من زمان

زمان كتير

خلق الله الإنسان

ووكّلوا بالدني

وعطاه عدن

وقلّو فيها اعتني

لكن ع سهوة

غلبتو الشهوة

وتسلّل شيطان

نسج من التكبّر خيطان

وحيّك للتجربة

فستان

لبستو حوا

ورقصت فيه لآدم السكران

والرقص جاب النقص

والنقص بتار يخها دوا

متل عصف الرعد

محي بضعفها خطوط الوعد

وكتب ع جبينها عنوان

هون النقص هون الضعف

هون الذلّ والهوان

وصار الشتم

ع كل لسان

والشتم كحل عيون العتم

والعتم

صار هوي الختم.

•••

بعد العتم

ضوّا النور السني

والعدرا لكانت بفكر الله

مدري من كم سنة

لا مش من كم سنة

من قبل التكوين

رسمها بمشلح تلوين

وع كتر ما الإبداع جني

انكسرت قلام التدوين

بحشا حنة

وهونيك

كبّ الدني

•••

وبالحشا الختيار

لعبت الألوهة

بمشاعل نار

وكتبت ع اللحم

مزامير العيد

وحفرت الرحم

صورة التجديد

من جوا لحوا

ومن برّا

ليلّي تعرّى

وسمعت الملاك

عم بغنّي

وبعدن حنّة

زرع الله العريشة

تيعصر للصليب خمرة

وبرقة النسمة

قطف من خدودها السمرة

أغاني النشيد.

وهوي وعم يرتاح

أتطلع من بعيد

تنهّد وقال

شو حلو هالجمال

وابتسم للأبد بسمة

وبعد ما خلّص الرسمة

لما يخلق إلها مثال

بفي العريشة

كسر بإيدو الريشة.

•••

طلّت ع الكون

موعودة الأجيال

وع تمّا لا اسم

بيّا ولا إمّا

ع تمّا كل شي نقال

من إشعيا

لإرميا لدانيال

وسلّة مواعيد

وعهد جديد

ويللي ع حوا

قدر يحتال

حاول يلعب عطهرها

وخطف من قدّامها أهلها

وصار المصاعب

عليها يزيد

حوّا وقعت من جهلها

وأم المخلّص العتيد

تصرّفت بحكمة وع مهلها

رممّت الصورة من جديد

وربنا ت يحمي

ابنه الوحيد

بعتلها حارس مجيد

وع عين الناس

تيحافظ فيها ع رسمو

كتبها ع اسمو

ولبّسوا الطهر الماس

ومن جذع العدرا

اخد كلي القدرا

وحفر من جذعها كاس

سكب فيه خمرتو الدهرية

و ع كتر ما فاض الكاس

عمل منها للأبد قدّاس

وسقاها بحور نعمو الأزلية

وعند ما حاول يسكب

من جديد

لقاها من النعم منتلية.

•••

شفت الملايكة

عم يهمسوا بالوما

وجبريل بالأمر محتار

كيف حشاك صارت سما

وكيف قدرت تحمل النار

وبشوية لحم الله احتمى

إله الكون العظيم الجبّار

مدّ بتربتك

شريان النما

وزرع فيها

كنز أسرار

صرتي سما

صرتي انتِ السما

بحضنكِ المختار

والسما ما عادت

الّا شوية كواكب ونار.

•••

كانت العدرا

سارحة بالوجود

تقطف من عيونو

حبات الأمل

وقدامها كتاب وعود

صفحات مفتوحة عالأزل

محبّرة بحلم صبية

وطفل موعود

ومعقول تكون هيي

وياخذها فكر الشرود

ويرجع فيها عالعجل

وما بين اخد وردود

صارت تقول

ليش مش انا

هالهدية

لحملتها بحشاها نبية

لا مش هي

وضيع النسب بي

مش ممكن كون انا

فجأة الملاك منها دنا

متل نسمة نقية

بلغها ترحيب السما

السلام على المنتلية

من الطهر والنعم

فهمت عليه بالوما

وكلمة نعم

جنّنت آدم من النغم

ومسحت من عيون

حوا الخطية

ومن وقتها

ما عاد في بالذاكرة ندم

وما عادت الخطية خطية

صارت الخطية مزيفة

وفقدت معانيها الأصلية...

•••

يا مريم

ربّكِ لرتضى

ينسج من حشاكِ إمارة

سمّاها باب الفضا

ومضى بدمو هالعبارة

وع باب الفضا

ارتسمت اشارة

محيت تاريخ المضا

ورفعت للمرا منارة

ورسمت بحدود الصدى

ع حجارة مغارة

غنية وعد

بلحن الرعد

ومن من السعد

عبّتلك جرارا

وع باب الفضا

مات الردى

وما عاد بالأرض

يتجوّل

وإبليس رأس العدا

لحبل الشر طوّل

ع باب الفضا

بشكل حيّة قديمة

تحت إجريها

راح يتسوّل

والعقدتو حوا

بزمانا الأول

ع باب الفضا

ع إيدها تحوّل

•••

سمعت الملايكة

عم تقول

شو عجيب إلهنا الجبّار

ليسكن بالإنسان

مش معقول

ويترك عرش

وخدّام نار

وراحوا عالعرش

بلفتة ذهول

يسألوا الشيوخ والأبرار

كيف مرا بتولد

وتبقى بتول

كيف الإله طفل

بحضنها صار

لشابع بخيرو المعمور

يتغذّى ع حليبها المدرار

والمكلّل بتاج المجد

من قبل الدهور

كيف ارتضى يلبس تاج العار

قطف الملاك

من السما شميلة زهور

حملها وصوب أرضك

طار

هديّة سما

ما حدا غيرك

قدر يفهما

سرّ كل الكون

حولو بيدور

الناقص فيه اكتمل

والكامل فيه احتار

سرّ وحدو ما بينحمل

كيف احملتي

معجن الأسرار؟

•••

يا عدرا وجّك

الأنقى من النقى

ع مرايتو

الله شاف حالو

وبالناصرة عندما

فيك التقى

قري بعيونك

كل اللي

من الأزل قالو

وكتر ما حبّك

بفكرو ارتقى

يهديكِ هدية

تتبقي ببالو

وبعد جولة تفكير

بالآخر لقى

يهديكِ وحيدو

صورة مثالو

وتينزع من الأرض

تاريخ الشقى

أخلى ابنو

من قلبو وشالو

وزرعو بأرضك

عنقود وسقى

من خمرتو

بشر عالموت مالو

وسكروا بالمجد

ناطرين يوم اللقى

تيمدحوا جمالك وجمالو

ما بيفصلهم عنكم بقى

إلّا الزمن

ناطرين الزمن تتشدّوا رحالو.