إن هبوط معدل ضغط الدم يعني انخفاضا مفاجئا في الضغط يمارسه الدم على جدران الخلايا مسبّباً بذلك دوخة وعدم وضوح الرؤية والغثيان وتسارع في ضربات القلب.

إن هذه المشكلة الصحّية هي تحديداً أكثر شيوعاً عند الكبار في السنّ والحوامل والأشخاص الذين يعانون الدوالي وسوء التغذية. كما إن تناول بعض الأدوية، وتحديداً تلك المدرّة للبول والخافضة للضغط والمضادة للكآبة والمزيلة للقلق، من شأنه تعزيز التعرّض لهذه المشكلة الصحّية.

إلى جانب عامل رئيسي بالغ الأهمية والخطورة وغالباً ما يغفله العديد من الناس، وهو بلوغ مرحلة الجفاف بسبب التعرّض للحرارة العالية وعدم الحصول على كمية جيّدة من السوائل.

من المهمّ لفت الانتباه إلى أن مشكلة هبوط ضغط الدم تظهر غالباً لحظة تغيير الوضعيّة، وتحديداً عند الانتقال من وضعيّة النوم إلى وضعية الاستيقاظ والوقوف.

وهذه الحالة تُعرف بهبوط ضغط الدم الانتصابي. كذلك يمكن لهذه الحالة أن تحصل بسبب العاطفة القويّة والتأثّر في الأمور التي تحيطنا بشكل كبير، مثل سماع أخبار سيّئة ومحزنة...

ومثل مختلف المشاكل الصحّية، توجد بعض التدابير التي يجب اتخاذها من أجل تفادي حصول هذه المشكلة قدر الإمكان:

- إذا كنت تعاني هبوط ضغط الدم الانتصابي، من الضروري إذاً أن تنهض تدريجياً من النوم وليس فجأة. بمعنى أنه عليك الجلوس أولاً لبضع ثوان أو دقائق، ومن ثمّ الوقوف.

- عند التعرّض لهبوط ضغط الدم، اجلس فوراً على الكرسيّ والأفضل الاستمداد لتفادي الوقوع أرضاً.

- بعد التعرّض لهبوط ضغط الدم، تمدد على الفراش أو الأريكة مع رفع الرجلين قليلاً، ما يعزّز معدّل سريان الدم الوريدي أي عودة الدم إلى القلب.

- بما أن مرحلة الجفاف تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، لا بد إذاً من شرب كمية وفيرة من المياه. فهذا الأمر يساعد على زيادة حجم الدم وتفادي الجفاف.

كذلك يمكنك الاستعانة بالمياه الغنيّة بالصوديوم التي تساعد على احتفاظ المياه في الشرايين، وبالتالي رفع ضغط الدم. وفي المقابل، لا بد من الحدّ من استهلاك الكحول ومشروبات الكافيين حتى ولو بكميات قليلة، بما أنها مدرة للبول وتؤدي إلى الجفاف، وبالتالي هبوط ضغط الدم.

أما في الناحية الغذائيّة، ومثلما تساعد بعض الأطعمة على خفض معدل ضغط الدم المرتفع، لعلّ أبرزها تلك التي تحتوي على معدن البوتاسيوم الذي ثبُتت فاعليته في "رَغلجة" معدل ضغط الدم والوقاية من أمراض القلب، كذلك فقد أظهرت الدراسات أن الكثير من الأطعمة تساعد على معالجة هبوط ضغط الدم، أهمّها:

- الفيتامين B9 و B12: إن النقص في هذين الفيتامينين يؤدي إلى حالة خطيرة تُعرف بالأنيميا التي تحدث عندما يعجز الجسم عن إنتاج كمية كافية من خلايا الدم الحمراء، ما يؤدي إلى هبوط ضغط الدم. لذا، لا بد من اللجوء إلى رقائق الذرة المدعّمة بنسبة عالية من هاتين المادتين الغذائيّتين، أو اللجوء إلى اللبن والحليب والسبانخ والهليون والبازلاء والبروكولي والأفوكا...

- الشوربة المعلّبة: صحيح أن الأطباء يوصون مرضى ارتفاع ضغط الدم بتفادي هذا النوع من الأطعمة التي تكون مشبّعة بالصوديوم، إلا أنها تشكّل حلاً مناسباً للذين يواجهون هبوط ضغط الدم. كذلك يمكنك إضافة الملح إلى الطعام وتناول المخلّلات مثل الكبيس والزيتون... لكن قبل البدء بالإفراط في تناولها، يُفضّل استشارة الطبيب لتحديد الكمية الملائمة لوضعك الصحّي.

وأخيراً، وفي حال تكرار هذه الحالة بشكل مستمرّ مصاحبة مع أعراض أخرى كالتعب المزمن والمفرط أو ضيق التنفّس، فهي قد تؤدي أحياناً إلى أمراض في القلب. من هنا أهمية الإسراع إلى استشارة الطبيب من دون أي تردّد واستهتار.