
كثير من الأهالي يعانون من تصرّف غير لائق يقوم به أطفالهم، وهو إستعمال الكلمات البذيئة خلال محادثتهم مع الآخرين. ولا يعرف الأهل كيفية التصرف مع طفلهم الذي لا ينفك في تكرار تلك الكلمات. قصة هذا الأسبوع، توعي طفلنا إلى «بشاعة» إستعمال الكلمات البذيئة. كما تساعد في التربية الصالحة.
البارحة، زار «هادي» صديقه المفضّل «جميل»، وقد إستمتع الطفلان كثيراً في وقتهما. فقد لعبا كرة القدم، ثم حضّرا معاً رسالة لمناسبة عيد صديقهما «كميل»، وتناولا أطيب الأطباق التي حضّرتها والدة «جميل». وبعد الظهر لعبا مع أولاد الحي الذي يقطنه صديقه، وفي المساء رجع «هادي» إلى بيته شاكراً صديقه على اليوم الممتع الذي قضياه سوياً.
اليوم، بعد تناول الغداء، قامت «جنى» بتمزيق الرسالة الذي حضّرها هادي وجميل لصديقهما كميل. فغضب جداً هادي، وبدأ بنطق كلمات بذيئة ضد أخته جنى التي لم تفهم كلمة واحدة منه. بل وقفت مسمرةً في مكانها لأنّها المرة الأولى التي ترى فيها هادي شديد الغضب.
إعتذرت جنى على الفور قائلةً لأخيها:
- إنني متأسفة لما حصل. لم أعرف بأنّ هذه الورقة هي رسالة تهنئة بعيد ميلاد «كميل». لقد مزقتها دون قصدي.
ولكن ظلّ هادي غاضباً من أخته، وطلبت الأم من إبنها أن يتوقف من تكرار الكلمات البذيئة وأن يدخل إلى غرفته ليهدأ. بعد حوالى الساعة من الوقت، رجع هادي إلى غرفة الجلوس وإستهلّ الأب الحديث:
- لا يمكن أن تستعمل كلمات بذيئة يا هادي. الكلمات البذيئة لا معنى لها.
هزّ هادي رأسه وهو موافق على كل كلمة قالها الأب، ثم فسّر له:
- شعرت بغضب شديد ولم أستطع أن اتمالك نفسي. هذه الرسالة عزيزة على قلبي وأريد أن أقدّمها لصديقي.
إبتسمت الأم لطفلها وكانت «جنى» في حضنها ثم ردّت على «هادي»:
- إعتذرت «جنى» منك، وطبعاً هي لم تقصد أن تمزق الرسالة. وعندما تشعر بالغضب يمكن أن تقوم بالكثير من النشاطات لكي «يختفي» غضبك!
- نشاطات؟ أعطيني أمثلة يا أمي:
سأل هادي والدته التي قالت:
- يمكن أن تتنفس نفساً عميقاً، ومرات عدة. هي من التمارين الممتازة والتي تبعد الغضب عن الإنسان. كما يمكنك أن تشرب القليل من الماء. وعندما تشعر أنك تريد أن تقول كلمات بذيئة، قلّ لنفسك: «هل للكلمات البذيئة معنى واضح؟». كما يمكنك الإنفراد في غرفتك وأن تفكر ما هو الحل للغضب الذي تشعر به. يحق لك ان تشعر بالغضب والإنزعاج، ولكن يمكنك من تخفيف تلك المشاعر السلبية ببعض النشاطات أو السلوكيات التي أخبرتك عنها.
فكّر جيداً هادي بكلمات أمه، وعرف جيداً بأنّ الكلمات البذيئة لا معنى لها. إعتذر صديقنا الصغير من أخته «جنى»، واكمل نهاره باللعب معها من دون أن يتلفظ بكلمة واحدة.








