يا شابّات لبنان وشبّانه...تشجّعوا وانخرطوا
يا شابّات لبنان وشبّانه...تشجّعوا وانخرطوا
فارس فتوحي
Tuesday, 11-May-2021 05:58

سنة تفصلنا عن موعد الانتخابات النيابية، التي نريدها في موعدها، من دون أي إرجاء، لأنّ التأجيل لا يمدّد لمجلس نيابي عقيم فقط، إنما لحال الشلل وغياب الحلول واستمرار الأزمة.

 

هي فرصة حقيقية للتغيير في ربيع 2022. هي موعد لاختيار بديل فعلي قادر على نقل الأمور مما هي عليه، الى ما يجب ان تكون عليه. وهي الفرصة لخريطة طريق حقيقية، تعيدنا الى منطق دولة القانون والمؤسسات. فيكون صندوق الاقتراع هو المعبر ما بين الأزمة والحل، وبين اليأس والأمل.

 

فإرجاء الحلول ادّى الى ترهّل الدولة وتضعضع الكيان، نتيجة تحكّم الطبقة السياسية نفسها بالبلاد والعباد على مدى عشرات السنين. فإذ بها تتحالف او تتخاصم، وفق مصالحها، لا وفق مصلحة الشعب وحاجاته واهتماماته وتطلعاته وأحلامه.

 

لقد تعب اللبنانيون من الأزمات المتلاحقة، وراح قسم كبير منهم يفتّش عن فسحة أمل في الخارج. وتحوّلت حقيبة السفر مرافقاً لعشرات الآلاف من الباحثين عن مستقبل أفضل. فهل نستسلم؟ بالطبع لا.

 

من هنا، تبرز الدعوة للشباب اللبناني الى ان ينوجد في العمل السياسي وينخرط في الشأن العام، من دون خوف او تردّد. فالمستقبل صنع يديه، من خلال التحضير لأرضية تجمع أصحاب الكفايات والطموح والمعرفة والشجاعة على الفعل، لا مجرد تحالفات أصحاب رؤوس الاموال والمصالح.

 

فالبلاد تحتاج الى أصحاب المشاريع والبرامج، لا الشعارات التي تبقى حبراً على ورق. البلاد تتطلب من يتعلّم من أخطاء الماضي، لا من يستمر في تكرارها، وكأنّ شيئاً لم يكن.

 

فيا شابات لبنان وشبابه، بادروا واقدموا وانخرطوا في الشأن العام. لا تتركوا الساحة خالية للفراغ، حتى لا تتمّ تعبئة هذا الفراغ من غير المستحقين. وثقوا بأنّ ملعب الشأن العام واسع ويتسع لطموحاتكم ومشاريعكم وخبراتكم، من البرلمان، الى الأندية والجمعيات، والعمل البلدي. وبدّلوا الصورة التي يحاول البعض ترسيخها، وهي أنّ لا مكان لغير المتمولين في العمل السياسي والشأن العام.

 

وإذا كنتم تريدون وطنكم ومدنكم وبلداتكم وقراكم افضل، شاركوا في الانتخابات النيابية والبلدية والاختيارية، وترشحوا على اساس برامج طموحة، لتكونوا الفارق ولتتمكنوا من إحداث الفارق. فالاستسلام للأمر الواقع مدمّر، اما المبادرة على اساس عملي وبنّاء، قادرة على قلب الأمور رأساً على عقب.

 

ولتكن الاشهر الفاصلة عن الاستحقاقات الانتخابية، فرصة لحلقات النقاش الفكري البنّاء، والتثقيف وإعداد البرامج، في الكهرباء والبيئة والثقافة والرياضة والاقتصاد والشؤون المالية والاجتماعية. في طريقة النهوض من الحالة المدمّرة التي نعيشها، الى المسار الذي يعيد للبنانيين وطنهم الذي يفتخرون به.

 

فإليكم يا شابات لبنان وشبانه اتوجّه... عليكم الاتكال، فتشجّعوا وبادروا وانخرطوا.

theme::common.loader_icon