"الإغواء" في زمن كورونا.. نظرة فابتسامة ولو حجبتها الكمامة
"الإغواء" في زمن كورونا.. نظرة فابتسامة ولو حجبتها الكمامة
Thursday, 22-Oct-2020 13:00

استطلعت وكالة الصحافة الفرنسية آراء شباب فرنسيين بشأن التغيير الذي طرأ على فنّ الإغواء في زمن جائحة كورونا، في جولة قامت بها في باريس، مدينة الرومنسية بامتياز وقد وجدت أنهم يجدون صعوبة في الإقدام على الخطوة الأولى، ولم تبق لهم من أسلحة الإغواء سوى النظرات.

 

تراوح أعمار يوتام ومود وفلور ويانيس بين العشرين والثلاثين، ويعتبرون جميعاً أن الكمامة تشكّل عائقاً دون مساعيهم إلى الإغواء، فقال يوتام: "نحن في سن الشباب، ونرغب بطبيعة الحال في أن نلتقي أشخاصاً ونحوز إعجابهم، لكنّ الكمامة تشكّل مصدر إزعاج في هذا المجال".

 

ويرى يوتام أن "تعابير الوجه مهمة جداً، كالابتسامة والضحكة، لكنّ عدم التمكن من إظهار هذه التعابير يجعل فنّ الإغراء أكثر تعقيداً"،مؤكداً أن هذه "ليست نهاية هذا الفنّ، فالبارعون في هذا المجال يمكنهم أن يجدوا الطريقة المناسبة"، بينما يؤكد عدد من التلاميذ المراهقين وطلاب الجامعات أن السرّ يكمن في العينين.

 

من جهتها، ترى مود أن النظرات "ستصبح هي الأساس، والممرّ الذي تعبر منه كل العواطف والمشاعر"، مشيرة إلى أن "هذا ما سنركّز عليه الآن، إذ سننظر إلى العينين وجمالهما".

 

ويؤكد الخبير في التدريب على الإغواء سليم نيدرهوفر أن "قسماً كبيراً من عملية التواصل يمرّ من خلال الوجه"، لكنّ العينين ليستا الأداة الوحيدة لتحريك الإعجاب.

 

وترى جولي، وهي خبّازة في الثامنة والعشرين عادت إلى العزوبية قبل مدّة قصيرة "لن يكون الحكم بعد اليوم على الملابس والتسريحة والنظرات وسواها الكثير، فالأمر سيتيح أيضاً إيلاء أهمية للتحدث مع الشخص الآخر"، أما يانيس فيرى أن الكمامة لا تحول دون الإغواء فنحن نبقى بشراً تحرّكنا بعض المشاعر".

 

ويلاحظ نيدرهوفر أن العمل من بُعد الذي بات كثر يعتمدونه يؤثّر سلباً أيضاً في هذا المجال، إذ غالباً ما تبدأ العلاقات العاطفية "في العمل والمكتب" حيث ينشأ الإعجاب.

 

وبالتالي، فإن قسماً كبيراً من عمليات الإغواء بات يحصل من خلال تطبيقات عبر الإنترنت تمهّد لموعد أول بين شخصين.

 

وتؤكد فلور التي تعمل في مجال التجارة أن "الأمر يسير بشكل جيد بالنسبة إلى الشبكات"، لكنّها تشدّد على ضرورة أن "يُحسِن الشخص استخدام خياله".

 

وتشرح أن ضفاف نهر السين مثلاً، أو الحدائق العامة التي لا تزال مفتوحة أمام الناس، تشكّل أماكن مناسبة للقاءات، إذ يمكن فيها "نزع الكمامة لدقائق" بهدف تبادل التحية، مشيرة إلى أن "الأمر يستلزم بعض الجرأة والقدرة على الابتكار، فهذا ما كان أهلنا يفعلونه، سواء بوجود كورونا أو من دونه".

 

وينصح الخبير نيدرهوفر العازبين بأن "يجرؤوا على المبادرة إلى الخطوة الأولى" إذا صادفوا شخصاً يثير إعجابهم.

 

ويشرح أن "البداية قد تكون بتفصيل، بمديح بسيط" لما يرتديه الشخص الآخر، أو "بابتسامة كبيرة، حتى لو حجبتها" الكمامة. ويلاحظ أن كثراً يفضّلون أن تكون الخطوة الأولى من خلال مواقع المواعدة "حيث يكون المرء في مأمن، وثمة وقت للتحادث ولطمأنة الآخر".

 

ويختم قائلاً "المحادثة تتمحور على القِيَم، والقِيَم هي ما يجمع شخصين على المدى الطويل، وبالتالي ثمة جانب إيجابي" في ذلك.

theme::common.loader_icon