الذكرى الأولى لـ4 آب وتساؤلات طفلنا
الذكرى الأولى لـ4 آب وتساؤلات طفلنا
Saturday, 31-Jul-2021 08:09

ا يمكننا أن نفصل طفلنا من الواقع الذي يعيشه... وبعد اليوم المشؤوم والإنفجار المدوّي الذي عاشه اللبناني منذ سنة تقريباً، لم يمر يوم واحد إلا والعالم أجمع، وليس فقط لبنان، يتساءل عن سبب هذا الإنفجار ومحاكمة المجرمين الذين قتلوا أرواحاً بريئة؟ وما زال اللبنانيون والعالم أجمع، ينتظرون صدور الحقيقة. وطبعاً، الطفل هو جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، وهو يطرح العديد من الأسئلة التي دارت في رأسه أو سمعها من أهله حول هذه الكارثة «النووية» التي تحدثت عنها الصحافة العالمية ونعاها جميع اللبنانيين. قصة هذا الأسبوع التوعوية عن كيفية التفسير للطفل عن هذه الذكرة المؤلمة، حيث سيطرح «هادي» العديد من الأسئلة عن «4 آب» والإنفجار الذي هزّ العالم كله.

 

بينما كان «هادي» مع أبيه يتناول الفطور، قال الأب لابنه:

- بعد عدة أيام، وتحديداً في الرابع من شهر آب، تَجيء ذكرى الإنفجار الذي وقع في مرفأ العاصمة بيروت والذي أوقع المئات من الشهداء.

 

هزّ «هادي» رأسه متذكراً الصوت المرعب الذي سمعه، فقد كان يوماً مخيفاً ليس فقط على «هادي» ولكن على اللبنانيين أجمع.

- ما هي أسباب هذا الإنفجار؟

 

سأل «هادي» والده بكل براءة، فردّ عيله الأب، بأنه وبحسب التحقيقات، السبب هو مادة إسمها النيترات وهي شديدة الإنفجار وهذا ما أدى إلى الصوت المرعب والمخيف، مع التكسير الكبير والدمار الذي لحق بمدينة بيروت.

 

ثم سأل الأب إبنه:

- ما الذي تتذكره من تلك الحادثة يا «هادي»؟

 

ردّ «هادي» من دون تفكير:

- الخوف الذي شعرتُ به، كما كانت دقات قلبي سريعة جداً. تلك الليلة لم أنم، ككثير من الأطفال. كنت أفكر بجميع الأشخاص الذين استشهدوا ولا ذنب لهم. كنت أفكر بأهاليهم، كم هم حزانى وما زالوا. كنت أفكر بكل شخص فقدَ طفلاً أو أخا أو صديقا أو جارا... ولا يمكنني أن أنكر بأنني ما زلت خائفاً من ذلك الحين، خاصة إذا كان هذا المشهد المفزع سيتكرر مرة أخرى!

 

فكّر الأب قليلاً ثم قال لـ»هادي» وهو يغمره:

- لا تخف يا بني! الجميع يتمنى أن لا تتكرر هذه الحوادث، ليس فقط في لبنان ولكن في العالم أجمع. كما يتمنى جميع اللبنانيين أن يعرفوا الحقيقة وأن يحاسَب كل مقصّر وكل مسبب لهذه الكارثة التي لا يجب أن ننساها أبداً.

 

وافق «هادي» على كلام والده، وأضاف:

- طبعاً لن ننسى أي شهيد سقط في هذا الإنفجار النووي، وسأضيء لهم شمعة عربون محبتي لهم. وفي كل سنة، في الرابع من شهر آب، ستكون ذكرى خالدة لهم جميعاً.

 

إبتسم الأب لطفله وكأنه يقول له «أنت ولد صالح»، وأكملا تناول الفطور بصمت، كأنهما في حداد على كل روح سقطت في انفجار 4 آب 2020.

theme::common.loader_icon