عيد الأم، من أكثر الأعياد التي ينتظرها الأطفال خلال السنة لمعايدة أمهاتهم. فيقدّمون لها الهدايا والأعمال اليدوية التي حضرّوها في صفوفهم، ويتعلّمون الأغاني والرقصات، وتُنظّم الحفلات على المسارح في المدارس للمناسبة ...

قصتنا التوعوية لهذا الأسبوع عن «هادي»، الذي سيكتب رسالة موجّهة لأمه. ولكن ماذا سيكون مضمون تلك الرسالة؟

بعد عودته من المدرسة، توجّه «هادي» إلى غرفته مستعجلاً، بعدما ألقى التحية على أمه وأبيه:

- الغداء جاهز! قالت له والدته. ولكن ردّ عليها «هادي» بشكل سريع:

- أهمليني عشر دقائق. لديّ مهمّة يجب القيام بها الآن.

تعجّبت الأم من تصرفات «هادي» وكأن هناك شيئاً طارئاً يجب أن يقوم به. وبعد عشر دقائق، بينما كانت الأم تخلط السلطة، ويساعد الأب زوجته في سكب الطعام في الصحون و»جنى» ترندح في مكانها، ظهر صديقنا الصغير على باب المطبخ حاملاً في يده مغلفاً أبيض كُتِبَ عليه: «إلى أمي».

عرفت الأم بسرعة ما محتوى هذه الرسالة، فاليوم هو عيد الأمهات، فابتسمت له، وقال لها:

- جميع أصدقائي، كتبوا رسائل لأمهاتهم، وأنا أيضاً.

- عفاك يا بني!

قال الأب لابنه الذي اقترب من والدته وقدّم لها الرسالة. غمرت الأم طفلها بين ذراعيها وقالت له:

- تبدو رسالة مليئة بالمشاعر والحب. هل يمكنني قراءتها الآن؟

طبعاً وافق «هادي» على اقتراح أمه التي بدأت تقرأ الرسالة بصوت عالٍ:

إلى أمي الحبيبة. في هذه المناسبة السعيدة، أتمنى لكِ ولجميع أمهات العالم كله، عيداً مفرحاً لقلوبكنّ. كما أتمنى لكِ الصحة والإطمئنان وراحة البال. وأعدكِ في هذا العيد أن أكون دائماً طفلاً مطيعاً، وأن أتحاور معكِ ومع أبي عندما لا تعجبني فكرة إقترحتموها عليّ. أما بالنسبة لأختي «جنى»، فهي أيضاً تعايدك وتقول لكِ بأنك أفضل أم في العالم كله. ملاحظة: أبي أيضاً يحبكِ كثيراً وطلب مني زجّ إسمه في الرسالة.

إبتسمت العائلة على كلمات «هادي» البسيطة والعميقة. ورسم صديقنا الصغير على المقلب الآخر من الورقة قلباً أحمر كبيراً ويتوسطه أربعة أشخاص: أمه وأبيه وأخته جنى وبقربها رسم نفسه.