هذه هي أهداف "حزب الله"
هذه هي أهداف "حزب الله"
ندى اندراوس
Wednesday, 06-Apr-2022 06:57

ليس تحقيق الغالبية النيابية في برلمان 2022 الهدف الرئيسي لـ»حزب الله»، لا بل أنّ خصومه يسعون الى «تشليحه» هذه الغالبية ليس من اليوم، بل منذ بدء الدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة واستغلال ظروف اللااستقرار التي عاشها البلد في الفترة الماضية، لمنع الحزب وحلفائه من اختيار رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية. هكذا تُختصر الصورة بالنسبة الى «حزب الله». وهكذا، ومنعًا لتحقيقها، يضع الحزب مجموعة أهداف يعمل على تحقيقها بشكل متوازٍ في الانتخابات النيابية المقبلة، تبدأ من تحقيق الغالبية النيابية في برلمان 2022، إلى منع أي خرق للمقاعد الشيعية الـ27 من أي جهة تستهدف إضعاف الثنائي تحت مسميات مختلفة، فرفع نِسب الاقتراع قدر المستطاع.

ثلاثة أهداف يستنفر الحزب في سبيل تحقيقها، كامل طاقاته واتصالاته ومساعيه على شتى الخطوط للجمع بين حلفائه.

 

لماذا؟ لأنّ الحزب يرى أنّ تحقيق هذه الأهداف يشكّل ردًا قويًا على مسار يتكرّر فصولًا عند كل فرصة لتطويقه وضرب ساحته. وبالنسبة اليه، كما لم يُهزم في حرب تموز 2006 وفي مواجهة الجماعات التكفيرية في العام 2011، وصمد في وجه ما طاله من عقوبات، لن تهزمه الانتخابات النيابية.

 

لا يخفي «حزب الله» صراحة انّه سيقطع الطريق على أي أكثرية ستصوّب على سلاحه وستخترق شارعه المحصّن بتحالفه مع حركة «أمل». كما انّه سيمنع حيث ينجح، أي فريق او اكثرية خصمة له، من التحكّم بمصير البلد وبمسار الاستحقاقات الكبرى التي تلي الانتخابات النيابية: من انتخاب رئيس المجلس النيابي، تسمية رئيس الحكومة والأهم الأهم انتخاب رئيس للجمهورية.

 

في الوقت ذاته، يتعاطى الحزب مع التركيبة السياسية بواقعية، وهو بالتالي وضع في حساباته، انّه في حال فشل في تحقيق الأهداف الثلاثة، فإنّ أي اكثرية ستواجهه تعلم جيدًا انّها لن تستطيع وحدها التحكّم بالقرار، وانّ اي استحقاق يحتاج الى تفاهمات سياسية مسبقة. والتجارب السابقة عديدة، والاكثريات التي كانت بحوزته لم تنجح في إدارة الدفة منفردة وكما تشاء وفي أكثر من ملف.

 

لكن المتغيّر الأهم الذي جعل الحزب شبه واثق من فوزه وحلفائه بالأكثرية النيابية، انسحاب سعد الحريري من الساحة السياسية الانتخابية.

 

في حساباته، فقد حوّل هذا الانسحاب التهديد الذي استشعره الحزب في الفترة السابقة الى فرصة.

 

في تفصيل أوضح، كان يمكن لتحالف «المستقبل»، «الاشتراكي»، «القوات» ومجموعات من المجتمع المدني، أن يستفيد من تراجع شعبية «التيار الوطني الحر» وخلافات حلفاء الحزب في ما بينهم ومن الأزمة التي يعيشها البلد، ويحصد غالبية نيابية ويطوق الثنائي أو يخرقه ويُضعف حلفاءه أكثر فأكثر. لكن خروج الحريري خدم الحزب وجعله يتحرّك بحرّية أكبر في الساحة السنّية والعمل على تكبير حجم الكتل السنّية التي تدور في فلكه خلفًا للحريري، مع بذل كل طاقته ايضًا لفوز جبران باسيل بأكبر كتلة نيابية مسيحية مرة جديدة.

 

هذا ما يسعى الحزب الى تحقيقه في العديد من الدوائر، مقرًا انّه ينجح في تدوير الزوايا قدر المستطاع بين حلفائه المتخاصمين، ويفشل في اماكن أخرى.

 

أخيرًا، هل ما يسعى الحزب الى تحقيقه يرتبط بهوية رئيس الجمهورية المقبل؟

 

الأمر ليس مطروحًا على طاولة النقاش على الإطلاق، والاولوية اليوم لما تحققه الانتخابات النيابية من نتائج فقط لا غير.

theme::common.loader_icon