ماذا تعرف عن تقنية التصوير المجسّم ؟
ماذا تعرف عن تقنية التصوير المجسّم ؟
شادي عواد
جريدة الجمهورية
Tuesday, 26-Mar-2013 23:43
يعتبر التصوير المجسّم أو ما يعرف بـ«الهولوغرافي» من إنجازات العلم الحديث. وتكنولوجيا الهولوغرافي تمتلك خاصية فريدة تمكنها من إعادة تكوين صورة الأجسام الأصلية بأبعادها الثلاثة بدقة عالية جداً.
كلمة هولوغرافي أصلها يوناني تعني فن التصوير المجسّم . ويختلف أساساً التصوير المجسّم عن التصوير التقليدي بأن التسجيل ليس في كثافة المادة الحساسة للضوء فحسب، بل أيضاً في حزمة من الموجات الضوئية التي تصطدم بالجسم المراد تسجيله، فتخطط الموجات الضوئية حاملة المعلومات الكاملة عن تخطيط ثلاثي الأبعاد للجسم.

والتصوير المجسّم يعتمد على تسجيل سعة موجة الجسم و طورها، حيث تسجّل في لوح معين يسمى هولوغرام بحيث إذا أضيء فإنه يكون بالإمكان إعادة تكوين صورة الموجة. وبالتالي فان الصورة تتكون في الفضاء الثلاثي الأبعاد وليس على ورقة كالتصوير العادي أو على شاشة. هذا إضافة الى أن الصورة المعروضة هولوغرافياً من الصعب تمييزها عن الجسم الأصلي.

لمحة تاريخية

يعود تاريخ تقنية الهولوغرافي الى العام 1947 من قبل العالم دينيس جابور في محاولة منه لتحسين قوة التكبير في الميكروسكوب الإلكتروني. ولأن موارد الضوء المتاحة فى ذلك الوقت لم تكن حقا متماسكة وأحادية اللون، فقد ساهمت في تأخر ظهور التصوير المجسّم إلى وقت ظهور الليزر عام 1960.

وفي العام 1962، أدرك العالم جيوريس اوباتنيكس و العالم ايميت ليث من جامعة ميشيغان أن الهولوغرام يمكن أن يستخدم كوسيط عرض ثلاثي الأبعاد. لذا قررا قراءة وتطبيق أوراق العالم غابور ولكن باستخدام تقنية الليزر. وقد نجحا في عرض صور مجسمة بوضوح وعمق واقعي.

وبعدها توالت التجارب عرض اول هولوغرام لشخص في العام 1967. وفي العام 1972، تمكن العالم لويد كروز من صناعة أول هولوغرام يجمع بين الصور المجسمة ثلاثية الأبعاد والسينماغرافي ذات البعدين.

مبدأ العمل

تعمل تقنية الهولوغرافي بإسقاط حزمة من أشعة الليزر على مجزئ لحزمة الأشعة، فتنقسم جزئين ينفذ الجزء الأول من الأشعة ليصل إلى مرآة مستوية مثبته فتنعكس الأشعة لتسقط على اللوح الفوتوغرافي، وتسمى بأشعة المرجع.

ويسقط الجزء الثاني من الأشعة على الجسم المراد تصويره وتنعكس هذه الأشعة من جميع نقاط سطح الجسم حاملة المعلومات عنه لتصل اللوح الفوتوغرافي وتسمى هذه الأشعة بأشعة الجسم.

وتلتقي أشعة المرجع وأشعة الجسم على اللوح الفوتوغرافي وتكون النتيجة نمط مركب من تداخل تلك الأشعة يسجل على اللوح الفوتوغرافي. وبعد تحميض اللوح الفوتوغرافي يظهر نمط تداخل الأشعة في صورة مناطق مظلمة وأخرى مضيئة.

وبعد ذلك يمكن إعادة تكوين الصورة وذلك بإضاءة الهولوغرام بالأشعة المرجع. وعند النظر خلاله تظهر صورة مجسمة تماثل الجسم تماما ومسجلة لجميع دقائق الجسم في ثلاثة أبعاد. يمكن تسجيل أكثر من صورة واحدة على نفس اللوح الفوتوغرافي وذلك بإستخدام عدد من الأشعة المرجع في إتجاهات مختلفة، وتكون كل صورة مستقلة عن الأخرى.

كما يمكن تخزين عشرات الصور على هولوغرام واحد ويمكن الحصول على صور ملونة لجسم بأبعاده الثلاثة على هولوغرام واحد وذلك بإستخدام ثلاثة حزم من أشعة الليزر ذات الألوان المختلفة ويضاء الهولوجرام في هذه الحالة بالأشعة البيضاء.
theme::common.loader_icon