هل بإمكان مرضى «كوفيد» ممارسة الرياضة؟
هل بإمكان مرضى «كوفيد» ممارسة الرياضة؟
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

Saturday, 10-Apr-2021 06:17

«إستمعوا جيداً إلى أجسامكم»... إنها نصيحة قديمة يسمعها كثيراً الأشخاص الذين يرغبون في ممارسة الرياضة عندما لا تكون صحّتهم جيّدة. إذا كنتم تشعرون بتوعك بسيط أو كآبة طفيفة، فقد يكون من المُفيد الجري أو ركوب الدرّاجة. أمّا إذا كان وضعكم أكثر جدّية، فيُستحسن أن تأخذوا يوم راحة للسماح للجسم بالتعافي، وربما قد تستطيعون العودة إلى نشاطكم البدني المُعتاد في اليوم التالي. لكن ماذا عند معاناة «كوفيد-19»؟

 

في حال الإصابة بـ»كورونا»، يتطلّب الأمر التعامل بجدّية أكبر. وفي هذا السياق، أشار اختصاصي الطب الرياضي جوردان ميتزل، من «Hospital for Special Surgery» في نيويورك، إلى أنّ «ممارسة الرياضة خلال «كوفيد-19» تختلف تماماً عن الحركة أثناء نزلات البرد. غير أنّ هذا الأمر لا يعني أنه لا يمكن ولا يجب الاستمرار في الحركة عند الإصابة بـ»كوفيد» حِفاظاً قدر المستطاع على صحّة العضلات والرئتين».

 

وتابع حديثه: «غير أنّ المبادئ التوجيهية التي أصدرتها «Hospital for Special Surgery» في آب 2020 تحثّ كل مَن ثبُتت إصابته بـ»كورونا» على تفادي التمارين، خصوصاً تلك عالية الكثافة، حتى مرور 7 أيام على الأقل بِلا أعراض، علماً أنّ هذا الإطار الزمني يكون أطول بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون مضاعفات في القلب جرّاء هذا الوباء».

إليكم أبرز الأسباب التي دفعت الخبراء إلى التوصية بتفادي الرياضة الشديدة خلال «كوفيد-19»:

 

إجهاد القلب

يبدو حتى الآن أنّ أكثر المضاعفات شيوعاً المرتبطة بـ»كورونا» هي إصابات القلب الحادة، إستناداً إلى تحليل من «American College of Cardiology» في شباط 2021. وتنطبق هذه الحالة عندما يُطلق القلب كميات كبيرة من بروتين «Troponin»، مما يُشير إلى تلف عضلة القلب. وفي حالات ضئيلة، قد تعني معدلات الـ»Troponin» المرتفعة التهاب عضلة القلب، وفق «Journal of the American College of Cardiology» في كانون الثاني 2021. عندما يكون القلب مُرهقاً بالفعل، يُحتمل أن تُفاقم التمارين المشكلة. فضلاً عن أنه كلما زاد المجهود، احتاجت العضلات والأنسجة لكميات إضافية من الأوكسيجين. وهذه مشكلة كبيرة عند مواجهة صعوبة في التنفس بعمق.

ولا بدّ من لفت الانتباه إلى أنّ هذا الأمر لا يقتصر فقط على المصابين بمرضٍ جدّي الذين يعانون مشكلات في القلب نتيجة «كوفيد-19». فقد أظهرت دراسة نُشرت خلال تموز 2020 في «JAMA Cardiology»، شملت 100 شخص تعافوا أخيراً من المرض، أنّ 78 في المئة منهم كانت لديهم أعراض مرتبطة بالقلب، رغم حقيقة أنّ العديد منهم لم يشكوا من حالات مرضية سابقة ولم يتم نقلهم إلى المستشفى.

 

تحفيز الجلطات الدموية

إنّ «كوفيد-19» يرفع احتمال التعرّض لجلطات دموية. ووفق دراسة صدرت في آب 2020 في «American Journal of Hematology»، يرجع السبب إلى أنّ العدوى الشديدة يمكن أن تزيد مستويات بروتين تخثر الدم في الجسم. ورغم أنّ الرياضة تستطيع خفض الإصابة بجلطات الدم في المقام الأول، إلّا أنه قد يكون من الخطير القيام بالتمارين بمجرد تشكّلها فعلاً. إذ إنّ الجلطة قد تنتقل إلى الرئتين وتكون قاتلة!

 

إضعاف الدفاعات المناعية

إنّ التصدّي لعدوى حادة مثل «كوفيد-19» هو عمل شاقّ للجسم، وبالتالي فإنّ معظم الأشخاص يشعرون بالتعب. لذلك من المهمّ الحفاظ على الطاقة قدر المستطاع، وتوجيهها لمحاربة الفيروس بدلاً من صرفها على الـ»Treadmill». وحتى لو لم تعانوا أي أعراض، تجنّبوا التمارين عالية الكثافة، خصوصاً إذا كانت أجسامكم غير معتادة عليها، لأنها تؤدي إلى إضعاف استجابة الجهاز المناعي. وبالتالي، فإنّ ذلك يؤثر سلباً في قدرة الجسم على مقاومة العدوى، ويُطيل وقت التعافي.

 

زيادة الالتهاب

رغم ندرتها، يعاني 4 في المئة من المصابين بـ«كوفيد-19» من استجابة مفرطة للجهاز المناعي تؤدي إلى التهاب جهازي، ممّا يدفع الجسم إلى مهاجمة الخلايا الصحّية والطبيعية، وفق دراسة صدرت في كانون الأول 2020 في «Science Advances». تملك الرياضة عادةً تأثيرات مضادة للالتهابات، ولكن عند الإصابة بالتهابٍ حادّ، فإنها قد تُعيد الشخص إلى الوراء.

 

للالتزام بالتمارين الخفيفة!

يتّفق الخبراء على أنّ مرضى «كورونا» يحتاجون إلى تفادي الرياضة شديدة الكثافة. إلّا أنّ الحركة الخفيفة قد تساعد على التعافي. إنها ستُساهم في تقليل أي قوّة مُحتملة وفقدان للعضلات يمكن أن يُصاحبا عدوى «كوفيد-19». كما أنها تخفض احتمال الإصابة بجلطات الدم، وتحمي صحّة القلب، وتُبقي الرئتين أكثر نشاطاً مقارنةً بحالة الالتزام بالراحة التامة في الفراش.

واستناداً إلى «Rush University Medical Center»، فإنّ الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض، لديهم الضوء الأخضر للقيام بتمارين منخفضة الكثافة طالما أنهم يراقبون المشاعر التي تنتابهم.

أمّا إذا كانت الأعراض خفيفة أو معتدلة، فيمكن الاستمرار في الحركة بأنشطة خفيفة جداً. والمقصود هنا تحديداً الأمور الأساسية مثل المشي في المنزل، أو الاستحمام، أو ارتداء الملابس، أو تحضير كوب من الشاي. في حين أنّ أي شخص يشكو من أعراض حادة عليه التحدث إلى طبيبه عن الأنشطة التي يمكنه القيام بها، والأخرى التي عليه تفاديها.

theme::common.loader_icon