رُؤيا/
_______
أكادُ أسمعُ صوتَ اللهِ.. في أُذُني
أكادُ ألْمَحُهُ بالعينِ.. في بَدَني
ومِنهُ أَشْتَقُّ لِيْ كَوْناً ومنزِلَةً
وفي مَدى وجههِ آوي إلى سَكَني
أكادُ أقرأُ في ما قالَ... ذاكِرتي
وتَهتَدي مِن إشاراتٍ لهُ، سُفُني
أكادُ في السّرّ أَحْيَاهُ... مُعانَقَةً
يا أيُّها السّرُّ ساعِدْني.. على العَلَنِ.
كُلّهن حبيباتي /
——————
يا ويلتي، إنّ قلبي لا يناسبُني
قد بات يعشقُ كَمْشَ النار أحيانا
فكلما امرأةٌ نادتْهُ من شغفٍ
ألقى إليها حِبال الوَجْد سكرانا
وكلُّهُنّ حبيباتي... ويُغضِبُني
قَوْلٌ يقولُ بأني عشتُ خَوّانا
لقد عَدَلْتُ بحُبّي بينهنّ كما
عَدْلُ الربيعِ إذا ما زارَ بستانا
وفي غدٍ حين أهْوي للرّحيلِ فلا
تُعقّدوا الأمر... ربّي كان رحمانا !
إلى الأبد؟/
—————
عَصْفٌ منَ الحزنِ والأوهامِ والبَدَدِ
كأنْ ستقصِفُنا الدنيا منَ النّكَدِ
مِنّا الكبيرُ قتيلٌ في تأمُّلِهِ
وَخَيْمةُ الخوفِ مُلقاةٌ على الوَلَدِ
فهل سقطنا؟ انتَحَرنا؟ والغَدُ ارتفعَتْ
عليه راياتُ أوجاعٍ إلى الأبَدِ؟
أنا فَقَدتُ يَقيني، سامحوا تَعَبي
وأقفِلوا الباب، كي أبكي على بَلدي !
بالعَتَب!
———
البنتُ ضِلْعُ أبيها.. لا تفارقُهُ
ولا يفارقُها حتى إلى التُّرُبِ
فالآخُ منها.. صُراخٌ في مسامِعهِ
والآهُ منها.. رفيفُ النومِ في الهُدُبِ
فإن تألّمَ قامتْ للصلاة لهُ
وإن تَبَسّمَ فالدنيا.. على لَعِبِ
البنتُ تُسألُ عمّا أخطأتْ وَسَهَتْ
لكنْ بأحلى وصايا الله: بالعَتَبِ...
الزوجة /
———
يُقال جميلُ الشِّعرِ في آمرأةٍ إذا
أطلّتْ بسحرٍ.. ثم مرّتْ.. ثوانيا
وتَقعدُ زوجاتُ الرضا.. خلفَ صَبرها
سنيناً فلا يُعْطَيْنَ إلّا.. البَواقيا
أُحبّكِ يا سِتّ النساء.. أقولُها
لمن عرَفَتني.. وارتَضَتني بما بِيَا
أُحبّكِ في جَعْلي رقيقاً على الهوى
شبيهاً بنجمٍ رافعَ الرأسِ.. حانِيا
أُحبّكِ من خلف الغيوبِ سلامةً
وروحاً يَفيضُ الهمسُ منها أغانِيَا
أُحبُّ إلى أنْ يأكلَ العمرُ نفسَهُ
ويبقى الذي بيني وبيني.. لَهَا هِيَا
أعصاب/
————
أصابِعُنا ليست لنا يا حبيبتي
إذا استَنْفَرَت وقتَ اللقاءِ جنونا
فلا لمسةٌ إلا تَخُطُّ.. زوابعاً
فتَفتَحُ أعصابُ الجَمالِ عُيونا
ولا قبضةٌ تَرمي على الجِلْدِ نفسَها
وتخْمِشُهُ... إلا يئنُّ حَنُونا
أصابعُنا إنْ لم تكن في حياتنا
لمَا عرَفَ الحبُّ العظيمُ مُجونا !
على الزّيح!/
—————
ساقاكِ والريحُ عندي تَوأمانِ فمَا
ألَذَّ ترتفعُ السّاقانِ... في الرّيْحِ
لا تَرْأفي بالذي حاصَرْتِهِ بِهما
أو تأمُريهِ بأن يبقى.. على الزّيْحِ
أُرْجوحتانِ.. وطُوْبَى للرجالِ على
ما علّقتْهُ نساءٌ... من أراجِيحِ !