تقرير عن هجرة اللبنانيين.. "إنّه اليأس"!
تقرير عن هجرة اللبنانيين.. "إنّه اليأس"!
Friday, 25-Sep-2020 17:18

نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقريراً سلطّ الضوء على يأس اللبنانيين وطرقهم باب الهجرة في ظل الانهيار الاقتصادي وحال الجمود السياسي، وذلك بعدما كان بلدهم ملجأ للفلسطينيين والسوريين.

 

وحذّرت المجلة من أنّ لبنان سيبدأ بتصدير المهاجرين بعدما فاقم انفجار مرفأ بيروت الانهيار الاقتصادي والجمود السياسي، وكتبت: "فرّ مئات الآلاف من عنف الحرب الأهلية خلال العامين 1975 و1990، إلاّ أنّ الأمر مختلف هذه المرة: إنّهم يفرون من اليأس".

 

المجلة التي تحدّثت عن كارثة عبارة الموت في طرابلس، أشارت إلى أنّ ركابها باعوا أغراضهم الشخصية ومجوهراتهم أملاً في بلوغ أوروبا وعيش حياة أفضل، من دون أن يحالفهم الحظ. وفي هذا الإطار، قالت المجلة إنّ المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أفادت أنّ 18 قارباً مماثلاً غادر لبنان بين 29 آب و14 أيلول الجاري، وهو عدد يتخطى ما تم إحصاؤه طوال العام الفائت.

 

وأشارت المجلة إلى أن أصحاب المؤهلات العلمية العالية يبحثون أيضاً عن مخرج من لبنان، بعد سلسلة الكوارث التي عصفت به، موضحة أنّ الكوارث تفاقمت العام الفائت، فبدأ النظام المالي ينهار وتضخمت الأسعار من دون حصول تعديل للرواتب والأجور في حين أن أسعار المواد الغذائية تضاعفت 3 مرات، وتقلصت الطبقة الوسطى وبات أكثر من نصف اللبنانيين يعيش تحت خط الفقر.

 

وبعد انفجار المرفأ في 4 آب، أوضح الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين في حديث مع "الجزيرة" أنّه في 2018 هاجر نحو 33 ألف لبناني، بينما هاجر مع نهاية 2019 نحو 66 ألفا، أيّ بزيادة الضعف. ومع بداية 2020، لم تتضح أرقام الهجرة، نتيجة تقليص الطيران وإغلاق المطارات بسبب تفشي فيروس كورونا.

 

ولفت شمس الدين أنّه حين فُتح مطار بيروت في أول الشهر الماضي وحتى 4 من الشهر الجاري، كان متوسط عدد القادمين إلى لبنان هو 2300، ومتوسط عدد المسافرين 3100. أما بعد وقوع الانفجار، فقد تراجع المعدل اليومي للقادمين إلى 2100، بينما ارتفع عدد المسافرين إلى 4100. ورأى شمس الدين في هذه الأرقام مؤشراً على تسارع وتيرة الهجرة من لبنان، لأن "لدى معظم اللبنانيين رغبة في الهجرة، لكن الإمكانيات ضعيفة على مستوى سبل تأمين التأشيرات وفرص العمل في الخارج". وحذّر شمس الدين أن البلاد بعد انفجار المرفأ قد تشهد موجات هجرة، خاصة لمن يملكون جنسية مزدوجة، بعدمت صارت مقومات العيش في لبنان "معدومة".

theme::common.loader_icon