في الجزء الأول من هذا المقال، تحدثنا عن أنّ المراهق يلجأ الى العادة السرية لاكتشاف نفسه واكتشاف أحاسيس جديدة... كما أنّ الكثير من المراهقين يقومون بالعادة السرية، صبايا كانوا أو شبّاناً، وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها. كما تحدثنا عن عدم قدرة الأهل على التحدث مع أولادهم الذي أصبحوا في فترة المراهقة، وهم بحاجة لإيضاحات كثيرة تتعلق بالحياة الجنسية المستقبلة...
في الجزء الثاني من "طفلنا المراهق والعادة السرية"، سنتطرق إلى موضوع التفسيرات الأساسية التي يجب أن يقدمها الأهل لأولادهم المراهقين، كي لا يهرعوا إلى بعضهم البعض ويتشاركوا معلومات خاطئة عن الحياة الجنسية. فكيف يمكن للأهل أن يساعدوا ولدهم المراهق في موضوع العادة السرية؟ وكيف يمكن التخفيف من وطأة الشعور بالذنب بسبب العادة السرية عند المراهق؟
لا يدري الكثير من الأهل كيفية التصرف مع ولدهم الذي بَلغ وأصبح شاباً ناضجاً جنسياً. فيَهلع العديد منهم عندما يكتشفون أنّ ولدهم المراهق أو المراهقة يمارس العادة السرية، كما يخافون أن تصبح ضمن يومياته. والذي يجب معرفته هو أنّ العادة السرية موجودة في كلّ المجتمعات ويمارسها الكثير من المراهقين، ولا داعي للهلع والخوف لأنّ الطفل الصغير أصبح بالغاً الآن... على العكس يجب الإستمتاع "برجولته" والفرح باكتمال "أنوثة" الفتاة. لكنّ المشكلة تقع عندما تصبح العادة السرية "شَغلَة" المراهق... أي يصبح هذا الأخير مهووساً بممارسة هذه العادة وصولاً إلى أكثر من 3 مرات يومياً. فهنا التدخّل النفسي والتوعية والتربية الجنسية هي أمور أساسية للمراهق.
تفسيرات الأهل للمراهق عن العادة السرية
نصيحة ذهبية حول موضوع العادة السرية والأهل هو عدم "تضخيم" الأمر، بل تفسيره لأنه موضوع بيولوجي وله علاقة بالنضج الجسدي والجنسي عند المراهق. ولكن طبعاً هناك بعض التفاصيل التي يجب أن يتحدث عنها الأهل مع مراهقهم، وأهمّ هذه النقاط:
- كثرة العادة السرية يمكن أن تؤدي إلى عجز جنسي. يمكن أن يستعمل الأهل الكلمات البسيطة، كما يجب أن يفسّر الأب لابنه الأمور الجنسية وكذلك الأم لابنتها. في بعض الأحيان، يقرأ المراهق أو يسمع من أصدقائه بعض المعلومات غير الصحيحة حول العادة السرية، لذا على الأم والأب أن يصلحا الأخطاء الشائعة حول هذا الموضوع.
- ممارسة العادة السرية بشكل مفرط يمكن أن تؤدي إلى سرقة القذف عند الرجل.
- كما تؤدي هذه العادة إلى ضعف الانتصاب وفقدان الشهوة، والإنهاك (ضعف كامل لقوى الجسم ولا سيما للأجهزة العصبية والعضلية) والآلام (آلام الظهر، والمفاصل والركبتين، خاصة إذا كانت متكررة).
- كما يمكن أن تؤثر في القدرة على التركيز وقدرات الحفظ (الأمر غير المثبت علمياً)، والشعور بالقلق والذنب والتوتر.
التخفيف من مشكلة "العادة السرية"
كيف يمكن للأهل أن يأدّوا دوراً في التخفيف من "تركيز" المراهق على العادة السرية؟ هناك بعض الملحوظات التي يمكن أن يطبقها الأهل في البيت، وطبعاً إنّ لها فعاليتها السريعة:
أولاً، الحوار المفتوح والإيجابي والموضوعي عن هذه العادة، والتحدث عن سلبياتها (وطبعاً عدم القول انّ العادة السرية تؤدي إلى أمراض مميتة أو خطرة لأنّ كل هذه الاحاديث غير مثبتة علمياً)، والابتعاد عن التحدث مع المراهق بلغة محققي الشرطة وكأنه مرتكب جريمة أو فعل فاضح، والابتعاد عن التهديدات أو العقوبات بل التحدّث بلغة بسيطة وضمن حوار طبيعي.
ثانياً، اللجوء الى طبيب العائلة للتحدث عن العادة السرية على الصعيد الفيزيولوجي، كما أنّ للمدرسة دوراً أساسياً يتمثّل في تخصيص حصة لتفسير هذه العادة. وعادةً، يجب أن يقدّم هذه الحصة طبيب المدرسة (أو الممرض/ـة) مع الأخصائي النفسي في المدرسة والعاملة الصحية الاجتماعية.
ثالثاً، إبتعاد المراهق عن مشاهدة الأفلام الإباحية والصور الخلاعية ودخول الشبكة العنكبوتية التي تتكاثَر فيها المواقع الجنسية.
رابعاً، يُنصح المراهق بالنهوض من فراشه عند الاستيقاظ وعدم العودة إليه خلال اليوم.
رابعاً، توجيه المراهق الذي ينوي التخلص من هذه العادة إلى ممارسة هوايات رياضية أو فنّية أو اهتمامات ثقافية أو علمية أو اجتماعية، ليشغل ذهنه عن هذه العادة.
خامساً، التفسير للمراهق عن طريقة النظافة الجسدية بعد ممارسة العادة السرية، لأنّ الكثير من المراهقين، وبسبب سوء النظافة أو عدم معرفة كيفية النظافة، يعانون بعض الأمراض الجلدية أو طفرة أو ربما حكة.
كما يجب أن يفهم الأهل أنّ المرحلة التي يمر فيها المراهق والتغيرات النفسية والجسمية والعقلية والاجتماعية التي تحدث معه هي جِد طبيعية. ويجب أن تُبنى الصداقة بين الأهل والمراهق في إطار من الحوار، والتفاهم، والاحترام. ويجب التكلّم مع المراهق عن موضوع الجنس بهدوء وموضوعية، ويمكن التحدّث عن العادة السرية كجزء من هذا الحديث.
