مِن كلّ وادٍ.. عَصا مايسترو!
مِن كلّ وادٍ.. عَصا مايسترو!
عبد الغني طليس
جريدة الجمهورية
Tuesday, 13-Apr-2021 06:28

رُؤيا/

_______

أكادُ أسمعُ صوتَ اللهِ.. في أُذُني

‏أكادُ ألْمَحُهُ بالعينِ.. في بَدَني

‏ومِنهُ أَشْتَقُّ لِيْ كَوْناً ومنزِلَةً

‏وفي مَدى وجههِ آوي إلى سَكَني

‏أكادُ أقرأُ في ما قالَ... ذاكِرتي

‏وتَهتَدي مِن إشاراتٍ لهُ، سُفُني

‏أكادُ في السّرّ أَحْيَاهُ... مُعانَقَةً

‏يا أيُّها السّرُّ ساعِدْني.. على العَلَنِ.

 

‏كُلّهن حبيباتي /

——————

يا ويلتي، إنّ قلبي لا يناسبُني

‏قد بات يعشقُ كَمْشَ النار أحيانا

‏فكلما امرأةٌ نادتْهُ من شغفٍ

‏ألقى إليها حِبال الوَجْد سكرانا

‏وكلُّهُنّ حبيباتي... ويُغضِبُني

‏قَوْلٌ يقولُ بأني عشتُ خَوّانا

‏لقد عَدَلْتُ بحُبّي بينهنّ كما

عَدْلُ الربيعِ إذا ما زارَ بستانا

وفي غدٍ حين أهْوي للرّحيلِ فلا

‏تُعقّدوا الأمر... ربّي كان رحمانا !

 

إلى الأبد؟/

—————

‏عَصْفٌ منَ الحزنِ والأوهامِ والبَدَدِ

‏كأنْ ستقصِفُنا الدنيا منَ النّكَدِ

‏مِنّا الكبيرُ قتيلٌ في تأمُّلِهِ

‏وَخَيْمةُ الخوفِ مُلقاةٌ على الوَلَدِ

‏فهل سقطنا؟ انتَحَرنا؟ والغَدُ ارتفعَتْ

‏عليه راياتُ أوجاعٍ إلى الأبَدِ؟

‏أنا فَقَدتُ يَقيني، سامحوا تَعَبي

‏وأقفِلوا الباب، كي أبكي على بَلدي !

 

بالعَتَب!

———

‏البنتُ ضِلْعُ أبيها.. لا تفارقُهُ

‏ولا يفارقُها حتى إلى التُّرُبِ

‏فالآخُ منها.. صُراخٌ في مسامِعهِ

‏والآهُ منها.. رفيفُ النومِ في الهُدُبِ

‏فإن تألّمَ قامتْ للصلاة لهُ

‏وإن تَبَسّمَ فالدنيا.. على لَعِبِ

‏البنتُ تُسألُ عمّا أخطأتْ وَسَهَتْ

‏لكنْ بأحلى وصايا الله: بالعَتَبِ...

 

‏الزوجة /

———

يُقال جميلُ الشِّعرِ في آمرأةٍ إذا

‏أطلّتْ بسحرٍ.. ثم مرّتْ.. ثوانيا

‏وتَقعدُ زوجاتُ الرضا.. خلفَ صَبرها

‏سنيناً فلا يُعْطَيْنَ إلّا.. البَواقيا

‏أُحبّكِ يا سِتّ النساء.. أقولُها

‏لمن عرَفَتني.. وارتَضَتني بما بِيَا

‏أُحبّكِ في جَعْلي رقيقاً على الهوى

شبيهاً بنجمٍ رافعَ الرأسِ.. حانِيا

أُحبّكِ من خلف الغيوبِ سلامةً

وروحاً يَفيضُ الهمسُ منها أغانِيَا

أُحبُّ إلى أنْ يأكلَ العمرُ نفسَهُ

‏ويبقى الذي بيني وبيني.. لَهَا هِيَا

 

أعصاب/

————

‏أصابِعُنا ليست لنا يا حبيبتي

‏إذا استَنْفَرَت وقتَ اللقاءِ جنونا

‏فلا لمسةٌ إلا تَخُطُّ.. زوابعاً

‏فتَفتَحُ أعصابُ الجَمالِ عُيونا

‏ولا قبضةٌ تَرمي على الجِلْدِ نفسَها

‏وتخْمِشُهُ... إلا يئنُّ حَنُونا

‏أصابعُنا إنْ لم تكن في حياتنا

‏لمَا عرَفَ الحبُّ العظيمُ مُجونا !

 

على الزّيح!/

—————

‏ساقاكِ والريحُ عندي تَوأمانِ فمَا

‏ألَذَّ ترتفعُ السّاقانِ... في الرّيْحِ

‏لا تَرْأفي بالذي حاصَرْتِهِ بِهما

‏أو تأمُريهِ بأن يبقى.. على الزّيْحِ

‏أُرْجوحتانِ.. وطُوْبَى للرجالِ على

‏ما علّقتْهُ نساءٌ... من أراجِيحِ !

theme::common.loader_icon