، المتوّجة بـ4 ألقاب كبرى، التي نادراً ما تشكّل خطورة على العشب، بداعي إصابة في وتر أخيل.

 

سبق لليابانية المصنّفة أولى عالمياً سابقاً أن ألمحت إلى أنّها متردّدة في المشاركة في ويمبلدون، بعد قرار رابطة المحترفات تعليق توزيع نقاط التصنيف في البطولة، معتبرةً أنّ المباريات «من دون احتساب النقاط، ستكون بمثابة مشاركة استعراضية».

 

أدّى هذا القرار إلى غياب 3 لاعبات من المصنّفات الـ20 الأوليات، هنّ البيلاروسيتان أرينا سابالينكا التي بلغت نصف النهائي العام الماضي، وفيكتوريا أزارنكا التي بلغت الدور عينه في 2011 و2012 والروسية داريا كاساتكينا.

 

لم تبلغ أي لاعبة من المصنفات الخمس الأوليات الحاليات نصف النهائي في ويمبلدون. وتأمل جابر أن تحقّق نتيجة أفضل من بلوغها ربع النهائي في 2021، لا سيما بعد المستويات الجيدة التي تقدّمها هذا الموسم بعد تتويجها بدورة مدريد وحلولها وصيفةً لشفيونتيك في روما، كلاهما على التراب ضمن دورات الألف نقطة، وتحقيقها لقب دورة برلين على الملاعب العشبية الأسبوع الماضي ما مكّنها من التقدّم إلى المركز الثالث في التصنيف العالمي، الأفضل في مسيرتها (تعديل نتيجتها في إيستبورن).

 

أمّا المصنفة ثانية الإستونية أنيت كونتافيت والخامسة اليونانية ماريا ساكاري فلم تتجاوزا دور الـ32 في ويمبلدون، وتبقى أفضل نتيجة للإسبانية الرابعة باولا بادوسا وصولها إلى الدور الرابع. فيما تراهن بريطانيا من أجل تتويج أول بطلة للسيدات منذ فيرجينيا وايد عام 1977، على المراهقة إيما رادوكانو (19 عاماً)، المتوّجة ببطولة فلاشينغ ميدوز العام الماضي، وتشارك على أرضها في ظلّ معاناتها من الإجهاد.

theme::common.loader_icon