
من أكثر الأمور الأساسية عند الطفل خلال نموه النفسي في السنوات الثلاث الأولى من حياته، هي التفسيرات التي سيقدّمها الأهل له. ومن المبادئ التي يسأل عنها دائماً، هي العلاقة التي تجمع الأب مع الأم. فهو يشعر بنوع من الغيرة بسبب تلك العلاقة، ويتمنى أن يتمّ استبداله بالوالد إذا كان صبياً وبالأم إذا كان الطفل فتاة. ومن الأمور التي يطرح فيها الطفل الكثير من الأسئلة، هو الزواج. فكيف يمكن للأهل أن يفسّروا لطفلهما الصغير عن هذا الموضوع المهم والدقيق جداً. قصة هذا الأسبوع عن «هادي» الذي سيشارك بعيد ميلاد زواج والديه، وسيطرح العديد من الأسئلة عليهما. قراءة مفيدة لفلذات أكبادنا وللأهل على حدّ سواء.
خلال فترة بعد الظهر، كان صديقنا الصغير «هادي» متحمساً جداً للحفلة التي ينظّمها اهله. فهي حفلة سنوية، يدعو الأهل إليها الأصدقاء والأقارب.
- أريد أن أساعدكما بكل شيء.
قال «هادي» لوالده الذي كان يضع طاولات كبيرة، ثم طرح عليه سؤالاً:
- ولكن يا أبي ما هو «عيد ميلاد الزواج؟». فأنا أعرف هناك «عيد الميلاد»، وهو ذكرى ولادة الشخص في تاريخ معين. كما أنا أعرف بأنّ هناك أعياداً دينية، ولكن لم أسمع أبداً من قبل عن «عيد ميلاد الزواج».
فابتسم الأب لطفله الصغير الذي يجلب الصحون الكرتونية من المطبخ ويضعها على الطاولة وقال له:
- صحيح يا بني هناك «عيد ميلاد الزواج»، وهو احتفال لتاريخ زواجي بوالدتك. أي عندما تزوجنا أنا ووالدتك، اصبحنا إلى الأبد لبعضنا البعض.
نظر «هادي» إلى والده فرحاً جداً بالفكرة ثم قال:
- يعني إنكما كل سنة وفي تاريخ هذا اليوم، تحتفلان بعيد ميلاد زواجكما. هذا جميل!
فردّ الأب على طفله وهو يرتب الكراسي:
- أنا وأمك نحب بعضنا البعض كثيراً. أنت وأختك ثمرتا هذا الحب. وهل تعرف انّه العيد السابع لعيد ميلاد زواجنا.
فرح جداً «هادي» بما فسّر له أبيه، ثم أكمل مساعدته له، وهو يعرف بأنّ يوماً ما، سيحتفل أيضاً بعيد ميلاد زواجه على غرار أبيه.








