لا بِيلقّحوا ولا بِيتلقّحوا.. ولا بِيزيحوا من دربنا!
لا بِيلقّحوا ولا بِيتلقّحوا.. ولا بِيزيحوا من دربنا!
جوزف طوق
Friday, 09-Apr-2021 06:12

في زمن الفيروسات والأوبئة والمستشفيات، لا بدّ من إجراء فحص PCR سريع لمعادلة «جيش شعب مقاومة»، التي من المفترض، حسبما يقولون، أن تكون العمود الفقري لهذا البلد.

وبمجرّد أن نضع مسحة القطن في أنف المعادلة، يتّضح مباشرة أنها مصابة بفيروس يمصّ كورونا كحبّة ملبّس في أوقات فراغه. فالجيش لا يتقاضى مرتبات تكفيه شرور شهره، ولا يجد قطعة لحم تسدّ جوع بسالته على كافة الأراضي اللبنانية. الشعب يبحث عن خبزه في صناديق الإعاشات والصدقات، وينتظر مذلولاً بالصف للحصول على بنزينه وماله ودوائه وسرير استشفائه وقارورة أوكسيجينه وتأشيرة هجرته. و»المقاومة»، تقبض على أنفاس الدولة من معابرها إلى مطارها إلى شبه مرفئها. والأهم، تتحكّم بوزارة الصحّة بشخص الوزير حمد حسن، الذي لا داعي للهلع إذا تحدّثنا عنه، لأن الهلع أصلاً قد فتك بنا.

ومعاليه، الذي اعتبر اغتيال أكثر من 200 شخص في 4 آب مجرّد قضاء وقدر، لن يهلع أمام التأخير الفاضح في عملية تلقيح مئات آلاف اللبنانيين ضد فيروس كورونا... وبالطبع، موت مئات المسنّين والمصابين بأمراض مزمنة وأصحاب الحالات الخاصة بسبب الفيروس وبسبب عدم تلقّيهم اللقاح، هو مجرّد تدبير إلهي لشعب اختار أن يعيش في الجحيم ليحكمه الأبالسة والشياطين.

ودولة الثلاثية العاجزة عن كلّ شيء فعلياً، و«بضهرن» تأمين اللقاح، لم تجد إلّا «الصرّاف جاك» في زمن انهيار الليرة أمام الدولار، لتمنح شركته «فارمالاين» حقّ استيراد اللقاح وبيعه بالدرجة الأولى إلى المؤسسات والشركات التي ترغب بتلقيح موظّفيها، وذلك مقابل 38 دولار فريش نقداً وعدّاً. بالمختصر، ينتظر السيد جاك صرّاف تنفيعة بملايين الدولارات لجيبه الخاص ولجوارير شركته من تأمين حوالى مليون لقاح روسي. لكن إبن الدولة الكاذبة، وعميد الصناعيين العاطلين عن العمل، وبكثير من الوعود عـ«اللبناني»، لم يوفّر اللقاح الموعود والمبارك من وزارة المقاومة إلى مئات الشركات التي سارعت إلى تسجيل أسماء موظّفيها، وخصوصاً المؤسّسات الإعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة.

فلا وزير القضاء والقدر، ولا صرّاف تلقيح الوعود وتنقيح العقود، كانا سيتمكّنان من تنويرنا بإنجازاتهما لولا هؤلاء الإعلاميين والإعلاميات الذين يخاطرون بصحتهم لأخذ تصريح أو تصوير تقرير، أو حتى لكتابة مقالة عن صعوبة كتابة مقالة في هكذا ظروف.

وأمام هذا المشهد السريالي الذي تلعب بطولته دولة عاجزة ووزير مقصّر وصرّاف كاذب، يجلس المرضى على كراسي حمراء دفعوا ثمن تذاكرها على شبّاك الأمل المقطوع، يتفرّجون على مسرحية ستنتهي بموتهم وليس بموت أبطالها.

كلّ تصريحاتكم ووعودكم التي ينقلها طاقم الإعلام الذي لم يحصل على لقاحه هي كاذبة ومضلّلة، ولا تعكس أبداً نيّتكم لحماية «اللبنانيين المقاومين» كما فعل الفيروس الإسرائيلي مع شعبه...

وإلّا تفضّلوا إشرحوا لنا، لماذا لم تثمر عشرات الإجتماعات لعشرات الجمعيات في مبنى وزارة الصحة عن قرار يسمح لها باستيراد اللقاح على حسابها الخاص وتوزيعه مجاناً على الناس المخنوقة من تقصيركم؟ تفضّلوا إشرحوا لنا، لماذا لم تحصل عشرات آلاف اللقاحات المحجوزة من قبل خيّرين لبنانيين في الاغتراب على إذن للدخول إلى لبنان؟ تفضّلوا إشرحوا لنا، أنتم الذين لم تعودوا قادرين على تأمين ربطة خبز أو حبّة دواء أو ساعة كهرباء أو صفيحة بنزين للبنانيين، لماذا تعرقلون عملية تلقيح هذا الشعب الملقّح على فراش البطالة والفقر والجوع والعوز؟

لقد اعتدتم قتلنا وتفجيرنا وتجويعنا وتهجيرنا، لقد اعتدتم المتاجرة بأرواحنا، فلن يصعب عليكم المتاجرة بصحّتنا من أجل دولارات طازجة، ومن أجل لقاحات تحمون بها صناديق الاقتراع من وباء 17 تشرين الذي لم تعد كمّامات طائفيتكم تحميكم من انتشاره.

theme::common.loader_icon