هل تنفجر
بين باسيل
وأهالي كفرحلدا؟
هل تنفجر
بين باسيل
وأهالي كفرحلدا؟
اخبار مباشرة
باسكال بطرس
علَت صرخة سكان كفرحلدا وبساتين العصي، بعد إعلان وزير الطاقة والمياه جبران باسيل أخيراً عن إنشاء محطة تكرير في حوض شلالات كفرحلدا، التي تتعرّض لتلوّث بيئي خطير من جرّاء تداخل مياه الصرف الصحي والمجارير مع مجرى النهر.
كارثةٌ بيئية وصحية خطيرة تُهدّد القرى المحيطة بنهر الجوز التي تعجّ بالمقاهي والمطاعم وروّادها، لا سيما بلدة كفرحلدا التي ترزح شلالاتها تحت وطأة أنابيب الصرف الصحّي والمجارير. ولطالما طالب سكان البلدة، التي تُعَدُّ من أهم المراكز الإصطيافية الشمالية، بمعالجة الوضع قبل أن يَشتدّ تفاقمه، ولكن من دون نتيجة.
وفي هذا الإطار، أعلن باسيل في شهر كانون الأول الماضي، عن تلزيم منظومة صرف صحي متكاملة تخدم جرد البترون بأكمله من تنورين الى دوما مروراً ببيت شلالا وكفرحلدا وغيرها. إلّا أنّ هذه المبادرة أثارت حفيظة الأهالي واحتجاجاتهم.
وخلال جولة لـ"الجمهورية"، شرح أحد سكان المنطقة، حنا م.، أن "المشكلة بدأت مع تنفيذ مشروع شبكة الصرف الصحي للبلدات والقرى الجردية لإنقاذ المياه الجوفية من التلوّث، حيث أنّ تنفيذ قسم من الشبكة العامة لم يتّبع معايير التنفيذ الفني الصحي، فانحَرَف خط المجاري عمّا رُسم له ضمن الخرائط"، لافتاً الى أن "عدم التنفيذ التقني الصحيح وعدم التزام المواصفات البيئية والصحية المطلوبة للخط الذي نُفّذ عبر مجرى نهر الجوز، سمح باختلاط المياه الآسنة بالنظيفة، ما حوّل مصبّ مجرى الصرف الصحي إلى جانب الشلال، المدرج على الجدول السياحي، لتشكل مياه الصرف شلالاً آخر في محاذاته".
وأضاف: "في إطار إيجاد الحلول الناجعة للأزمة، تمكّن اتحاد بلديات منطقة البترون، بالتعاون مع بلدية كفرحلدا، من تأمين قطعة أرض لإنشاء محطة تكرير للمياه المبتذلة"، سائلاً: "ما الذي حلّ بهذه الأرض، حتى يلجأ الوزير إلى إقامة المحطة في حوض الشلال؟".
طوني ب.، صاحب أحد المطاعم المنتشرة على ضفاف النهر، أكد أنّ "هذا المشروع سيشوّه منظر الشلالات، وبالتالي يشكّل ضرراً على السياحة الصيفية، فضلاً عن الضرر على السياحة البيئية في حال طرأ أيّ عطل تقني تأخر إصلاحه، ما يؤدي الى تلوث الشلال مجدداً وانبعاث روائح كريهة تلوّث الجو في المنطقة التي تكتظ بالمقاهي والمطاعم وروادها، وهذا ما لن نقبل به، فنحن لدينا مصالح وأبواب رزق لا نريد إقفالها".
من ناحيته، أوضح المختار الياس صعب "أننا نؤيد المشروع مئة في المئة، فلا يمكننا طبعاً رفض أي مشروع يخدم المنطقة وينظف المياه من التلوّث، إلّا أنّنا نحرص على إبعاد الضرر قدر الإمكان عن الضيعة"، معرباً عن "تخوّفه من كلّ ما يخصّ صيانة المحطة والأعطال التي قد تنتج عنها كانقطاع الكهرباء أوعدم توافر النفط وإلى ما هنالك، ما يؤثر سلباً في المنطقة كلها".
وأعربت مجموعة من الأهالي عن "عدم ثقتنا صراحةً بأداء وسلوك وزارة الطاقة، حِيال معالجتِها للمواضيع ومتابعتها لصيانة المحطة خصوصاً في حال طرأ أي عطل تقني فيها، فنحن لسنا في أوروبا بل في لبنان حيث اعتدنا إهمال الدولة لشعبها"، وهدّدوا بـ"التحرّك والتصعيد في حال عدم الاستجابة الى مطالبنا ونقل المشروع إلى مكان بعيد عن الشلالات وعن بيوتنا"، لافتين الى أنّهم يتّجهون الى "توقيع عريضة اعتراضية" بهذا الخصوص.
حبيب
رئيس بلدية كفرحلدا الدكتور عادل حبيب أكد لـ"الجمهورية"، أنّ "مشكلة تلوث النهر عمرها أكثر من خمسين عاماً، وقد سعى اتحاد البلديات في وقت سابق الى شراء قطعة أرض لإنشاء محطة تكرير عليها، ولكن الملفات والدراسات جُمّدت لأسباب تقنية وفنية، إذ إنّ مساحتها لا تتعدّى الـ 10 آلاف متر".
ولم ينفِ حبيب "حق الأهالي بالقلق والتخوّف من إهمال الدولة صيانة المحطة، ولكن هذا لا يعني أنهم يعارضون المشروع ككلّ، فالمنطقة بحاجة ماسّة له".
وأكد أنّ "المحطة لن تسبّب أي إزعاج أو تشويه لجمالية الشلال، لأنها لن تكون على مرأى من أعينهم، بل ستقام خزّاناتها وإمداداتها تحت الأرض كما أكد لي القيّمون على المشروع".
وتابع: "كل ما يشاع عن تحويل الصرف الصحي الى الشلالات ليس كلاماً دقيقاً وعارٍ عن الصحة. فالهدف الرئيسي من هذه العملية هو تنظيف النهر والشلالات، ما يؤدي الى تحسين أوضاع المنطقة والمواطنين".
وإذ أشار إلى أنه "حتى لو تم إبعاد المحطة مئتين أو ثلاثة أمتار عن الضيعة، فإن أي تغيير فِعلي لن يحصل"، لافتاً الى "أننا قابلنا الوزير باسيل يوم السبت الماضي، وطرح الأهالي هواجسهم واعتراضاتهم، الأمر الذي استغربه الوزير وأكد أنّ هذا المشروع هو عبارة عن أحدث وأكبر محطة تكرير في كل لبنان، ويأتي نتيجة دراسات كاملة ويبعُدُ عن الشلال مسافة 500 متر".
واضاف: "وفي ما يخصّ مسألة الصيانة، لفت الوزير إلى أن مديرَين مسؤولين سيداومان في المحطة، ويسهران على حسن سير المؤسسة، وكشف أنّ تمويل أعمال الصيانة سيُؤَمّن من خلال زيادة مبلغ 5 آلاف ليرة على تسعيرة وصل الإشتراك بالمياه".
كما أكد حبيب "أننا سنتعاون مع الوزارة لإبعاد الأضرار التي قد تنتج عن أي عطل في المحطة قدر الإمكان"، مشيراً إلى أن "رئيس اتحاد بلديات البترون طنوس قيصر فغالي سيكشف عند العاشرة صباح غد (اليوم) على موقع المحطة، وفي حال وجد أنّها قد تشكّل أي خطر على السكان، فسيكلف لجنة من المهندسين الفنيين لإجراء دراسة مفصّلة، وصياغة تقرير مفصّل يُحال إلى الوزير باسيل، ويُبنى على الشيء مقتضاه".
حلم يراود البترونيين؟
وفي هذا السياق، أفادت مصادر وزارة الطاقة لـ"الجمهورية"، أنّ "مشروع محطة التكرير، الذي لطالما كان حلماً يراود البترونيين على مدى سنوات دون تنفيذ، يُعتبر اليوم أول مشروع نموذجي متكامل تقوم به الوزارة من خلال إنشائها أول منظومة متكاملة للصرف الصحي في لبنان يستفيد منها 30 ألف نسمة، وذلك من ضمن الإستراتيجية الوطنية للصرف الصحي، وقد تمّ تلزيمها بمبلغ 39,8 مليار ليرة بعد اجراء مناقصة فازت بها شركة homan -veolia otv، مؤكدة "أنّنا سبق وأجرينا دراسة كبيرة ومفصّلة حول هذه المنظومة، وتبيّن لنا أن لا أضرار سلبية لها، بل إنها تعتمد على تكنولوجيا متطورة وحديثة جداً لتنظيف المياه من التلوث والمجارير".
وفي هذا الإطار، أعلن باسيل في شهر كانون الأول الماضي، عن تلزيم منظومة صرف صحي متكاملة تخدم جرد البترون بأكمله من تنورين الى دوما مروراً ببيت شلالا وكفرحلدا وغيرها. إلّا أنّ هذه المبادرة أثارت حفيظة الأهالي واحتجاجاتهم.
وخلال جولة لـ"الجمهورية"، شرح أحد سكان المنطقة، حنا م.، أن "المشكلة بدأت مع تنفيذ مشروع شبكة الصرف الصحي للبلدات والقرى الجردية لإنقاذ المياه الجوفية من التلوّث، حيث أنّ تنفيذ قسم من الشبكة العامة لم يتّبع معايير التنفيذ الفني الصحي، فانحَرَف خط المجاري عمّا رُسم له ضمن الخرائط"، لافتاً الى أن "عدم التنفيذ التقني الصحيح وعدم التزام المواصفات البيئية والصحية المطلوبة للخط الذي نُفّذ عبر مجرى نهر الجوز، سمح باختلاط المياه الآسنة بالنظيفة، ما حوّل مصبّ مجرى الصرف الصحي إلى جانب الشلال، المدرج على الجدول السياحي، لتشكل مياه الصرف شلالاً آخر في محاذاته".
وأضاف: "في إطار إيجاد الحلول الناجعة للأزمة، تمكّن اتحاد بلديات منطقة البترون، بالتعاون مع بلدية كفرحلدا، من تأمين قطعة أرض لإنشاء محطة تكرير للمياه المبتذلة"، سائلاً: "ما الذي حلّ بهذه الأرض، حتى يلجأ الوزير إلى إقامة المحطة في حوض الشلال؟".
طوني ب.، صاحب أحد المطاعم المنتشرة على ضفاف النهر، أكد أنّ "هذا المشروع سيشوّه منظر الشلالات، وبالتالي يشكّل ضرراً على السياحة الصيفية، فضلاً عن الضرر على السياحة البيئية في حال طرأ أيّ عطل تقني تأخر إصلاحه، ما يؤدي الى تلوث الشلال مجدداً وانبعاث روائح كريهة تلوّث الجو في المنطقة التي تكتظ بالمقاهي والمطاعم وروادها، وهذا ما لن نقبل به، فنحن لدينا مصالح وأبواب رزق لا نريد إقفالها".
من ناحيته، أوضح المختار الياس صعب "أننا نؤيد المشروع مئة في المئة، فلا يمكننا طبعاً رفض أي مشروع يخدم المنطقة وينظف المياه من التلوّث، إلّا أنّنا نحرص على إبعاد الضرر قدر الإمكان عن الضيعة"، معرباً عن "تخوّفه من كلّ ما يخصّ صيانة المحطة والأعطال التي قد تنتج عنها كانقطاع الكهرباء أوعدم توافر النفط وإلى ما هنالك، ما يؤثر سلباً في المنطقة كلها".
وأعربت مجموعة من الأهالي عن "عدم ثقتنا صراحةً بأداء وسلوك وزارة الطاقة، حِيال معالجتِها للمواضيع ومتابعتها لصيانة المحطة خصوصاً في حال طرأ أي عطل تقني فيها، فنحن لسنا في أوروبا بل في لبنان حيث اعتدنا إهمال الدولة لشعبها"، وهدّدوا بـ"التحرّك والتصعيد في حال عدم الاستجابة الى مطالبنا ونقل المشروع إلى مكان بعيد عن الشلالات وعن بيوتنا"، لافتين الى أنّهم يتّجهون الى "توقيع عريضة اعتراضية" بهذا الخصوص.
حبيب
رئيس بلدية كفرحلدا الدكتور عادل حبيب أكد لـ"الجمهورية"، أنّ "مشكلة تلوث النهر عمرها أكثر من خمسين عاماً، وقد سعى اتحاد البلديات في وقت سابق الى شراء قطعة أرض لإنشاء محطة تكرير عليها، ولكن الملفات والدراسات جُمّدت لأسباب تقنية وفنية، إذ إنّ مساحتها لا تتعدّى الـ 10 آلاف متر".
ولم ينفِ حبيب "حق الأهالي بالقلق والتخوّف من إهمال الدولة صيانة المحطة، ولكن هذا لا يعني أنهم يعارضون المشروع ككلّ، فالمنطقة بحاجة ماسّة له".
وأكد أنّ "المحطة لن تسبّب أي إزعاج أو تشويه لجمالية الشلال، لأنها لن تكون على مرأى من أعينهم، بل ستقام خزّاناتها وإمداداتها تحت الأرض كما أكد لي القيّمون على المشروع".
وتابع: "كل ما يشاع عن تحويل الصرف الصحي الى الشلالات ليس كلاماً دقيقاً وعارٍ عن الصحة. فالهدف الرئيسي من هذه العملية هو تنظيف النهر والشلالات، ما يؤدي الى تحسين أوضاع المنطقة والمواطنين".
وإذ أشار إلى أنه "حتى لو تم إبعاد المحطة مئتين أو ثلاثة أمتار عن الضيعة، فإن أي تغيير فِعلي لن يحصل"، لافتاً الى "أننا قابلنا الوزير باسيل يوم السبت الماضي، وطرح الأهالي هواجسهم واعتراضاتهم، الأمر الذي استغربه الوزير وأكد أنّ هذا المشروع هو عبارة عن أحدث وأكبر محطة تكرير في كل لبنان، ويأتي نتيجة دراسات كاملة ويبعُدُ عن الشلال مسافة 500 متر".
واضاف: "وفي ما يخصّ مسألة الصيانة، لفت الوزير إلى أن مديرَين مسؤولين سيداومان في المحطة، ويسهران على حسن سير المؤسسة، وكشف أنّ تمويل أعمال الصيانة سيُؤَمّن من خلال زيادة مبلغ 5 آلاف ليرة على تسعيرة وصل الإشتراك بالمياه".
كما أكد حبيب "أننا سنتعاون مع الوزارة لإبعاد الأضرار التي قد تنتج عن أي عطل في المحطة قدر الإمكان"، مشيراً إلى أن "رئيس اتحاد بلديات البترون طنوس قيصر فغالي سيكشف عند العاشرة صباح غد (اليوم) على موقع المحطة، وفي حال وجد أنّها قد تشكّل أي خطر على السكان، فسيكلف لجنة من المهندسين الفنيين لإجراء دراسة مفصّلة، وصياغة تقرير مفصّل يُحال إلى الوزير باسيل، ويُبنى على الشيء مقتضاه".
حلم يراود البترونيين؟
وفي هذا السياق، أفادت مصادر وزارة الطاقة لـ"الجمهورية"، أنّ "مشروع محطة التكرير، الذي لطالما كان حلماً يراود البترونيين على مدى سنوات دون تنفيذ، يُعتبر اليوم أول مشروع نموذجي متكامل تقوم به الوزارة من خلال إنشائها أول منظومة متكاملة للصرف الصحي في لبنان يستفيد منها 30 ألف نسمة، وذلك من ضمن الإستراتيجية الوطنية للصرف الصحي، وقد تمّ تلزيمها بمبلغ 39,8 مليار ليرة بعد اجراء مناقصة فازت بها شركة homan -veolia otv، مؤكدة "أنّنا سبق وأجرينا دراسة كبيرة ومفصّلة حول هذه المنظومة، وتبيّن لنا أن لا أضرار سلبية لها، بل إنها تعتمد على تكنولوجيا متطورة وحديثة جداً لتنظيف المياه من التلوث والمجارير".
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
Dec 13
رجال الدولة وانحدار ثقافة الدولة في لبنان
1
Dec 13
شرقٌ للوحوشِ المتوكّلين على الله!
2
Dec 13
السيسي لا يعتزم لقاء نتنياهو
3
12:57
بري ناعياً سكاف: عمل من أجل لبنان والإنسان
4
Dec 13
ماذا تريدون في لبنان مقابل أمن إسرائيل؟
5
21:20
خلاصة "الجمهورية": تدخل الجيش و"اليونيفيل" يغيّر السيناريو الإسرائيلي جنوباً
6
15:55
الشيخ قاسم دعا الدولة إلى وقف تنازلاتها ومراجعة حساباتها
7
14:03
سلام نعى سكاف: غيابه خسارة لمجلسٍ سيفتقد حكمته وهدوءه
8