من المهم تعزيز الحماية الرقمية على جميع المستويات، لأنّ انخفاض عدد الهجمات بشكل عام لا يعني أنّ مجرمي الإنترنت تراجعوا، بل على العكس، لأنّهم وجدوا طرقاً أكثر تعقيداً للإيقاع بالضحايا.
كشفت دراسة حديثة عن حدوث انخفاض في الهجمات التي تستهدف الهواتف المحمولة بنسبة الثلث تقريباً على الصعيد الإقليمي، بعد أن نقل مجرمو الإنترنت تركيز جهودهم على التهديدات الأكثر تعقيداً والأشدّ خطورة والأعلى ربحية.
برمجيات جديدة
يميل مجرمو الإنترنت إلى تقليل الاستثمار في التهديدات السائدة التي استطاعت الحلول الأمنية الحديثة تحييدها بنجاح. ولجأ مجرمو الإنترنت بدلًا من ذلك، إلى زيادة الاستثمار في البرمجيات الخبيثة الجديدة التي تستهدف الأجهزة المحمولة، والتي أصبحت أكثر تعقيدًا، باشتمالها على طرق جديدة لسرقة بيانات اعتماد الدخول إلى الحسابات المصرفية وحسابات الألعاب، وبيانات شخصية أخرى. كذلك، تضاعف نصيب التروجانات، وهي برمجيات خبيثة قادرة على تنفيذ الأوامر عن بُعد.
أكثر تعقيداً
بالرغم من أنّ عدد الهجمات التي استهدفت الهواتف المحمولة انخفض في العموم، فإنّ الهجمات التي ما زالت تقع أصبحت أكثر تعقيداً وأصعب اكتشافاً. فمجرمو الإنترنت باتوا يميلون إلى إخفاء التطبيقات الخبيثة تحت ستار التطبيقات الرسمية التي يمكن تنزيلها غالباً من متاجر التطبيقات الرسمية المعروفة. وحذّرت «كاسبرسكي» التي قامت بالدراسة، من أنّ انتشار الخدمات المصرفية وتطبيقات السداد المالي عبر الهاتف المحمول، وسّع نطاق الفرص أمام المجرمين أيضاً.
تدابير الحماية
لتجنّب الوقوع ضحية الهجمات الإلكترونية، يجب اتباع بعض التدابير، أهمها توخي الحذر وتجنّب تنزيل التطبيقات غير المعروفة. ويعدّ تنزيل التطبيقات من المتاجر الرسمية أكثر أماناً، بالرغم من أنّ التطبيقات في هذه المتاجر ليست آمنة تماماً من المشاكل، ولكنها على الأقل تخضع للفحص من قِبل مسؤولي المتاجر التي توجد فيها أيضاً بعض أنظمة التصفية، علاوة على أنّه لا يمكن لكل تطبيق الوصول إلى هذه المتاجر بسهولة. كذلك يجب التحقق من الأذونات الممنوحة للتطبيقات، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالأذونات عالية الخطورة.
أما استخدام حلّ أمني موثوق به، سيساعدك في اكتشاف التطبيقات والبرمجيات الإعلانية الخبيثة، قبل أن تبدأ في اتخاذ أية إجراءات ضارة على جهازك. وتذكّر، أنّه إذا كنت تمثل شركة ما، فعليك التفكير في اتباع نهج شامل لحماية محيطك في العمل.
وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ مستخدمي آيفون لديهم بعض عناصر التحكّم في الخصوصية التي تتيحها آبل، ويمكنهم حظر وصول التطبيق إلى الصور وجهات الاتصال ومزايا الموقع الجغرافي، إذا وجدوا أنّ هذه الأذونات غير ضرورية.
ومن المهم أيضاً الحرص على تحديث نظام التشغيل والتطبيقات، بمجرد أن تصبح التحديثات متاحة. إذ يمكن حل العديد من مشكلات الأمن عن طريق تثبيت إصدارات محدثة من البرمجيات.
