إن التعرف على الوجه آلياً هو مفهوم جديد نسبياً، بدأ في عام 1960. وأول نظام آلي للتعرف على الوجه إقتصر على تحديد الأبعاد الأساسية في الوجه كالعينين ومكان تموضع الأنف والفم. وفي السبعينيات من القرن الماضي قام كلّ من غولدستين، هارمون وليسكي بإستخدام 21 معياراً في الوجه للتعرف على الشخصية، كلون الشعر وسماكة الشفاه.

في عام 1988 قام كلّ من كيربي وسيروفيتش بتطبيق مبدأ تحليل العناصر في الوجه، التي إعتُبرت من أهم الخطوات التي أدت إلى نجاح هذه التقنية فيما بعد. ومنذ ذلك العام استمرت الدراسات والأبحاث حتى وصلت التقنية هذه إلى شكلها الحالي.

مبدأ وطريقة العمل

يتم التعرف على الوجوه بواسطة لوغاريتمات التي تقارن الوجوه الموجودة في الصورة بكل الوجوه المعروفة مسبقاً في الجهاز من خلال الصور وبيانات التعريف التي تم تعريفه بها. وأهم النقاط العقدية التي تعالجها البرامج المسؤولة هي المسافة بين العينين وعرض ومساحة الانف وعمق التجويف العيني والخدود وتموضعهما وخط الفك السفلي والذقن.

البرامج المستخدَمة

برامج التعرف على الوجه تعتمد على مجموعة كبيرة من التقنيات. وطريقة التعرف على الوجه قد تختلف من برنامج لآخر، ولكنها بشكل عام تسير وفق تسلسل من الخطوات كالتقاط الصورة، التحليل والمقارنة مع قاعدة المعلومات.

والطريقة الأساسية لعمل هذه البرامج، تكمن في خطوت عدة أبرزها:

- الإستكشاف، أي عندما تقابل البرامج صورة ضعيفة الدقة تقوم بتشغيل ميزة تساعد على تحسين دقة الصورة ومن ثم إكتشاف الوجوه الموجودة بالصورة.

- المحاذاة، بمجرد ما يتم العثور على وجه في الصورة، تقوم البرامج بتحديد مكان الرأس وحجمه، لتستطيع البرامج التعرف عليه. ويجب أن يتراوح قياس الزاوية بين الكاميرا المصوّرة والوجه بين 30 و150 درجة.

- المعالجة والتسوية، حيث تقوم البرامج في هذه المرحلة بتحجيم الصورة وإستدارتها بحيث يمكن تسجيل صورة الوجه وتحويلها إلى مخططات رقمية وبيانية.

- الترميز والتمثيل، وهو عندما تقوم البرامج بتحويل المخططات إلى لغة مرمّزة لكي يسهل عليها مقارنتها مع نظيرتها الموجودة في قاعدة البيانات.

- المطابقة، وهي عندما تقوم البرامج بالبحث ضمن قاعدة البيانات والبحث عن الرموز المطابقة، ومن ثم عرض المعلومات الخاصة بالوجه.

والجدير ذكره أن تقنية التعرف على الوجه أصبحت موجودة في غالبية كاميرات التصوير الحديثة وكذلك في كاميرات تصوير الفيديو، وشقت طريقها مؤخراً الى الهواتف الذكية بدلاً من كلمة السر لفتح الجهاز. كما أنها لاقت رواجاً كبيراً لدى الشركات للتدقيق في أوقات دخول وخروج موظفيها، وكذلك في المصارف لإجراء عمليات سحب النقود في الماكينات الخارجية.

ولكن على رغم تطور هذه التقنية، فهي ما زالت غير آمنة مئة في المئة، إذ إنه في بعض الحالات تعمل هذه التقنية على فك التشفير عند وضع صورة للشخص أمام الكاميرا.

كوت: يتم التعرف على الوجوه بواسطة لوغاريتمات التي تقارن الوجوه بقاعدة البيانات.