البطريرك الدويهي سيّد الفكر والحياة
البطريرك الدويهي سيّد الفكر والحياة
د. أندريه نصار

أستاذ في الجامعة اللبنانيّة

جريدة الجمهورية
Friday, 08-Mar-2013 00:07
لا يزال البطريرك إسطفان الدويهي يستحوذ على اهتمامات المفكّرين، لما حقّقه من إنجازات طوال فترة بطريركيّته (1670-1704). بالإضافة إلى مؤلّفاته التي تناولت الشأن التاريخيّ والليتورجيّ والفلسفيّ والدينيّ والألحان السريانيّة وعدداً من الترجمات، اشتهر هذا البطريرك بالتنظيمات الدينيّة الخاصّة بالطائفة المارونيّة، وبحرصه على حفظ التراث المارونيّ، أضف إلى ذلك الفضائل التي اشتهر بها من تقوى وتواضع وتفانٍ في سبيل الطائفة، ومواجهة الظلم العثمانيّ وأتباعه، ما أهّله أن يكون بحقّ بطريرك التسامح والمحبّة والعلم، وما دعوى تطويبه اليوم إلا تأكيداً لهذه الخصال وتتويجاً لها.

وممّن شُغف بالبطريرك الدويهي الدكتور طانيوس نجيم الذي لا يزال يرافقه منذ بداية انطلاقته الأكاديميّة حتى اليوم، وكانت أطروحته للدكتوراه في الفلسفة بعنوان «المارونيّة عند إسطفان الدويهي» (بالفرنسية)، وها هو اليوم يخصّ هذا الرجل العظيم بكتاب جديد بعنوان «البطريرك الدويهي سيّد الفكر والحياة» الصادر عن مطبوعات رعيدي في 320 صحفة.

والكتاب عصارة فكر الدكتور نجيم عن الدويهي، ويتضمّن 14 فصلاً موزعة على ثلاثة أقسام. في القسم الأول يتطرق إلى التعريف بالبطريرك وبأعماله، وفي الثاني إلى مواقفه الطليعية، وفي الثالث إلى الرؤية المارونيّة الأصيلة والعصريّة.

لم يترك الدكتور نجيم أيّ شاردة وواردة لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بالبطريرك الدويهي إلا واستعان بها، ولم يوفّر أيّ جهد فكري وتحليلي لاستخلاص النتائج التي توصّل إليها، فجاء كتابه هذا شاملاً، ومقدِّماً الدويهي بالصورة التي تستحق، معطياً إياه حقّه من النواحي كافة، مبيّناً موقفه من الإسلام، وتصوّره للمارونية والالتزام المارونيّ.

theme::common.loader_icon