«الفيسبوك» إدمان... تحرَّري منه
«الفيسبوك» إدمان... تحرَّري منه
اليسار حبيب
جريدة الجمهورية
Monday, 04-Feb-2013 00:09
قضاء 15 ساعة في اليوم أمام شاشة الكمبيوتر أو الهاتف، نتواصل في اثنائها مع الآخرين عبر الفيسبوك أو عبر مواقع التواصل الاجتماعية الأخرى لم يعد بالأمر المستغرب خصوصاً لدى فئة الشباب الذين يجدون في الأمر متعة ولذّة.
ما إن ظهر الفيسبوك والمواقع الاجتماعية المماثلة له حتّى عرفوا انتشاراً واسعاً في أوساط فئة المراهقين والشباب. اليوم امتدّ ليشمل الفئات العمرية كافة، بحيث بات طفل لا يتجاوز عمره السنتين أو الثلاث سنوات يطالب أهله بأن يخلقوا له حساباً إلكترونياً على هذا الموقع، أما الجدّ فلم يعد يجد الوقت المناسب لتدليل أحفاده وذلك لأنه مشغول في التواصل مع أصدقاءه القدامى من وراء الشاشة الرقمية.

تواصل... تفكك... ضياع!

ونلاحظ بأن هذه المواقع "الاجتماعية" أدخلت مفهوماً جديداً للعلاقات الإنسانية. صحيح أن هدفها "النبيل" هو خلق التواصل مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص ومساعدتهم على تخطّي المسافات الجغرافية والحواجز، لكنّها ساهمت في المقابل بتفكك أسر ومجتمعات، حيث لم يعد أفرادها يتواصلون في ما بينهم كلامياً بل عبر شاشة صغيرة.

فطرأ على العلاقات الإنسانية تحوّل وتبدّل في مسارها واختلفت الأولويات، لا بل انقلبت رأساً على عقب. بحيث لم يعد الطفل يمتثل لإرادة أبويه لسببين أساسيين: أولاً لأنه يستقي معرفته من مصدر آخر هو المواقع التواصلية التي تتيح له خيارات كثيرة لينتقي ما يناسبه منها، وفي الوقت عينه لأن أبويه مشغولان في التواصل مع العالم الوهمي وبالتالي لا يبذلان مجهوداً في تربية الطفل أو في تجنب خطورة بعض المواقع وتأثيرها السلبي على نموّه الاجتماعي. وإذا تكلمنا عن ضياع أفراد وأسر ومجتمعات لا نكون قد بالغنا في توصيف الحالة التي وصلت إليها مجتمعاتنا.

خطر الادمان... تجنبيه!

كلمة ضياع لا تكفي لتوصيف حالة الهوس التي أصابت الأفراد والمجتمعات في ما يخصّ مواقع التواصل الاجتماعية، لا بل يمكننا أيضاً التكلّم عن حالة "إدمان" بحيث باتوا يقضون حوالي 15 ساعة يومياً أمام شاشة كومبيوتراتهم أو هواتفهم يتواصلون مع العالم الآخر، يتفاعلون معه فيبتسمون ويضحكون أو يحزنون ويبكون. وبما أن "إدمان" الفيسبوك أو غيره من المواقع، هو إدمان خاص فبالتالي لا يتمّ علاجه عبر أدوية بل عبر إرادة واعية في التخلّص من آثاره السلبية.

إذا كنت تريدين أن تنعمي بحياة هانئة ومرحة من دون أن تهدري وقتك على الشاشة وفي الحياة الافتراضية إليك بعض النصائح:

1 - نظّمي وقتك: قبل أن تدخلي الى أي موقع تواصلي نظّمي جدولك، وضعي خططاً محددة لك. كأن تقولي مثلاً "اليوم أريد أن أتصفح الفيسبوك لمدّة ساعة فقط لأهنّئ أصدقائي بعيد ميلادهم ولأتابع أبرز الأخبار"، وبالتالي بعد مرور ساعة على تصفحك الموقع، غادريه على الفور. وبعد مرور أسبوعين أو شهر ستلاحظين بأن هوسك بالفيسبوك هو الى انخفاض مستمر.

2 - سجّلي ما تقومين به: إذا قمت بتدوين ما قمت به على الفيسبوك او ما هي الأهداف التي حققتها ستلاحظين بأنك لم تفعلي شيئاً مهماً بل أضعت وقتك وأهدرت حياتك. تدوين الأهداف وملاحظتك لمضيعة الوقت سيكونان بمثابة خطوتين مهمتين تساعدانك في التخلّص من هذا الإدمان.

3 - إبحثي عن بدائل في العالم الحقيقي: الكثير من مدمني مواقع التواصل الاجتماعية يلجأون إليها كونها وسيلة تتيح لهم التعرّف على أشخاص جدد، ولكن هذا لا يلغي أهمية التعارف الحقيقي وجهاً لوجه. لذلك ابحثي عن فرص لقاء أناس جدد ولكن ليس في العالم الافتراضي وإنما في العالم الحقيقي من خلال الذهاب الى النواجي الرياضية أو الى الحفلات وحتّى التجوّل في الأسواق قد يتيح لك فرص التعارف.

4 - صفحة خالية: يمكنك أيضاً تحويل حسابك على الفيس بوك إلى مجرد صفحة تقليدية شبه خالية، وهذه تعتبر طريقة أخرى للمغادرة تدريجياً عن طريق جعل الموقع روتينياً مملاً بالنسبة لك لا يحوي ما يجذبك وهذا بعد حذف أصدقائك الممتعين لك، والصفحات المفضلة لديك. وبعد هذه الخطوة ستلاحظين أنك ستتمكنين وبكلّ جرأة مغادرة الموقع نهائياً.
theme::common.loader_icon