بعبدا و«السقطة»
بعبدا و«السقطة»
Wednesday, 22-Dec-2021 07:49

سقط الطعن في تعديلات قانون الانتخاب امام المجلس الدستوري، ما طرح تساؤلات عن الافرقاء الذين سقطوا سياسيا، أهم الطاعنون ام معارضو الطعن؟ وبينهم المجلس الناظر في الطعن ولم يتمكن من التصويت عليه باكثرية سبعة من عشرة ما دفع رئيسه الى القول انه تعرّض لـ»سقطة»، فيما بدا ان الاجواء بين «الثنائي الشيعي» و»التيار الوطني الحر» قد اكفهرّت، في الوقت الذي بدا ان الازمة الحكومية ـ القضائية مستمرة في التعقيد نتيجة الكلام عن المقايضات التي سبقت رفض الطعن الذي جعل الاستحقاق الانتخابي يؤول الى الاجراء في الربيع المقبل على اساس القانون النافذ الذي جرت على اساسه انتخابات 2018 من دون زيادة او نقصان، ما لم يطرأ اي شيء يعطّله او يؤجله...

 

قالت اوساط سياسية لـ«الجمهورية» ان اجهاض طعن «التيار الوطني الحر» عبر «اللاقرار» الذي أفضت اليه جلسات المجلس الدستوري، «إنما أتى كنتيجة تلقائية لإخفاق محاولات التوصل الى صفقة او تسوية متكاملة عشية الاجتماع النهائي للمجلس». وأكدت «ان ما تمخّض عن مراجعة المجلس الدستوري لا يخلو من المؤثرات السياسية التي فعلت فعلها»، لافتة إلى «ان خيارات بعض اعضاء المجلس عكست محاباة لمن عينهم في مواقعهم».

 

فيما اعتبرت جهات مؤيدة لسقوط الطعن «انّ ما حصل هو إحقاق للحق وإنصاف للمغتربين»، مشددة لـ»الجمهورية» على أنّ المجلس الدستوري «تمكن من احتواء محاولات دفعه في اتجاه آخر ولم يخضع لها وهذه تُحسب له، لا عليه».

 

وفي وقت لاحق من مساء أمس وبعدما تبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون من مشلب ان المجلس الدستوري لم يُصدر قراراً بالطعن الذي قدمه امامه تكتل «لبنان القوي»، اعتبرت مصادر رئاسة الجمهورية أن ما حصل هو «سقطة للمجلس الدستوري»، مستعيرة ما قاله مشلب فور انتهاء الجلسة الاخيرة للمجلس امام وسائل الاعلام.

 

وعن الحديث المتنامي عن تدخلات لرئيس الجمهورية لدى رئيس المجلس الدستوري او اي من اعضائه قالت المصادر «ان ما قاله مشلب في هذا الصدد دقيق لأنّ ذلك لم يحصل يوما ولم يطلب عون شيئا من احد». ولفتت الى ان ما حصل يوحي بقوة ان «ثمة قوى تعطّل القضاء والمجلس الدستوري والسلطة الاجرائية والتدقيق الجنائي».

 

ورفضت المصادر الدخول في التفاصيل او تسمية الاطراف المقصودة بهذه الملاحظات، واشارت الى انها كانت تراهن على استقلالية المجلس، الامر الذي لم يحصل. وأن أي اتهام من هذا النوع مردود الى مَن سعى الى تعطيل المجلس الدستوري وهم يعرفون انفسهم ولا داعي لتسمية احد».

 

theme::common.loader_icon