الرياضي يطوي صفحة مضيئة وأنيبال يفتح أُخرى مشعّة
الرياضي يطوي صفحة مضيئة وأنيبال يفتح أُخرى مشعّة
اخبار مباشرة
دانيال عبود
جريدة الجمهورية
Tuesday, 08-May-2012 01:53
بدأ الزحليّون يشعرون أنّ اللقب يقترب من خزائن سفيرهم نادي أنيبال زحلة للمرّة الأولى في تاريخه، بعد أن خالف كلّ التوقّعات وأسقط الشانفيل في أرضه وبين جماهيره الغفيرة ليتقدّم في السلسلة النهائية (1-0) قبل المباراة الثانية اليوم.
نهائي بلا رياضي ناقص. هو أمر، على كلّ حال، غير مألوف ويتطلب وقتاً كي تعتاد عليه. فالرياضي الذي احتكر بطولة لبنان في الأعوام السبعة الماضية اختار طريقاً أخرى هذه المرّة بالانسحاب من المباراة الخامسة والفاصلة من الدور نصف النهائي أمام أنيبال زحلة، واضعاً حدّاً لحقبة طويلة من السيطرة المُحكمة والكاملة على مقاليد اللعبة. أخطأ "الفريق الأصفر" بقراره، لأنّه فضّل الخيار الأسهل عوضاً عن المواجهة الحقيقية والفعلية التي تنمّ عن معدن الأبطال، فهو بطل من عيار الذهب، لكن بفعلته أعطى مبرّراً للمنتقدين ولم يقُم بأيّ خطوة جدّية تجاه تصحيح الخلل المتوارث داخل الجسم الإداري للّعبة الأحبّ على قلوب اللبنانيّين، على اعتبار أنّ الجميع متّفق على أنّ اتّحاد اللعبة دخل في العناية الفائقة.

ففي الوقت الذي كان فيه الرياضي يغلق صفحة من تاريخه، كان أنيبال زحلة يفتح صفحة مشعّة في تاريخه الطويل والمغمور، بعد أن تأهّل الى النهائي للمرّة الأولى في تاريخه لمواجهة الشانفيل الباحث عن لقبه الأوّل بعد سنوات من المحاولة، والمحاولة قد تستمرّ لعام آخر من دون الوصول الى مبتغاها بعد أن سقط الفريق المتني في المباراة الأولى من السلسلة النهائية بنتيجة (84-69) ليضرب أنيبال عصفورين بحجر واحد فتقدّم 1-0 في السلسلة، ويكسر أفضلية الأرض للشانفيل، حيث يستضيف أنيبال المباراة الثانية اليوم السادسة إلّا ربعاً مساءً، وإن فاز فقد يملك فرصتين لا واحدة لإحراز اللقب.

البداية مع المباراة الأولى الأحد، عندما استضاف الشانفيل نظيره أنيبال على ملعب المريميّين في ديك المحدي، حيث استطاع الفريق الزحلاوي أن يخالف كلّ التوقّعات التي أعطت الشانفيل ومدرّبه غسّان سركيس اليد الطولى لحسم السلسلة وانتزاع اللقب، إذ جاء أداء لاعبي الشانفيل دون المستوى المتوقّع، ما أرجعه البعض لكون الفريق المتني خاض سلسلة نصف نهائية سهلة أمام الحكمة أفقدته الحماسة والثبات الفنّي المطلوب في هذه الفترة الحسّاسة، في حين أنّ أنيبال خرج لتوّه من سلسلة طاحنة أمام الرياضي.

فنّياً، قدّم أنيبال وجبة فنّية دسمة أكّدت مرّة جديدة أحقّيته في بلوغ النهائي، خصوصاً أنّه يملك تشكيلة متكاملة في كلّ المراكز، متناسقة هجوميّاً ومتلاحمة دفاعيّاً، يقودها صانع ألعاب خبير، أي رودريغ عقل، الذي كان مرّة جديدة قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الثلاثية المزدوجة الأولى في مسيرته، فسجّل 9 نقاط مع 6 متابعات و9 تمريرات حاسمة. إذ موّل عقل زملاءَه بالعديد من التمريرات الحاسمة، فتلقّى ليروي هيرد النصيب الأكبر منها ليدكّ سلّة الشانفيل بـ 5 ثلاثيات، علماً أنّه سجّل 21 نقطة، في حين تألّق شارل تابت بشكل لافت تحت السلّة وأثبت عن تطوّر كبير في مستواه وتفاعلاته تحت السلّة حيث سجّل 13 نقطة مع 10 متابعات. كما برز جاي يونغبلود كالعادة، إذ تمكّن من فكفكة دفاعات الشانفيل وتسجيل سلّات من فوق "رؤوس" العملاقين الأميركيّين سام هوسكين وماركوس هايلسيب، من دون أن ننسى الفاعليّة الكبيرة لغالب رضا (12 نقطة) ومازن منيمنة (5 نقاط).

من جهة أخرى، عاب أداء الشانفيل التفكّك الهجومي وعدم وضوح الخطة المعتمدة على أرض الملعب التي طرحت مجدّداً السؤال عن أهمّية وجود صانع ألعاب محنّك في هذا المركز، خصوصاً أنّ ماركوس هايسليب (17 نقطة) لم يكن له هويّة واضحة على أرض الملعب، بل إنّه كان دائماً يبحث عن طريقة لاستلام الكرة والقيام بمهمّة التسجيل على عاتقه. كما أنّ فادي الخطيب (15 نقطة) لم يلعب الدور المعتاد له، وعلى الرغم من الدفاع الخاص الذي طُبّق عليه، فإنّه لم يَبدُ قادراً على التحرّك، ولم يحاول حتى أن يجتذب الأخطاء كما عوّدنا دائماً. كما أنّ اعتماد الشانفيل على دفاعات المنطقة خصوصاً لـ Match-up Zone لم تكن صائبة. وحده سام هوسكين قدّم أداءً ثابتاً وسجّل 25 نقطة مع 15 متابعة.

مباراة اليوم في زحلة، ستكون مفصليّة للشانفيل إذا أراد الاحتفاظ بحظوظه قبل المباراة الثالثة المقرّرة الجمعة على أرضه. إلّا أنّ المهمّة لن تكون سهلة أمام فريق أثبت عن علوّ كعبه بعد أن قدّم كرة سلّة عصرية فيها اللعب الجماعيّ مفتاح أساسيّ.

إنسحاب الرياضي

فيما كان ينتظر الجميع مباراة "كسر عضم" بين الرياضي وأنيبال السبت لتحديد هوية المتأهّل الى النهائي بعد تعادلهما (2-2) في السلسلة، فوجئ الجميع بقرار إدارة النادي الانسحاب بعد قرار من القوى الأمنية بمنع الجمهور في المنارة.
theme::common.loader_icon