حبّ من وراء القضبان
حبّ من وراء القضبان
اخبار مباشرة
اليسار حبيب
الحبّ هو حالة خاصة يعيشها الرجل والمرأة كلّ وفق هواه، فهذا مثلاً لا يقدر على فراق الآخر فما أن يلتقيه حتى تشتعل الشرارة مجدداً بينهما، فيما يسهل على شخص آخر التضحية بحبه لأجل ظروف قاسية، تجبره وحبيبته على الفراق الموقّت ليتمكنا من الاجتماع لاحقاً في لقاء «أبدي» لا يفرّقه شيء. ولكن ماذا لو أن الذي فرّق بينهما كان السجن وقضبانه؟
يُقال إن الحبّ في أولى مراحله يكون مثل الطفل الصغير الذي يدبدب، أو يخطو أولى خطواته، حيث يبدو في أمس الحاجة الى العناية والاهتمام الشديدين ليتمكّن من السير بشكل سليم من دون أن تشوب طريقه عوائق. ولكن، ماذا لو وقفت بعض الظروف القاسية في طريق الحب لتزعزع أسسه، أو على العكس قد يقهر الظروف ويتحدّاها، فيقوى الرباط أكثر فأكثر أحياناً ليكتشف الحبيبان مدى قوّة الذي جمع بينهما.
ولكن ماذا لو كانت هذه الظروف تقتضي بأن يُسجن أحد الطرفين لجرم إرتكبه أو لخطيئة لم يقترفها؟ فهل يستمرّ الحبّ على رغم أقاويل المجتمع القاسية ونظرته الجارحة؟ أو تختفي ومضته وشراراته مع أول إختبار؟
قصّتي مع الحبّ...
في إطار مشاركته لنا تجربته الفريدة مع الحبّ يروي أحد السجناء قائلاً: "عندما أُدخلت الى السجن، لم يكن قد مضى على لقائي بحبيبتي أكثر من شهرين، وحينها شعرت بالخوف لا من السجن ومن صدأ قضبانه وإنما من فقدانها، فمن دونها لا أجد معنى لحياتي"، ويتابع "بالفعل قضيت شهراً كاملاً من دون أن ألمح وجهها أو أسمع نبرة صوتها الدافئة، وكان هذا الوقت القصير كفيلاً بأن أخسر الأمل في الحياة وكيلوغرامات من وزني".
يتذكّر هذه التجربة الأليمة بغصّة فتلألأ الدموع من عينيه، ولكن سرعان ما ترتسم البسمة على شفاهه عندما يتذكّر لقاءه الأول معها بعد الفراق، ويردف قائلاً بفرح: "في أحد أيام الشتاء الباردة كقلبي، والقاسية كالحياة التي واجهتني، والذي كان يصادف فيه عيد العشّاق، ذُكر إسمي للتوجّه الى غرفة المواجهة العائلية، فذهبت خائر القوى يائساً ظنّاً منّي أنني سألتقي بأمي ككل مرة، وإذا بي أسمع صوتاً لا يزال صداه محفوراً في قلبي وذاكرتي.
لوهلة ظننت بأنها تنادي أحداً غيري، فخلف جدران السجن نسيت اسمي الحقيقي واعتدت على ترداد مناداتي بلقبي، ولكن ما أن استرجعت أنفاسي حتى أدركت أن المرأة التي تحمل باقة من الورود الحمراء وقلباً مطرّزاً عليه حرفي إسمينا، هي حبيبتي".
بتأثّر شديد يروي "عندما لمست أطراف أصابعها من خلف الزجاج الفاصل شعرت بالقوّة تعود الى جسمي وروحي، وبقلبي ينبض من جديد وكأنني ألمس يدها للمرّة الأولى، حينها أدركت بأن لا شيء سيقدر على تفريقنا حتى ولو وقفت الظروف ضدّنا".
ويختم حديثة مؤكّداً "صحيح بأن الحبّ في حاجة الى الاستمرارية واللقاء المباشر ولكن الحبّ الحقيقي هو ذلك القادر على تخطّي كلّ الظروف وأشدّها قساوة، ولعلّني اليوم أسعد رجل في العالم على رغم فقداني لحريتي، وذلك لأن السجن كان بمثابة أهم إختبار قطعناه لنعلم أن لا شيء بعد اليوم سيتمكن من تفريقنا".
حبّ يتخطى القضبان الحديدية
من جهتها تقول زوجة أحد السجناء التي رفضت أن نسميّها، "عندما دخل زوجي الى السجن شعرت بالخيبة والاحباط، ولم أصدّق بأن الرجل الذي أحببت ومنحته أعظم ما لديّ، حبّي واحترامي وحياتي، إرتكب جرماً، ودخلت في دوامة من المشاعر وصراع من الافكار التي تتجاذبني: ماذا عساي أفعل أأذهب للقياه؟
وأجدد قصّة حبّنا ووعداً كنا قد قطعناه بأن لا يتخلّى أحدنا عن الآخر؟ أو أعتذر عن الذهاب فأطوي صفحة الماضي وأفتح فصلاً جديداً من حياتي؟". إلّا أنها تتابع مؤكّدةً "لكن بعد أن عُدت الى رشدي واستوعبت الوضع جيّداً، تركت التساؤلات خلفي وسرت بخطى ثابتة، فهل يقوى العقل على حكم القلب؟".
قررت هذه الزوجة الصادقة والوفية الدفاع بأنيابها وبكلّ ما فيها من قوّة لتنقذ حبّها وزواجها وتقول "على رغم نظرة المجتمع الجارحة وكلماته القاسية، قررت الدفاع عن الرجل الوحيد الذي أحببت وسأحبّ".
أما عن لقائها الأوّل به بعد فراقهما تقول بلهفة وبريق دخل عينيها فجأة: "وكان حقاً ذلك اللقاء الأوّل... سنة مرّت على فراقنا ولكن يومها، كان ذكرى زفافنا فقررت أن ألتقي بحبّ حياتي، تبلّغت عن موعد اللقاء ورحت أتهيّأ له كعروس تتحضر ليوم زفافها، كعاشقة تنتظر حبيبها العائد من الغربة.
لكن، الغربة في هذه الحالة أصعب وموجعة أكثر، فزوجي في غربة في بلده، وما يفصلنا ليس البحار والأميال وإنما غرفة زجاجية وأسوار حديدية". وتختم مشددةً أن "الحبّ حتى ينمو ويستمرّ علينا منحه الفرصة والعناية الفائقة"، وتعلق بالقول: "قد يختفي في حال لم يترافق مع الثقة المتبادلة والاحترام الذي يوليه كلّ طرف للآخر".
يأس زينب وخوفها...
أما زينب، هذه الفتاة التي كانت تستعدّ لترتدي فستانها الأبيض وكأن الكون لا يتسع لها لشدّة فرحها، فغدرت بها الحياة وألبستها عباءة سوداء وعزلتها عن الأمان والفرح، إذ أُدخل خطيبها الى السجن قبل أيام معدودة من موعد زفافهما. فهل تبقى على علاقتها به أو تتخلّى عن حبّها وتفتح صفحةً جديدة؟ أفكار وتساؤلات راودتها واصابتها بحيرة مذهلة، ردّاً على ما خالجها من شعور، تفتح قلبها وتقول: "على رغم حبّي الكبير والعارم الذي أكنّه لحبيبي، لم أتمكن من تخطي المجتمع ومعتقداته، ولم أقوَ على مواجهة الضغوط التي فُرضت عليّ من أهلي ومن محيطي"، وتتساءل حائرةً "حبيبي محكوم عليه بالسجن مدّة عشر سنوات، وقد ناهزت الخامسة والعشرين من عمري، ماذا لو إنطفأت شعلة حبّه لي؟
ماذا لو بقيت عزباء ولم أتزوّج بسببه؟، ماذا لو؟... ألف سؤال ولا جواب". وهذه الأسئلة التي راحت تراود زينب، إضافة الى ضغوطات المجتمع دفعتها الى التخلّي عن خطيبها، وتختم حديثها مؤكّدةً "إضطررت الى التخلّي عن جزء من روحي وعن أجمل أمر حصل في حياتي، لأطوي صفحة قديمة وأفتح صفحة جديدة علّها تعوّضني عن التعاسة التي عشتها أخيراً".
ولكن ماذا لو كانت هذه الظروف تقتضي بأن يُسجن أحد الطرفين لجرم إرتكبه أو لخطيئة لم يقترفها؟ فهل يستمرّ الحبّ على رغم أقاويل المجتمع القاسية ونظرته الجارحة؟ أو تختفي ومضته وشراراته مع أول إختبار؟
قصّتي مع الحبّ...
في إطار مشاركته لنا تجربته الفريدة مع الحبّ يروي أحد السجناء قائلاً: "عندما أُدخلت الى السجن، لم يكن قد مضى على لقائي بحبيبتي أكثر من شهرين، وحينها شعرت بالخوف لا من السجن ومن صدأ قضبانه وإنما من فقدانها، فمن دونها لا أجد معنى لحياتي"، ويتابع "بالفعل قضيت شهراً كاملاً من دون أن ألمح وجهها أو أسمع نبرة صوتها الدافئة، وكان هذا الوقت القصير كفيلاً بأن أخسر الأمل في الحياة وكيلوغرامات من وزني".
يتذكّر هذه التجربة الأليمة بغصّة فتلألأ الدموع من عينيه، ولكن سرعان ما ترتسم البسمة على شفاهه عندما يتذكّر لقاءه الأول معها بعد الفراق، ويردف قائلاً بفرح: "في أحد أيام الشتاء الباردة كقلبي، والقاسية كالحياة التي واجهتني، والذي كان يصادف فيه عيد العشّاق، ذُكر إسمي للتوجّه الى غرفة المواجهة العائلية، فذهبت خائر القوى يائساً ظنّاً منّي أنني سألتقي بأمي ككل مرة، وإذا بي أسمع صوتاً لا يزال صداه محفوراً في قلبي وذاكرتي.
لوهلة ظننت بأنها تنادي أحداً غيري، فخلف جدران السجن نسيت اسمي الحقيقي واعتدت على ترداد مناداتي بلقبي، ولكن ما أن استرجعت أنفاسي حتى أدركت أن المرأة التي تحمل باقة من الورود الحمراء وقلباً مطرّزاً عليه حرفي إسمينا، هي حبيبتي".
بتأثّر شديد يروي "عندما لمست أطراف أصابعها من خلف الزجاج الفاصل شعرت بالقوّة تعود الى جسمي وروحي، وبقلبي ينبض من جديد وكأنني ألمس يدها للمرّة الأولى، حينها أدركت بأن لا شيء سيقدر على تفريقنا حتى ولو وقفت الظروف ضدّنا".
ويختم حديثة مؤكّداً "صحيح بأن الحبّ في حاجة الى الاستمرارية واللقاء المباشر ولكن الحبّ الحقيقي هو ذلك القادر على تخطّي كلّ الظروف وأشدّها قساوة، ولعلّني اليوم أسعد رجل في العالم على رغم فقداني لحريتي، وذلك لأن السجن كان بمثابة أهم إختبار قطعناه لنعلم أن لا شيء بعد اليوم سيتمكن من تفريقنا".
حبّ يتخطى القضبان الحديدية
من جهتها تقول زوجة أحد السجناء التي رفضت أن نسميّها، "عندما دخل زوجي الى السجن شعرت بالخيبة والاحباط، ولم أصدّق بأن الرجل الذي أحببت ومنحته أعظم ما لديّ، حبّي واحترامي وحياتي، إرتكب جرماً، ودخلت في دوامة من المشاعر وصراع من الافكار التي تتجاذبني: ماذا عساي أفعل أأذهب للقياه؟
وأجدد قصّة حبّنا ووعداً كنا قد قطعناه بأن لا يتخلّى أحدنا عن الآخر؟ أو أعتذر عن الذهاب فأطوي صفحة الماضي وأفتح فصلاً جديداً من حياتي؟". إلّا أنها تتابع مؤكّدةً "لكن بعد أن عُدت الى رشدي واستوعبت الوضع جيّداً، تركت التساؤلات خلفي وسرت بخطى ثابتة، فهل يقوى العقل على حكم القلب؟".
قررت هذه الزوجة الصادقة والوفية الدفاع بأنيابها وبكلّ ما فيها من قوّة لتنقذ حبّها وزواجها وتقول "على رغم نظرة المجتمع الجارحة وكلماته القاسية، قررت الدفاع عن الرجل الوحيد الذي أحببت وسأحبّ".
أما عن لقائها الأوّل به بعد فراقهما تقول بلهفة وبريق دخل عينيها فجأة: "وكان حقاً ذلك اللقاء الأوّل... سنة مرّت على فراقنا ولكن يومها، كان ذكرى زفافنا فقررت أن ألتقي بحبّ حياتي، تبلّغت عن موعد اللقاء ورحت أتهيّأ له كعروس تتحضر ليوم زفافها، كعاشقة تنتظر حبيبها العائد من الغربة.
لكن، الغربة في هذه الحالة أصعب وموجعة أكثر، فزوجي في غربة في بلده، وما يفصلنا ليس البحار والأميال وإنما غرفة زجاجية وأسوار حديدية". وتختم مشددةً أن "الحبّ حتى ينمو ويستمرّ علينا منحه الفرصة والعناية الفائقة"، وتعلق بالقول: "قد يختفي في حال لم يترافق مع الثقة المتبادلة والاحترام الذي يوليه كلّ طرف للآخر".
يأس زينب وخوفها...
أما زينب، هذه الفتاة التي كانت تستعدّ لترتدي فستانها الأبيض وكأن الكون لا يتسع لها لشدّة فرحها، فغدرت بها الحياة وألبستها عباءة سوداء وعزلتها عن الأمان والفرح، إذ أُدخل خطيبها الى السجن قبل أيام معدودة من موعد زفافهما. فهل تبقى على علاقتها به أو تتخلّى عن حبّها وتفتح صفحةً جديدة؟ أفكار وتساؤلات راودتها واصابتها بحيرة مذهلة، ردّاً على ما خالجها من شعور، تفتح قلبها وتقول: "على رغم حبّي الكبير والعارم الذي أكنّه لحبيبي، لم أتمكن من تخطي المجتمع ومعتقداته، ولم أقوَ على مواجهة الضغوط التي فُرضت عليّ من أهلي ومن محيطي"، وتتساءل حائرةً "حبيبي محكوم عليه بالسجن مدّة عشر سنوات، وقد ناهزت الخامسة والعشرين من عمري، ماذا لو إنطفأت شعلة حبّه لي؟
ماذا لو بقيت عزباء ولم أتزوّج بسببه؟، ماذا لو؟... ألف سؤال ولا جواب". وهذه الأسئلة التي راحت تراود زينب، إضافة الى ضغوطات المجتمع دفعتها الى التخلّي عن خطيبها، وتختم حديثها مؤكّدةً "إضطررت الى التخلّي عن جزء من روحي وعن أجمل أمر حصل في حياتي، لأطوي صفحة قديمة وأفتح صفحة جديدة علّها تعوّضني عن التعاسة التي عشتها أخيراً".
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
08:09
بري يُصيب عصفورَين بحجر... وهكذا بلع الواوي المنجل!
1
08:06
من حجز الودائع إلى تملّكها: المصارف تُكمل سرقة العصر
2
Dec 18
عدائية نتنياهو وخطورة إيران
3
Dec 18
إخماد حريق "خوري هوم" والأضرار مادية
4
06:28
مانشيت "الجمهورية": تطمينات أميركية للبنان بالتعاون... إسرائيل توسع مطلبها من الليطاني إلى الأوّلي
5
07:55
المادة 95 من الدستور اللبناني: النصّ والجدوى والفاعلية في التطبيق
6
Dec 18
قائد الجيش زار فرنسا وبحث مع نظيره في تعزيز التعاون والجهود المبذولة لضمان أمن لبنان واستقراره
7
Dec 18
بالفيديو- أبرز الاخبار العالمية والمحلية
8