الحمار في التراث الديني
الحمار في التراث الديني
Saturday, 24-Oct-2020 07:04

الحمار هو واحد من أكثر الثديّات انتشاراً في العالم، إذ يمكن إيجاده في الصحراء، وفي الغابات والمراعي والقرى، وهناك الحمار الوحشي والحمار البرّي والحمار الأليف... حتى أنّ الحمار هو واحد من الحيوانات القليلة التي جاء ذكرها في الكتب الدينية.

 

حمار عُزير

ورد ذكر الحمار في «سورة البقرة» في معرض قصّة حمار عُزير، وهي قصة مشهورة. وتتلخّص في وجود رجل صالح حكيم، يدعى عُزير، خرج ذات يوم إلى قرية فانية، فأحَسّ بالحرّ فنزل عن حماره ومعه سلة فيها تين وسلة فيها عنب، فاعتصر من العنب الذي كان معه في قصعة ثم أخرج خبزاً يابساً كان معه ووضَعه في عصير العنب ليبتلّ ويأكله، ثم استلقى ونظر إلى سقف البيوت ورأى ما فيها وهي قائمة على عروشها وقد أبادَ الله أهلها وأفنى سكانها، وسقطت حيطانها على عروشها، ورأى عظاماً بالية فقال: «أنّى يحيى هذه الله بعد موتها». لم يشك أنّ الله يحييها بل قالها تعجباً وجهلاً بقدرة الله تعالى، فلما أراد الله به خيراً أراه آية في نفسه وفي حماره، فأنزل الله عليه ملك الموت فقبض روحه فأمَاته الله مئة عام ثم بعثه.

 

المسيح يدخل أورشليم على حمار

وجاء في الإنجيل المقدّس، أنّ السيّد المسيح دخل أورشليم على ظهر حمار كما يخبرنا إنجيل متى:

«ولمّا قربوا من أورشليم وجاؤوا إلى بيت فاجي عند جبل الزيتون، حينئذ أرسل يسوع تلميذين، قائلاً لهما: إذهبا إلى القرية التي أمامكما، فللوقت تجدان أتاناً مربوطة وجحشاً معها، فحلّاهما وَائتياني بهما. وإن قال لكما أحد شيئاً، فقولا: الرب محتاج إليهما، فللوقت يرسلهما» [1-3].

الدخول على ظهر الحمار هو استمرارية لفكرة المخلّص الذي سيأتي راكباً على أتان، ويظهر ذلك في قصة عودة اليهود من السبي بقيادة زربابل المنحدر من نسل داوود، حيث كان عائداً الى اورشليم راكباً على أتان، من هنا يمكن فهم الاحتفاء بالحمار الذي تقوم به إحدى الطوائف اليهودية المتشدّدة، حين تقوم بتزيين حمار ورفعه والاحتفال به وفي تأكيد لفكرة قدوم المخلّص راكباً على حمار.

 

الإمام عليّ يركب حمار النبي

وجاء في إحدى الروايات الموروثة قصّة ركوب الإمام عليّ بغلة النبي المسمّاة «دلدل»، واستعمالها في تنقلاته أو في توجّه الإمام عليّ من المدينة الى مكة بليلة واحدة على بغلة النبي في قصة الجملين ضلال ووبال. البغلة «دلدل» أرسلت كهدية من المقوقس الى النبي، كما يرد في السير، ويبدو في ذلك إشارة الى موضوع الحمير التي ركبها الأنبياء في اليهودية والمسيحية واستمرارية لمفهومه.

 

حليمة السعدية تحمل عليه النبي

ويقال انّ حليمة السعدية حينما أخذت النبي محمد لترضعه، أخذته على حمار، حيث قيل: «لمّا وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن، فشرب حتى روى». ومن ثم قالت:‏ «ثم خرجنا وركبتُ أنا أتاني (أنثى الحمار)، وحملته عليها معي، فوالله لقطعت بالركب ما لا يقدر عليه شيء من حمرهم».

theme::common.loader_icon