ماذا تعرف عن الأفلام الثلاثية الأبعاد ؟
ماذا تعرف عن الأفلام الثلاثية الأبعاد ؟
شادي عواد
جريدة الجمهورية
Wednesday, 06-Feb-2013 00:06
عندما ننظر من حولنا، فإننا نرى الدنيا ثلاثية الأبعاد. بمعنى أننا نستطيع تقدير الأبعاد والتمييز بين الأمام والخلف وتقدير المسافات. أما بالنسبة للأفلام التي نراها على التلفاز، فهي ثنائية البعد، أي أننا لا نستطيع تمييز تلك الأمور فيها كافة. من هنا تطورت فكرة الأفلام الثلاثية الأبعاد، التي أصبحت مع التقدم التكنولوجي في متناول الجميع.
الفيلم ثلاثي الأبعاد، هو عبارة عن صورة حركية مجسّمة تقوم بتعزيز الوهم البصري العميق، أي أنه يُشعر المشاهد وكأنه داخل الفيلم. وحتى تتحقق الرؤية ثلاثية الأبعاد، يجب أن ترى كل عين المشهد نفسه ولكن من زاوية مختلفة عن زاوية العين الأخرى.

وتتعدد الوسائل لهذه الغاية. ويستخدم المصورون لتحقيق هذا الهدف كاميرات خاصة بعدستين بدل العدسة الواحدة، أو بتعبير آخر كاميرا واحدة بعدستين. وموقع العدستين بالنسبة لبعضهما البعض هو نفس موضع العينين بالنسبة للإنسان، تلتقط كل منهما صورة للمشهد تختلف عن الأخرى من الزاوية التي تنظر فيها إلى المشهد تماماً كما يحدث في عينيْ الإنسان.

كما يمكن أن يستخدم نظام كاميرا الفيديو العادية لتسجيل الفيلم كرؤية من نقطتين مختلفتين محددتين بدقة، ومن كاميراتين مختلفتين، بحيث تجمع الرؤية من النقطتين بواسطة الكومبيوتر في مرحلة ما بعد الإنتاج، لتكون صورة واحدة ثلاثية الأبعاد. ولمشاهدة الفيلم ثلاثي الأبعاد نحتاج الى نظارات خاصة تمكن من مشاهدة العمق الوهمي. ولا تقتصر تقنية الأفلام ثلاثية الأبعاد على الأفلام السينمائية، بل أيضاً على التلفزيون وفي تسجيلات الأفلام المباشرة التي تُستخدم في المقام الأول لأغراض تسويقية.

لمحة تاريخية

وجدت الأفلام ثلاثية الأبعاد في خمسينيات القرن الماضي، لكن تم الاستغناء عنها لاحقاً بسبب كلفة الأجهزة والعمليات اللازمة لإنتاجها وعرضها، ولعدم وجود نظام تنسيق موحّد لجميع قطاعات الأعمال والترفيه. ومع ذلك احتلت تلك الأفلام مكانة بارزة في السينما الأميركية في الخمسينيات. لكن عادت الأفلام ثلاثية الأبعاد في الفترة الأخيرة لتحتل المراتب الأولى، في نجاح لم يسبق له مثيل، وذلك بفضل التقدم التكنولوجي المتوفر حالياً.

ثلاثة أنواع

ينقسم النظام الثلاثي الأبعاد في الأفلام الى ثلاثة أنواع. النوع الأول وهو الأكثر تطوراً وأصبح متوفراً للمستهلك، وهو عبارة عن صورتين تتم عملية دمجهما في الكاميرا مباشرة أو في برنامج أو جهاز عرض مخصص، لتتكون الصورة الثلاثية الأبعاد.

ويحتاج هذا النوع من الأفلام الى جهاز عرض وتلفاز مخصص للأبعاد الثلاثية، ونظّارة الكترونية متصلة مع التلفاز بواسطة البلوتوث. ومع التقدم في هذا المجال أصبح من الممكن مشاهدة هذه الأفلام بواسطة نظارات خاصة غير متصلة بالتلفاز ولا تحتاج الى طاقة.

أما النوع الثاني فهو مشابه للنظام الأول، لكن يختلف عنه أنه في الإمكان عرضة على أي شاشة، سواء شاشة تلفاز أومحمول أو كمبيوتر أو لوحي. ويقوم هذا النوع على تقسيم شاشة التلفاز لقسمين متساويين تعرض كل صورة على قسم.

وهنا يلزم على المشاهد أن يرتدي نظارة مكونة من عدستين تقومان بحرف الصورة قليلاً لكي يتمكن الدماغ من دمجهما بصورة صحيحة فيبدو وكأنه يرى المشهد على أرض الواقع. ولم يعد هذا النوع معتمداً في الوقت الحالي.

النوع الثالث وهو النظام القديم الذي يعتمد على عرض الصورة أو الفيلم باللونين الأحمر والأزرق. وهذا النوع لا يحتاج الى شاشات خاصة. بالنسبة الى النظارة فتكون من لونين، الازرق والأحمر.

وعند عرض الفيلم فإن ما يحدث هو أن اللون الأحمر على الفيلم يلتقطه اللون الازرق على النظارة وكذلك اللون الازرق على الفيلم يلتقطه اللون الاحمر على النظارة، لتخرج الصورة على تسلسل سريع موصلة إشارتها الى العينين اللتين توصلانها بدورهما الى الدماغ ليراها ثلاثية الأبعاد.
theme::common.loader_icon