المرأة الحامل في ظل تفشّي فيروس «كورونا»
المرأة الحامل في ظل تفشّي فيروس «كورونا»
ماريانا معضاد
Saturday, 30-May-2020 06:23

كما هو معروف، المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بالأنفلونزا وغيره من الفيروسات، نظراً لضعف جهازها المناعي، ولضغط الجنين على حركة الرئة، حيث ينمو حجم الرحم أثناء الحمل، ما يعرّضها للالتهابات الرئوية. ماذا عن فيروس كورونا؟ هل المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة به، ولتفاقم المضاعفات في حال إصابتها؟

 

سعياً لنشر الوعي وطمأنة النساء الحوامل في ظلّ تفشّي وباء كورونا، كان لـ«الجمهورية» لقاء مع الدكتور طوني زريق، البروفيسور في الجامعة اللبنانية الأميركية، ورئيس قسم الجراحة النسائية والتوليد في المستشفى الجامعي للـLAU، مستشفى رزق LAUMCRH، وعضو في اللجنة التقنية للكورونا والحمل التابعة لوزارة الصحة.

 

 

 

فيروسات سابقة تُنذر بالشؤم

أفاد د. زريق: «أثناء انتشار فيروس H1N1 في الولايات المتحدة في العام 2009، كانت نسبة إصابة النساء الحوامل 1% بين مجمل الإصابات، فيما كانت نسبة وفاتهن 6.4% بين مجمل المصابين الذين دخلوا إلى المستشفى، و4.5% من مجمل الوفيات، وهذا أمر مقلق. أما عند انتشار فيروس الزيكا، ومتلازمة الشرق الأوسط، تبيّن ان احتمال الوفاة لدى النساء الحوامل مرتفع أيضاً. ولكن... في حالات فيروس كورونا المستجد، ليست المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة، ولا هي أكثر عرضة للوفاة، أو لمضاعفات أخطر في حال الإصابة. ولكن، إذا أصيبت الحامل بفيروس «كوفيد 19»، يصبح الجنين بخطر أكبر: إجهاض، طلقٍ وولادة مبكرة (ما يؤدي إلى ضعف في رئة الطفل بعد الولادة وإلى مشكلات أخرى)، نقص في الوزن، تسمّم الحمل أو الضغط العالي».

 

 

 

هل تنقل الأم الفيروس لجنينها؟

في حالات فيروسات أخرى، مثل فيروس زيكا، قال زريق، إنّ «إصابة الأم الحامل تؤدّي إلى تضرّر الجنين ودماغه. أمّا في حالات «كوفيد-19»، لم ينتقل الفيروس من الأم إلى الجنين أثناء الحمل حتى اليوم، وهذا مبني على دراسات صغيرة أُجريت في الصين، وإيطاليا والولايات المتحدة. غير أنّه ثمّة حالات استثنائية أتت فيها نتيجة فحص الـPCR للطفل بعد الولادة إيجابية، ولكن تغيّرت إلى سلبية لاحقاً».

 

 

 

جسم الطفل يقاوم الفيروس ولكنه ليس مصاباً

وأوضّح د. زريك، أنّ «المضادات الحيوية نوعان: IGM وIGG

 

- IGM: يفرزه الجسم بعد حدوث الالتهاب مباشرة، ولكنه لا ينتقل من الأم إلى الجنين عبر «البلاسينتا» (أي المشيمة أو الخلاص) لأنّ الجزيئ كبير الحجم.

- IGG: يظهر أحياناً عند أطفال أمهات مصابات بالفيروس على الرغم من النتيجة السلبية لفحص الـPCR. من الممكن وليس أكيداً أن يكون وجود هذا المضاد مرتبطاً بفيروس كورونا، كما قد يكون ردة فعل على شيء آخر. والخبر السار، أنّ العلماء لم يجدوا أي أثر للفيروس في الماء حول الجنين، ولا في البلاسينتا».

 

وأضاف: «أظهرت دراسة حول البلاسينتا على 16 حالة إصابة لمرأة حامل نتائج سلبية لفحص الـPCR، فيما ظهرت تجلطات صغيرة في شرايين البلاسينتا. علماً أنّ تجلطات الدم من نتائج، عوارض، أو مضاعفات الإصابة بالفيروس، غير أنّها لا تثبت انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين، لأنّها تبينت ناتجة من التهاب لدى الأم لا الجنين».

 

فيطمئن د. طوني الحوامل قائلاً: «الـvertical transmission (أي انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين) لا يحصل، وإن حصل، فهو نادر جداً. ولا تسبب إصابة الأم تشوهات للطفل، وليس لها آثار على الطفل على المدى الطويل. لكن هذا لا يعني ألّا تتخذ المرأة الحامل كل التدابير الوقائية لحماية نفسها والجنين. فارتفاع حرارة الأم مثلاً تضرّ بالجنين، مهما كان سببها، والإصابة بـ«كوفيد-19» من المحتمل أن تؤدي إلى ارتفاع في الحرارة. كما أنّ إصابة الأم قد تؤدي إلى ولادة مبكرة، ما يعرّض الطفل إلى المزيد من المشكلات».

 

وحذّر د. زريق من استعمال أي مواد تنظيف أو معقّمة لليدين تحتوي على كلوريد الأمونيوم. ولفت إلى أنّه «أصدرت اللجنة التقنية للكورونا والحمل التابعة لوزارة الصحة توجيهات للمرأة الحامل أثناء انتشار وباء «كوفيد-19» تشمل:

- توجيهات عامة لحماية الأم والجنين/الطفل،

- زيارات الطبيب الضرورية أثناء الحمل (حوالى 5 زيارات)، فمن الأفضل التخفيف منها للحدّ من تعريضها للإصابة،

- الحالات التي تستدعي الأم للاتصال بالطبيب، والحاجة أو عدم الحاجة إلى زيارة الطبيب أو المستشفى،

- الحدّ قدر الإمكان من فترة بقاء الأم والمولود الجديد في المستشفى،

- توصيات حول متابعة وضع الأم والجنين الصحي خارج وداخل المستشفى».

 

 

 

الرضاعة

وختم زريق قائلاً: «ينصح المختصون منذ سنوات بإرضاع المولود الجديد، وحضنه مع تلامس بين بشرة الأم والمولود، لتعزيز العلاقة بينهما ولتنمية دماغ الطفل. ولكن في حال إصابة الأم بفيروس كورونا، ما من برهان حتى الآن على انتقال الفيروس عبر حليب الإرضاع، ولكن يوصى بعدم الإرضاع وإبعاد الطفل عن الأم قدر الإمكان واتخاذ الحذر الشديد. ولكن في حال إصرار الأم على الإرضاع، يمكن فعل ذلك إن كان وضعها الصحي يسمح لها، ولكن مع أخذ كل التدابير الحمائية: غسل اليدين جيداً قبل الإرضاع، ارتداء الكمامة، غسل وتعقيم كل الأدوات المستعملة، وعدم اختلاط الطفل مع أطفال آخرين لحمايته وحماية غيره من الأطفال».

 

«إتخذ معظم المستشفيات تدابير تحمي الحامل والجنين من الإصابة بالفيروس،

 

theme::common.loader_icon