التوأم الحقيقي غير متطابق جيني!
التوأم الحقيقي غير متطابق جيني!
Tuesday, 26-Jan-2021 10:28

بحسب دراسة علمية حديثة، يتباعَد جينوم التوائم المتطابقة بمعدل 5 طفرات في مرحلة مبكرة جداً، ويقدّم ذلك نظرة مغايرة تماماً للآراء العلمية السائدة حول هذا النوع من التوائم.

في تقرير نشرته صحيفة «لوموند» (Le monde) الفرنسية، تقول الكاتبة فلورنس روسييه إنّ مسألة التطابق المثالي بين التوائم أصبحت موضع شكوك من وجهة نظر علمية، وهو ما تؤكّده دراسة نُشرت في مجلة Nature Geneticَs.

 

وأشرف على الدراسة الآيسلندية البروفيسور كاري ستيفانسون من جامعة ريكيافيك، وهو من روّاد استخدام علم الوراثة لفهم الاختلافات في تسلسل الجينوم البشري، ومؤسس شركة الأدوية البيولوجية «ديكود جينيتيكس».

 

الفوارق بين التوائم أحادية الزيغوت

قبل الدخول في تفصيل الدراسة، دعونا نراجع بعض المصطلحات:

- الزيغوت (Zygote) هو البويضة المخصبة التي تنتج عن تلقيح الحيوان المنوي من الذكر للبويضة من الأنثى.

- التوأم الحقيقي «التوأم المتطابق» يطلق عليه مصطلح «أحادي الزيغوت» (omozygotic)، وهذا يعني أنّ هناك زيغوتاً واحداً، ثم انفصل إلى زيغوتين، وكل واحد شَكّل جنيناً. وهذا هو ما يحدث في التوأم الحقيقي.

- التوأم غير الحقيقي، غير المُتشابه، يطلق عليه اسم «التوائم ثنائية الزيغوت» (dizygotic)، وهو توأم ينتج من إخصاب بويضتين منفصلتين من حيوانيين منويين مختلفين خلال الحمل نفسه.

- توأم ثلاثي أحادي الزيغوت (Monozygotic Triplets)، يعني أن الزيغوت انقسم الى 3 زيغوتات، فأعطى 3 توائم متطابقة.

 

عودة الى الدراسة

فكّك الباحثون شفرة جينوم 381 زوجاً من التوائم المتماثلة، بالإضافة إلى زوجي توائم ثلاثية أحادية الزيغوت، وقد حللوا 3 أنواع من الأنسجة (الدم والأنسجة الدهنية والأنسجة الظهارية للفم).

 

وكشف تحليل الأنسجة عن 23 ألفاً و653 طفرة لكل فرد، وقد كان معدل الطفرات التي تميّز أحد التوأمين عن الآخر 14، لكن مع تباين كبير بين الأزواج، حيث بلغ عدد الطفرات لدى 30 زوجاً أكثر من 100، في حين أنه لم توجد أي طفرة مميزة عند 30 زوجاً آخر. وأظهرت النتائج حدوث 5.2 طفرات في المتوسط خلال مرحلة مبكرة جداً من تكوّن الجنين.

 

ويقول يورغ توست، الباحث في المركز الوطني الفرنسي لأبحاث الجينوم البشري، إنه من المعروف بالفعل أنّ هناك بعض الطفرات النادرة التي تميّز بين التوائم أحادية الزيغوت، لكن «هذه هي المرة الأولى التي ترصد فيها دراسة عدد هذه الطفرات في عَيّنة كبيرة».

 

وقد فكّك الباحثون في الدراسة الآيسلندية شفرة جينوم أزواج وأطفال 181 زوجاً من التوائم، واكتشفوا أنه في حوالى 15 % من الحالات، نقل أحد التوأمين إلى نسله طفرات خاصة به لا يتقاسمها مع توأمه. وبحسب الكاتبة، فإنّ هذه الدراسة تساعد على كشف المزيد من الأسرار حول طبيعة العوامل الوراثية والبيئية المؤثرة في حياة التوائم المتماثلة، والتي اهتمّ بها الباحثون منذ مدة طويلة.

theme::common.loader_icon